يوكو أوجاوا (1962) إحدي أشهر كاتبات اليابان في السنوات الأخيرة. بدأت مشوارها الأدبي في أواخر الثمانينات، ومنذ عام 1988 حتي الآن نشرت أكثر من 20 عملاً أدبياً، ما بين القصة القصيرة والرواية، وفازت بالعديد من الجوائز الأدبية المرموقة أهمها جائزة أكوتاجاوا، وتحولت روايتها "مدبرة المنزل والأستاذ" إلي فيلم بعنوان "الأستاذ ومعادلته المفضلة"، كما شاركت عالم الرياضيات ماساهيكو فوجيوارا في كتاب "مقدمة إلي أرقي العمليات الحسابية في العالم"، بحوارٍ تحدثت فيه عن جمال الأرقام المبهر. قال عنها الأديب كينزابورو أو: " لديها القدرة علي أن تبث الحياة في أدق عمليات النفس البشرية بنثر رقيق وثاقب"، والحق أن شخصيات أوجاوا تمتاز بأنها "لا تعرف لما تفعل ما تفعله"، وتعتمد علي تراكم التفاصيل، وهي تقنية أثبتت نجاحها في قصصها القصيرة. ورغم أن أبطالها ليسوا سيدات دائماً، إلا أن محاور أعمالها غالباً ما تدور عن المجتمع الياباني ودور المرأة فيه. أما أسلوبها، فلم تتقيد بأسلوب واحد في أعمالها كلها، حيث تراوحت ما بين السريالية والغرابة والفكاهة، والأسلوب النفسي المبهم والمزعج أحياناً. تدور أشهر أعمالها "مدبرة المنزل والأستاذ" حول أستاذ رياضيات عبقري ليست لديه القدرة علي تذكر أحداث أكثر من 80 دقيقة، جراء حادث مر به. ومدبرة منزله الذكية، وابنها الذي يبلغ من العمر عشرة أعوام، المسئولة عن الاهتمام به. وكل صباح يتعرف الأستاذ ومدبرة منزله علي بعضهم البعض من جديد، وتنشأ بينهما علاقة فريدة، فعقل الأستاذ أشبه بشريط يُعاد من جديد كل ثمانين دقيقة. وكل ما يستطيع تذكره هي تلك المعادلات الصعبة من الماضي. وفي كتابها "حمام السباحة"، الذي يضم ثلاث روايات قصيرة، يدور في فلك الحب والهوس، وكيف أن أبسط الانفعالات وأكثرها براءةً لا تخلو من نية شريرة. مراهقة وحيدة تقع في حب أخيها بالتبني عندما تراه يقفز في حمام السباحة. امرأة شابة تسجل تقلبات أختها المزاجية أثناء فترة حملها في مذكرة لنري الكثير من الهوس والتهيؤات، ولا نعرف أهي هلوساتها هي أم أختها؟ وامرأة تعود بالذكريات لأيامها الجامعية لتزور مبني السكن الجامعي الذي كانت تقطنه علي أطراف طوكيو، والذي يديره الآن شخص غامض مبتور الأطراف بساق وحيدة. كتاب يجمع بين الأسلوب المضحك والغامض المخيف عن أشخاص عاديين يكتشفون ماضيهم المظلم. وربما أغرب أعمالها علي الإطلاق وأشدها راديكالية رواية "فندق أيريس"، التي تدور حول فندق ساحلي تديره ماري ووالدتها، وفي إحدي الليالي يضطران لطرد رجل متوسط العمر وعاهرة من الغرفة، لتجد ماري نفسها منجذبة إلي صوت الرجل. وعلي الرغم من محيطها الضيق ووالدتها المتحكمة، إلا أن ماري تهوي التلصص علي تصرفات البشر، وتري في ذلك الرجل ما كانت تبحث عنه. تمتاز شخصيات أوجاوا بالتعقيد من جهة، وبالبساطة من جهة أخري، فشخصياتها منفصلة عن العالم، متشككة، وعادة ما تأتيهم المساعدة من أكثر الشخصيات أو الأماكن غير المتوقعة. كما تتمتع بأسلوب سرد شيق، يتجنب المباشرة وينتصر للجماليات. من الصعب توقع شهرة خارجية لكاتبة مثلها، فحتي الكُتاب اليابانيون الآخرون الفائزوين بجائزة نوبل مثل كينزابورو أو كاواباتا ياسوناري لم ينالوا الشهرة التي نالتها هي في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي الترجمة. تُرجمت أعمال أوجاوا إلي العديد من اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية، وبعد هاروكي موراكامي، تعد يوكو أوجاوا من أشهر الكُتاب اليابانيين حالياً وأكثرهم انتشاراً في الولاياتالمتحدةالأمريكية.