عندما احترق مبني اتحاد كرة القدم بالجبلاية وقام بعض البلطجية بسرقة محتويات المبني من كئوس ودروع وميداليات وأموال بطريقة منظمة, كما جاء في تقرير النيابة, حيث استغل هؤلاء المأجورون تجمع جماهير الأهلي بملعب النادي للاحتفال بحكم القضاء العادل وفعلوا فعلتهم, اعادت تلك الاحداث المؤسفة إلي الأذهان ذكري حريق المجمع العلمي, حيث تتشابه الحادثتان في كل شيء, فكلا المبنيين يحمل جزاء من تاريخ هذه الأمة صاحبة الحضارة والتاريخ في شتي المجالات. وقد أنشئ مبني اتحاد الكرة بالجبلاية منذ قرن من الزمان ويوجد به سجل البطولات المحلية أو العربية أو الإفريقية, التي تشهد عليها افراح الجماهير في المدرجات ويؤكدها حب هذا الشعب للرياضة خاصة اللعبة الشعبية الأولي ليس في مصر وحدها ولكن في العالم أجمع. لقد شاهدنا جميعا هؤلاء البلطجية وهم يقومون بدم بارد بحرق التاريخ الرياضي مثلما حرقوا تاريخنا العلمي, والغريب أننا لم نسمع حتي الآن عن أي أحكام صدرت ضد هؤلاء المخربين لتكون رادعة لمن يفعل فعلهم, بل شاهدنا العكس, حيث عرضت صورهم علي شاشات الفضائيات والابتسامة تملأ وجوههم بما حرقوا, واهدروا من قيمة مادية وتاريخية لهذا الوطن.. الكل يعرف من هم هؤلاء ومهمة الشرطة ليست مستحيلة لتحديد هويتهم, فصورهم رأها الجميع. فهل تعود الجبلاية من جديد وتعود المسروقات ويتوقف حرق تاريخ مصر؟!