المتهم: كانت فاكراني السباك وملابسها أثارتني! في منتصف شهر فبراير من العام الماضى استيقظنا على خبر مقتل زوجة أوكرانية داخل شقتها بالغردقة، بعد اكتشاف زوجها المصرى جثتها داخل الحمام. وفي أقل من 48 ساعة نجح رجال المباحث في فك لغز الجريمة والقبض على مرتكبها والذى يعمل موظفا بأحد المصالح الحكومية، احيل المتهم للنيابة ومنها الى محكمة جنايات أول الغردقة والتى أصدرت قرارها بإحالة أوراقه لفضيلة المفتى لأخذ الرأي الشرعي في شأن إعدامه، بعد إتهامه بالقتل العمد مقترنا بهتك العرض، بعد القبض على المتهم قيل انه قتلها بعدما فشل في سرقتها، لكن الحقيقة التى كشفت عنها اوراق التحقيقات، أكدت حقيقة أخرى وهي انه قاتل بالصدفة وان الجريمة لم يكن غرضها السرقة من الأساس، وإنما الاغتصاب، تفاصيل مثيرة كشفتها أوراق التحقيقات في قضية مقتل الزوجة الأوكرانية بالغردقة نكشفها في السطور التالية. القضية رقم 8793 لسنة 2018 جنايات أول الغردقة حملت العديد والعديد من التفاصيل والأسرار، التى جاءت نصا على لسان المتهم بقتلها بعد القبض عليه وإحالته للنيابة وكذلك أقوال الشهود وتحريات رجال المباحث. بداية الواقعة كانت عندما عاد الزوج المصري والذى يمتلك مصنعا صغيرا للجلود والأحذية، من عمله لشقته بالعقار رقم 115 بمنطقة الهضبة بالغردقة ليكتشف؛ أن باب شقته مفتوح على مصراعيه، دب القلق في قلبه وهو ينادى على زوجته "مارينا إديكلنا"، لكنها لا ترد، يستمر الزوج في النداء وبخطوات يملؤها القلق والخوف، وهو يعبر وسط محتويات الشقة المبعثرة، يبحث عنها داخل الغرف، حتى وجد آثار دماء تخرج من دورة المياه، ليكتشف أن زوجته الجميلة ملقاة وسط بركة من الدماء، مصابة بعشرات الطعنات، يستنجد الزوج بالجيران، وتأتي الشرطة والإسعاف، كانت محاولة لإنقاذ حياة الزوجة، لكنها فارقت الحياة. وعلى مدار يومين لم تتوقف تحريات رجال المباحث؛ ليكتشفوا اختفاء هاتفي محمول للزوجة، وكذلك محفظتها الجلدية، كما اكتشف رجال الأدلة الجنائية وجود بقايا أدمية في أظافر المجنى عليها ونقط دماء ليست خاصة بالمجني عليها في مسرح الجريمة، لتستمر تحريات المباحث، وبسؤال الزوج أكد أنه ليس لديه أو زوجته خلافات مع أحد، وبسؤال الجيران اكدت أحدهم أنها رأت شابا يخرج العقار في وقت مزامن للجريمة ويبدو عليه علامات القلق والتوتر، وبتفريغ الكاميرات الموجودة بالشارع واسفل العقار، كشفت شخصية الجانى، وبتتبعه تبين انه موظف بأحد المصالح الحكومية، كما شهد عامل بمغسلة تعرف على المتهم انه جاء اليه واعطاه ملابس كانت بها اثار دماء وطلب منه تنظيفها. ومن هنا تجمعت الخيوط لدى فريق البحث، ليتم القبض على المتهم في أحد الأكمنة، في البداية حاول الإنكار إلا ان جارة المجنى عليها تعرفت عليه، وكذلك حارس العقار الذي أكد، انه كان بينهما ميعاد لكي يشاهد أحد الشقق المفروشة بالعمارة. لم يكن امام المتهم سوى الإعتراف