قاضي قضاة فلسطين بمؤتمر الإفتاء: لن نرحل عن أرض التين والزيتون مهما كانت المصاعب

رفض الدكتور محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية، فكرة الرحيل من فلسطين، أو التخلي عنها مهما كانت التحديات والمصاعب، رغم القصف والتدمير الذي تتعرض له غزة وقصف مستشفى المعمداني، وسقوط آلاف الشهداء.
وقال خلال كلمة حماسية، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الإفتاء العالمي 'الفتوى وتحديات الألفية الثالثة': 'لن نرحل من فلسطين، وسنبقى ما بقيَ التين والزيتون، فلسطين هي وطننا، هي جزء من هُويتنا وثقافتنا، ولن نتخلى عنها مهما كانت التحديات والمصاعب'.
قاضي قضاة فلسطين بمؤتمر الإفتاء
وأضاف: 'الحمد لله أننا سكنَّا بيت المقدس، والقدس الشريف، المدينة المقدسة التي تحمل في جوانبها آلاف السنين من التاريخ والحضارة. إنها مدينة الأنبياء والرسل، مدينة الشهداء والمجاهدين، ومدينة الأمل والصمود. لقد كانت القدس دائمًا في قلوبنا وعقولنا، وهي اليوم مصدر قوتنا وتحدينا'.
الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين
نقاوم ونثبت أننا طائفة تتمسَّك بحقوقها
وتابع: 'الحمد لله أننا من طائفة لا تزال ظاهرة على الحق حتى يأتيهم أمر الله، مشيرًا إلى أننا ما زلنا نقاوم ونثبت أننا طائفة تتمسَّك بحقوقها وتسعى لتحقيقها'.
وأكد أنَّ الكلمات والمشاهد لا يمكن أن تعكس حقيقة الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وأن الشعب الصامد يشهد تدميرًا متعمدًا للبيوت والمنازل والمستشفيات، بل وكل شيء.
وأردف: 'أرض فلسطين تحمل تاريخًا عريقًا ومقدسًا، وبالنسبة لنا، هي ليست مجرد أرض، بل هي جزء لا يتجزأ من هُويتنا وإيماننا. تحمل القدس أحلامنا وآمالنا، ونحن هنا اليوم، في وجه الظروف القاسية والمؤلمة، نرفع رؤوسنا بكل فخر وكرامة، مؤكدين أننا لن نرحل عن هذه الأرض، مشيرًا إلى أنه لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط إلا من بوابة فلسطين'.
موقف السيسي داعم قوي للقضية الفلسطينية
وتوجَّه بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على موقفه الداعم لفلسطين وشعبها، مؤكدًا أن موقف الرئيس السيسي هو موقف داعم وقوي للقضية الفلسطينية، ثابت في مواجهة الظلم والاحتلال.
وشدَّد على أن فلسطين للفلسطينيين، وللعرب والمسلمين، وأن الحفاظ على سيادة فلسطين واستعادة القدس المحتلة تحدٍّ للأمة العربية والإسلامية بأكملها، مضيفا 'نحن نعتزُّ بكم، نعتز بجهودكم، ونعلم أن فلسطين ليست بحاجة إلى الدعاء فقط، بل هي بحاجة إلى من يخفِّف دمعها ويضمد جراحها ويحمي حرماتها. فلسطين بحاجة إلى أمة قوية ومتحدة، التي وصفها الله في كتابه الكريم بأنها خير أمة أُخرجت للناس. إنَّ الوقوف بجانب فلسطين ونصرتها يُعَدُّ تجسيدًا للقيم الإنسانية والعدالة العالمية'.
ونقل تحيات فلسطين وأهلها، التي ترفع راية الصمود والإصرار، متمسكة بحقها في الحياة والحرية، مختتما كلمته برسالة أمل وثقة، مؤكدًا: 'سنصلي إن شاء الله في القدس قريبًا والاحتلال إلى زوال'.