هناك ثلاثة بدائل للمجلس الاعلي للقوات المسلحة هي: حكومة الدكتور عصام شرف, الاحزاب, مرشحو رئاسة الجمهورية, بالنسبة للبديل الأول حكومة الدكتور عصام شرف كل من يكتب عن الدكتور شرف يشير إلي أنه خرج من ميدان التحرير وانه يتميز بدماثة الخلق والطهارة ومن البدهي ان دماثة الخلق والطهارة هما خلقان طبيعيان وعكسهما هو غير الطبيعي. أما خروجه من ميدان التحرير فذلك لا يمثل اي مؤهل لتولي الوزارة. وإذا نظرنا إلي ما قامت به الوزارة خلال الفترة السابقة فسنجد ان كل ما قامت به هو الفشل بعينه, ويكفي ان هذه الوزارة فشلت في حل مشكلة بسيطة مثل مشكلة العاملين في النقل العام في القاهرة وماأدراك بموقفها من احداث ماسبيرو الأخيرة, فكيف ستقوم بحل مشاكل مصر كلها. وإذا كان البعض يدعي أنها حكومة تسيير أعمال فهذه الأعمال يمكن ان يقوم بتسييرها وكلاء الوزارات, وبالتالي يمكن توفير مبالغ طائلة تصرف علي الوزراء من مرتبات, وسيارات, مستشارين.... الخ. ولقد كان من المتوقع من حكومة ثورة أن تدرس الأوضاع في مصر ثم تخرج علي الناس في خلال001 يوم لتوضح الحال الذي آل اليه البلد وتوضح كيفية الحلول والمدة اللازمة لذلك. ولكن طبعا لم يقم الدكتور شرف بذلك وأصبحت حكومة بدون لون أو طعم أو رائحة وأحسن ما توصف به هو قول الممثل العظيم توفيق الدقن انها حكومة احسن من الشرف مفيش. البديل الثاني: الأحزاب: وهذه إما أحزاب دينية أو أحزاب تدعي بأنها مدنية. بالنسبة للأحزاب الدينية فقد اتخذت شعار (ان الاسلام هو الحل) وبالتأكيد فان الاسلام هو الحل لدخول الجنة, ولكن لم توضح لنا هذه الأحزاب كيف وفي اي مدة ستعمل علي حل مشكلات مثل العاطلين وانهيار التعليم وانهيار الصحة العامة للمصريين. وهذه الأحزاب تعتمد في الأساس علي غير المتعلمين والذين يمثلون أكثر من 40% من المجتمع ويستخدمون الدين لإقناعهم بأهلية هذه الأحزاب للحكم وهذا خداع للمجتمع ككل. والمجموعة الثانية وهي الأحزاب المدنية وأشهرها حزب الوفد الجديد, وحزب الوفد قد انتهي فعليا بوفاة رجله العظيم السيد/ فؤاد باشا سراج الدين والرجال الذين انشأوا الحزب معه من الذين تعلموا السياسة الحقيقية قبل ثورة 1952 أما من خلف هؤلاء الرجال العظام فهم النخبة التي نشأت بعد ثورة 1952 ولم تتعلم السياسة الحقيقة لعدم وجودها, وبالتالي فلا أستطيع أن أصف هذا الحزب إلا مستعينا بما قاله الكاتب العظيم نجيب محفوظ في ثلاثيته العجيبة الوفد افضل الأحزاب ولكنه في ذاته لم يعد مقنعا أما بقية الأحزاب فالمجتمع يعرف أنها أحزاب ورقية ولا يوجد لها اي قواعد شعبية, وبالتالي فلا يوجد داع للتحدث عنها كبديل للمجلس الأعلي للقوات المسلحة. البديل الثالث: مرشحو رئاسة الجمهورية: وهم مجموعتان, الأولي وهي تضم المجموعة التي تملأ الصحف ووسائل الإعلام المختلفةيوميا في الوقت الذي لا تعلم فيه ما هي حدود رئاسة الجمهورية ولا دور رئيس الجمهورية في الدستور الجديد, وبالتالي فهي تسعي لمنصب وليس لخدمة البلد. واعضاء هذه المجموعة لا يوجد بينها من عمل بالإدارة الا الأستاذ/ عمرو موسي وإذا رجعنا الي تاريخه في وزارة الخارجية فلا نجد له اي لمسات في هذه الوزارة, وكذلك في جامعة الدول العربية وإذا كان هناك اي تغيير قام به سيادته في المكانين فأرجو معرفته وهذا يدعونا للتساؤل ماذا سيقدم الي مصر. اما بالنسبة للآخرين فلم يقم اي منهم بدور معروف في الإدارة حتي يمكن تقييمه. وحيث ان مصر في الوقت الحالي مثلها مثل اي دولة حقيقية تحتاج الي مدير ذي كفاءة عالية فلا يوجد في هذه المجموعة من يستطيع ان يقود البلد في الوقت الحالي. أما المجموعة الثانية فهي التي آثرت ان تنتظر, وبالتالي فهي الأكثر وعيا حيث انها لا تعلم حدود دور رئيس الجمهورية كما ينص عليه الدستور الجديد. وهذه المجمو,عة تضم الدكتور/ محمد البرادعي وهو الوحيد المعروف بامكاناته العالية في الإدارة والتي أهلته لقيادة اكبر ادارة في الأممالمتحدة, والتي شهد له العالم بحسن قيادته لها. بناء علي ما تقدم فإنني أري ان ما أشار اليه الاستاذ الكبير/ محمد حسنين هيكل واضاف اليه الدكتور/ اسامة الغزالي بأن يتولي السيد المشير/ محمد حسين طنطاوي رئاسة الجمهورية, ويتولي الدكتور/ محمد البرادعي رئاسة الوزراء بصلاحيات كاملة هو اصلح مايمكن تأييده لكي تعبر مصر مرحلة الدمار التي أحدثها حكم مبارك واعوانه. علي ان تكون هذه المرحلة لمدة عامين أو ثلاثة يتم خلالها الآتي:1- دراسة حقيقية وكاملة لمشاكل مصر.2- وضع الحلول والأولويات والمدة الزمنية المطلوبة لحل هذه المشاكل.3- وضع دستور للدولة المصرية الحديثة4- انتخاب مجلس شعب جديد5- انتخاب رئيس للجمهورية.