لو ان الرئيس مرسي بجواره خبير إعلامي يطير الخبر في أسرع وقت و لو أنه أي الخبير الإعلامي يعرف قيمة رد الفعل لما تأخر تصريح الدكتور مرسي عن سحل المواطن المصري أمام الاتحادية منذ عدة أسابيع حتي ظهر في برنامج90 دقيقة مع الإعلامي الأمين عمرو الليثي و فريقه بقيادة رئيس تحرير حديث الرئيس محمد الشبه قال الرئيس مرسي و بالحرف الواحد: غير مقبول علي الاطلاق سحل مواطن أمام الاتحادية ورأيت هذا بعين الرفض والحزن والالم... لو أن المواطنين المصريين قد سمعوا هذا التصريح المشاهد البشعة لسحل المواطن المصري لكان ذلك قد أثلج صدر كل المصريين, كانوا سيشعرون أن الرئيس واحد منهم مشارك معهم في الهم و معاناتهم وحسرتهم علي هذا المشهد الذي يجري علي أرض النيل. ولو ان الرئيس مرسي قد قام بتوجيه كلمة الي شعب بورسعيد ليلة الحكم في قضية مذبحة المذابح بدلا من فرض حظر التجوال و الطوارئ في مدن القناة ربما ما قتل أكثر من40 شخصا من شعب بورسعيد. و لو أن الرئيس مرسي قد زار الصعيد مبكرا بعد توليه الرئاسة لتقديم الشكر لشعب مصر في الصعيد علي وقوفه بالتصويت له في انتخابات الرئاسة ما كان هذا العنف وقت زيارته و محاولة اقتحام الاستاد و هو يلقي كلمته. إذن هناك مشكلة في توقيتات رد فعل الرئيس مرسي و لكن كما يقولون من الأفضل ان تكون متأخرا بدلا من ألا تأتي أبدا ومع تسليمنا بأن ردود أفعال الرئيس تأتي متأخرة إلا انه للإنصاف فعلي ان اذكر ما هو إيجابي. في خطابه لشعب بورسعيد الباسل تحقق معاملة قتلي26 و27 يناير كشهداء للثورة المصرية العظيمة و هذا يحسب له. في زيارته لسوهاج أطلق رئيس الجمهورية خطة تنمية الصعيد التي تشمل تطوير المثلث الذهبي للثروة المعدنية قفط- سفاجا- القصير, وانشاء10 مجتمعات عمرانية جديدة وتنمية مدينة قناالجديدة, وإنشاء مركز اقتصادي لوجيستي في شمال غرب سفاجا. وقال عمر عامر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إنه تم إقامة5962 وحدة سكنية بمحافظات ومدن الصعيد من1 أغسطس2012 حتي مارس2013 في إطار المشروع القومي للإسكان الاجتماعي. وجار الانتهاء من بناء22380 وحدة وذلك في محور تنمية الصعيد. وهذه أيضا من الإيجابيات و لكن لو أن القتل و السحل و الدهس و تعرية أجساد الرجال و التحرش بالنساء لم تحدث لكان الغليان و الاحتقان المجتمعي اقل بكثير من اليوم. ان ظاهرة السحل ليست مصرية و لم نسمع عنها إلا منذ عقود طويلة وقت انقلاب عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف في العراق, و هي لم تحدث فقط أمام الاتحادية أو كانت حادثا منفصلا وقع مرة واحدة فنقول انه الاستثناء, بل تكرر هذا الحادث عدة مرات دون عقاب لمرتكبيه و نفس الشيء جري للمرأة من تحرش و اعتداءات عليها و هنا لابد من الدفاع عن المرأة و الرجل معا, لان تعرية جسد الرجل و سحله مسألة يقشعر لها الجبين فهي بمثابة انتهاك للرجل مثل ما يحدث للمرأة.نوعية بشعة من الحوادث تنتهك المجتمع بأكمله. لكي نبدأ عهدا جديدا تصالحيا في مصر لابد ان تكون كرامة الإنسان المصري في المقدمة فلا يسحل رجل و لا يتم التحرش بالمرأة و لا تصفع صحفية و لا يقتل الأبرياء و من بينهم الصحفيون, و لا يتم الاعتداء علي الإنسان المصري و الصحفي و الصحفية المصرية. ان التطبيقات في هذه المرحلة اهم من النصوص رغم أهمية النصوص. لابد من تناسب ردود فعل الرئيس لما يحدث في المجتمع و ان يتم ذلك في التوقيت المناسب و ليس بعد وقوع البلية بأسابيع و اشهر. لمزيد من مقالات هدايت عبد النبى