أسدل أبناء الطرق الصوفية صباح اليوم الثلاثاء، الستار على احتفالات مولد الإمام القرطبي، أشهر علماء المسلمين التى تجرى على مدار يومي التاسع والعاشر من شهر محرم الجاري. وتباينت الاحتفالات ما بين التبرك به تارة وبمولده تارة أخرى بات المريدين على أعتابه يقصدونه سنويا رغم وقوعه بمنطقة نائية بمقابر زاوية سلطان القبلية. زاوية سلطان أو كما يطلق عليها الأهالي "زاوية الأموات" لم يعلم العامة أن جسد الإمام القرطبي مدفون بمقابر القرية لاعتقاد البعض أن جسده مدفون بضريح مسجد القرطبي بمدينة المنيا، رغم أن المسجد لم يضم الضريح يوما وسكن جسد الإمام داخل ضريحه بزاوية سلطان. مريدين تزدحم بهم الطرقات، وباعة تمتلئ بهم ساحة الاحتفالات والجميع يتسابق لحضور مولد الإمام الذي يحييه كبار المشايخ على مدار يومين، يستقبل خلالها الآلاف من أبناء الطرق الصوفية ليس فقط بمحافظاتالمنيا بل يقصد المولد عدد كبير من محافظات الجمهورية، فضلا عن حضور بعض الجنسيات من إندونيسيا لحضور المولد سنويا. نفحات عطرة يقدمها المريدين لزائري ومحبي صاحب الضريح دون مقابل، رجال وسيدات يقصدن الضريح وصاحبه، يعكفون جميعا على خدمة الزائرين دون مقابل فقط لنيل البركات من صاحب الضريح الإمام القرطبي. يقول أحمد عبد الهادى، أحد المريدين، إنني أحرص على حضور مولد الإمام القرطبي فى كل عام من شهر محرم، لافتا إلى أنه أحرص على المبيت بجوار صاحب الضريح ومع أبنائي الثلاث، موضحا أنه لم يكن من أبناء المحافظة لكنه يقطن مع أسرته فى طنطا ويحرص سنويا على حضور مولد سيدي أحمد الفولي في شهر رجب ومولد الإمام القرطبي فى شهر محرم. فيما قال محمد عبد الله، إن الآلاف من أبناء الطرق الصوفية والمواطنين يحرصون على حضور مولد الإمام القرطبي بزاوية سلطان من كل عام، على الرغم من وقوع الضريح وسط منطقة المدافن فى زاوية الأموات إلا أن الجميع يحرص على الحضور ويظل الباعة بالحمص والفول وألعاب الأطفال متواجدين بمحيط الضريح على مدار يومين من الاحتفالات، واختتمت اليوم الاحتفالات بحضور الشيخ ياسين التهامي. جدير بالذكر أن الإمام القرطبي هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي، ولد فى قرطبة أوائل القرن السابع الهجري ما بين 600 : 610 هجريا، وقطن بها عدة سنوات حتى سقوطها وتعلم فيها العربية والشعر والقران الكريم ، وبحسب روايات المؤرخين فإن الإمام القرطبي انتقل بعد ذلك إلى مصر وطاف في عدة أنحاء حتى أستقر نهاية المطاف بمحافظة المنيا وفسر جزئين من القران خلال تواجده على أرض عروس الصعيد، وبقى بها حتى توفي أشهر علماء المسلمين يوم الإثنين الموافق التاسع من شوال عام 671 هجريا.