اكتشاف الديانة التي يتبعها أو يؤمن بها الشخص من ملابسه فقط يعد أمرا أهتمت به كل الأديان السماوية بغرض تمييز اصحابهم عن غيرهم من الديانات الأخرى، وهي ضمناهتمامات البشرية حتى ظهرت كل خطوط الأزياء التي تعني بالملابس بشكل عام، حتى تلك التي تعبر عن الدين. وللأزياء الدينية حديثا يوجد من يقومون بتفصيلها وتصميمها خصيصا للعاملين في المجال الديني بالتحديد، لأن الناس لم تعد تهتم بارتداء ما يدل على الدين الذي يتبعونه في ظل الحريات التي نالتها البشرية في المجتمعات المختلفة. المسيحية ولكل زي تاريخ يختلف عن الأخر فنجد مثلا أن المسيحية لا تفرض أنماطًا محددة من المظهر الخارجي، إلا أنها تلزم الحشمة، ومع مرور الزمن تطورّت أنماط مختلفة من أنماط اللباس بين الجماعات والطوائف المسيحية المختلفة وتطور أنماط لباس خاصة برجال الدين المسيحي وبرهبانه. وحثّ البابا جريجوري الكبير عامة الشعب على الإهتمام بالنظافة الشخصية والإستحمام خاصًة عشية يوم السبت ويوم الأحد، ومن هنا ظهر ما يسمى اللباس الأفضل ليوم الأحد، إذ أنه في العديد من المجتمعات المسيحية يلبس أفضل وأرقى الملابس في يوم الأحد من أجل حضور صلاة يوم الأحد، فيلبس الرجال غالبّا البذلة في العديد من التجمعات المسيحية خصوصًا لدى الكنائس المسيحية الشرقية والكنائس البروتستانتية المحافظة، يفرض على المرأة تغطية الرأس خلال حضور القداس. أما في الكاثوليكية، فتغطية الرأس للمرأة في الكنيسة واجبة منذ عام 1917 ويكون من خلال ارتداء المانتيلا، وهي قطعة من الدانتيل أو الحرير توضع على الرأس والكتف، ويتم عادة وضعها على مشط مزخرف كبير. وفي الطوائف المسيحية مثل المورمونية وأتباع كنائس تجديدية العماد البروتستانتية مثل الأميش، تلتزم نساؤها بلبس نوع من غطاء الرأس، وهن لا يلبسن إلا الأكمام الطويلة واللباس الفضفاض الطويل ويلتزم رجالها بلبس القبعات التي يختلف نوعها باختلاف المناسبة، كما ويلتزم الرجال من مذهب تجديدية العماد بلبس ملابس خاصة. ويختلف ملبس رجال الدين المسيحي من طائفة لأخرى ومن مرتبة دينية لأخرى فلباس الشَّمّاس يختلف عن لباس الكاهن وهما يختلفان عن لباس الأسقف. الإسلام ويختلف الأمر في الديانة الإسلامية حيث دعا الإسلام المسلمين إلى ما أطلق عليه الفضيلة والعفاف وستر العورات، وحثَّ على التزين باللباس الساتر، وصون الأجساد من كل ما يؤذيها من حر أو برد، ووضع من القواعد والآداب ما يُنظم ذلك. وحكمة مشروعية اللباس هنا تعني ارتداء ما يقي الإنسان من الضرر في الحر والبرد، وذلك لحفظ النفوس وصيانة الأجسام من كل ما يؤذيها، وايضا ستر عورة الرجل والمرأة، وذلك حماية للأخلاق وحفظاً للأعراض وصيانة للمجتمع من الانحلال والفساد وتكريماً للمرأة وصوناً لها. وايضا إظهار نعمة الله وشكره على اللباس، وخاصة في المناسبات، والصلاة، والأعياد، وايضا البعد عن الإسراف والخيلاء في اللباس، لما فيه من الِبر، وتضييع للمال وإنفاق له في غير وجهه الشرعي. وقال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم: كُلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا، في غير إسراف ولا مخيلةٌ. أما أحكام الملابس في الإسلام أن تكون اللباس ساتراً لعورة الرجل والمرأة، وعورة الرجل ما بين السرة والركبة، بالنسبة للمرأة ماعدا الوجه والكفين، و تحريم لبس ما فيه تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، و أن يكون لباس المرأة واسعاً فضفاضاً، لا ضيقاً يُجسم أعضائها ولا شفافاً يظهرها فلا يسترها. وايضا تحريم لبس الحرير والذهب على الرجال، وأغلب الظن أن الحكمة من تحريم لبس الذهب والحرير على الرجال دون النساء، لأن لبسهما يورث الفخر والعُجب، ولأنهما من مظاهر التّرف والإسراف للذكور، وعنوان زينة المرأة وتجملها، وفي لبسهما تشبه من الرجال بالنساء. و الإسلام برغم أنه يبيح للمرأة لبس الحرير والتحلي بالذهب، فإنه ينبه إلى ضرورة الاعتدال فيهما، وعدم الإسراف والتبذير.