ارتسمت على وجهه ملامح السلام والطمأنينة حينما أيقن أن مشكلته لها حل أمام قاض عادل، لا يعرفه شخصيا، وإنما يعلم جيدًا أن الحياة الأسرية تضن كثيرا بما تحويه بين الجدران بسبب المشاكل المزمنة التي ألمت بالعديد من الأسر. راضي، شاب في مقتبل العمر، توجه لمحكمة الأسرة لرفع دعوة نشوز ضد زوجته حملت رقم 2069 أحوال شخصية. وخلال دقائق أصبح أمام القاضي ليروى تفاصيل مأساته مع زوجته قائلا: تزوجنا عن حب، فكانت زميلتي في الجامعة، ومنذ خطبتنا ونحن نعيش جو المشاجرات بسبب لبسها المثير، وخروجها الكثير مع الشباب، وكنت اتحمل لأنني كنت أعلم جيدًا مدى حبها لي، وتمت الزيجة، وبانتهاء شهر العسل هبت عاصفة المشاكل والمشاجرات بيننا. وتابع راضي، في حزن وألم ظهر على وجهه: "مش عوزاني اتحكم فيها ولا أقولها رايحة فين وخارجة مع مين" وعايشة لنفسها، وملهاش كبير، حاولت اتكلم معاها أكثر من مرة، لكنها كانت ترد علي بردود جافة ومستفزة، وتقول لي: "أنا حرة أعمل إلى يريحنى"، فكنت أغضب منها، وأشعر بالحرج من زيها الكاشف أمام أهلي وجيراني". وأضاف قائلا حاولت مناقشتها بأن تكف عن الخروجات الكثيرة والسهر في الكافيهات ففاض بى الكيل منها، ولم أجد منها ما يصبرني على أفعالها، وفى إحدى الليالي فوجئت بدخولها المنزل فى وقت متأخر، وهى في حالة سكر، وفاقدة للوعي تماما وبحقيبتها علب سجائر، فانهلت عليها بالضرب والسب وطردتها من المنزل وعلمت أن اختياري كان خطأ، وقررت أن أنهى معها حياتي.