بقتل الزوجة الأوكرانية مؤكدا انه لم يخطط لقتلها ليتم إحالته الى النيابة التى بدأت معه التحقيق، ثم قام بتمثيل الجريمة، وأمام المحقق، أخذ المتهم يدلى بإعترافات تفصيلية قائلا: "انه ذهب للعقار رقم 115 بناء على ميعاد سابق بينه وبين البواب الذي كان يبحث عن سكن له، وفي الميعاد المحدد لم يجد البواب، فصعد الى سطح العقار باحثا عنه في غرفته، واثناء نزوله وجد السائحة الأوكرانيه تقف على السلم وهي ترتدى ملابس مثيرة، تطلب منه الدخول الى شقتها-ظنا منها أنه السباك الذي أتى به حارس العقار- في البداية ظن انها تريد ان تقيم معه علاقة، اخذته لدورة المياه والمطبخ وهي تشير له على صنابير المياه والمواسير التالفة، أدرك الجاني أن المسألة فيها "لبس"، لكنها فرصة ولن يدعها تمر مرور الكرام؛ تقرب منها، ممسكا بمناطق حساسة في جسدها، نهرته وهي تصرخ في وجهه، ضربته على وجهه، فلم يجد أمامه سوى كتم أنفاسها خاصة بعدما تعرفت عليه، استل سكينا من المطبخ وطعنها بها في أماكن متفرقة في جسدها، وأدخل الجثة دورة المياه، وبعدها سرق هاتفها المحمول ظنا منه انها قد تكون سجلت له او صورته، ثم اخذ حافظتها الجلدية ايضا، وفر هاربا، ليلقي بالهواتف المحمولة والسكين والمحفظة بأحد المناطق النائية، ثم ذهب للمغسلة وأعطى للعامل ملابسه لكي ينظفها. انتهت اعترافات المتهم والتى أكدت ارتكابه لجريمتي القتل وهتك العرض، لتتم إحالته الى محكمة جنايات أول الغردقة في شهر نوفمبر 2018 برئاسة المستشار عبد الغنى عطا الله وعضوية المستشارين محمود زاهر الحسيني وخالد فاروق عرفه، وبأمانة سر عبد الله محمد أحمد، وامام المحكمة انكر المتهم اعترافاته برغم تمثيله الجريمة، الا ان الشهود تعرفوا عليه وكذلك كاميرات المراقبة أظهرت لحظات دخوله وخروجه من العقار، كما كشف حارس العقار ان المتهم اتصل به بالفعل للبحث عن شقة وكذلك طلب الزوجة الأوكرانية منه ان يبحث لها عن سباك لإصلاح صنابير المياه والمواسير مما جعلها تعتقد خطأ عندما رأت المتهم أمام باب شقتها انه السباك، فيما أكد زوج المجني عليها ان زوجته قوية ربما يفسر هذا آثار مقاومة واضحة في أظافرها، ليأتي تقرير الطب الشرعي يؤكد اصابة الزوجة الأوكرانية ب28 طعنة منها طعنتان ذبحيتان كما اظهرت نتائج تحاليل البصمة الوراثية "DNA" ان البقايا الأدميه والتى عثر عليها في اظافر المتهمة وكذلك اثار الدماء تطابقت تماما مع المتهم، كذلك الكشف الطبي على المتهم تبين اصابته بكدمات حول العين وجرح قطعي اسفل إصبعه في اليد اليمنى وسحجات في وجهه نتيجة مقاومتها له. وعلى مدار خمسة أشهر استمعت المحكمة لشهادة الشهود وناقشت الطب الشرعي وكذلك استمعت لدفاع المتهم لتصدر محكمة جنايات أول الغردقة قرارها برئاسة المستشار عبد الغنى عطا الله بإحالة أوراق المتهم عمرو رجب الى فضيلة المفتى لأخذ الرأي الشرعي في شأن إعدامه وتحديد جلسة 6 مايو للنطق بالحكم.