أحيا محمود التهامى الحفل الختامي لمولد المرسى ابو العباس وسط حضور كبير من المواطنين وقيادات الأوقاف والقيادات الشعبية بالإسكندرية وقيادات من الدولة أيضا. وكانت قد انطلقت فاعليات المشيخة الطرق الصوفية بمحافظة الإسكندرية، مساء اليوم الخميس، بساحة مسجد أبي العباس المرسي بمنطقة بحري، للاحتفال بمولد أبي العباس المرسي. وحضر أيضا كل من الشيخ محمد ابو هاشم، ممثل عن الطرق الصوفية، والشيخ محمد الياقوتي، وزير الشئون الإسلامية بالسودان، والشيخ محمد صفوت، وكيل مشيخة الطرق الصوفية، والشيخ محمد خشبة، وكيل وزارة الأوقاف، والدكتور عبد الرحمن نصار، وكيل المديرية، والشيخ حسن عبد البصير، مدير الدعوة. وكثفت قوات الأمن بالإسكندرية تواجدها فى محيط مسجد المرسى ابو العباس لتأمين المواطنين وتسهيل حركة دخولهم لساحة ميدان المساجد. وأبو العباس المرسي هو الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن علي الخزرجي الأنصاري المرسى البلنسي يتصل نسبه بالصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري (رضي الله عنه). ولد أبو العباس المرسى بمدينة مرسية سنة 616ه.(1219م) ونشأ بها وهي إحدى مدن الأندلس وإليها نسب فقيل المرسي . لما بلغ سن التعليم بعثه أبوه إلى المعلم ليحفظ القرآن الكريم، ويتعلم القراءة والكتابة والخط والحساب. انتقل الى تونس وتتلمذ على يد أبي الحسن الشاذلي ويقول في ذلك "لما نزلت بتونس وكنت أتيت من مرسيه بالأندلس، وأنا إذ ذاك شاب سمعت عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي وعن علمه وزهده وورعه فذهبت إليه، وتعرفت عليه فأحببته ورافقته". ثم انتقل الي مصر في عهد السلطان نجم الدين أيوب وعاش في دار في كوم الدكة بالاسكندرية واختار مسجد العطارين ليقوم بآداء الدروس فيه. وظل الشيخ أبو العباس المرسى يدعو إلى الله ملتزمًا طريق التقوى والصلاح ناشرًا للعلوم والمعارف بين الخلق ومهذبًا لنفوس الطلاب والمريدين حتى وفاته في الخامس والعشرين من ذي القعدة 685ه. (1287م.) ودفن في قبره المعروف خارج باب البحر بالإسكندرية. ولم يترك أبو العباس المرسى شيئًا من آثاره المكتوبة فلم يؤلف كتابًا ولم يقيد درسًا، ولكنه ترك من التلاميذ الكثيرين فقد تخرج على يديه في علم التصوف وآداب السلوك ومكارم الأخلاق خلق الكثيرون، وتلاميذ نجباء منهم: الأمام البوصيري، وابن عطاء الله السكندري، وياقوت العرش الذي تزوج ابنته وابن الحاجب وابن اللبان وابن أبي شامة، وغيرهم .