في العاصمة اليمنية صنعاء عايشت أجواء الأمل والتفاؤل التي صاحبت أعمال مؤتمر الحوار الوطني, الذي جمع لأول مرة كل أطياف المجتمع اليمني, بعد أن أيقن الجميع أنه السبيل الوحيد و الحل الأمثل للخروج من الأزمة, وبعد أن أعلي الجميع صوت الحكمة, ووضعوا السلاح جانبا, وكانت اليمن يمكن أن تتحول إلي مجازر وحمامات دم في حال اللجوء للعنف, حيث يقدر السلاح الموجود فيها حوالي خمسين مليون قطعة سلاح أي ضعف عدد السكان, مابين رشاش ومسدس وآر بي جي, لكنهم استحضروا تراثهم وحضارتهم وحكمتهم ووضعوا مصالح بلدهم نصب أعينهم. واليوم يبحث الفرقاء اليمنيون برعاية المبادرة الخليجية والمجتمع الدولي كتابة دستور جديد, وتحديد شكل ونظام الدولة اليمنية الجديدة التي يتطلعون إليها, لتحقيق الحرية والعدالة والكرامة والتنمية والمساواة بين أبناء الوطن الواحد, وحل مشكلتي صعدة وجنوب اليمن الذي يريد الإنفصال, ومعالجة الأسباب التي أدت إلي إشعال الحروب والتمرد في جميع أنحاء اليمن دون إستثناء... وهذه الأمور ليست سهلة, ومؤتمر الحوار سيكون إمتحانا حقيقيا لصراع الإرادات بين الأطراف جميعا, وبينها من ينتمي للماضي, وآخرون يتطلعون للمستقبل, بين أتباع النظام القديم الذين تقاسموا السلطة, وبين الشباب الذي أشعل الثورة, ولكن الجميع توصلوا علي مايبدو إلي قناعة بأنه لابد من معادلة لاغالب فيها ولا مغلوب, معادلة ينتصر فيها الوطن. ويخرج فيها من أزمته الحالية, وعدم الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي. وما أحوجنا اليوم في مصر إلي إستلهام هذه الحكمة اليمنية, لنزع فتيل الأزمة التي أدت إلي الوضع الحالي المتدني, وإلي وضع حد لهذا التدهور المريع, الذي لن يؤدي في حال إستمراره سوي للخراب العاجل علي جميع المستويات... وهذا يحتم علي جميع القوي والقيادات في مصر التوجه نحو حوار عاجل حقيقي يعالج أسباب الأزمة الراهنة ويبحث في الحل الأمثل للخروج من المأزق ودون ذلك الطوفان. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى