المجني عليها حاولت طرد "يوسف" من المنزل حتي يخلو لها وجه أبيه.. فقتلها بلا رحمة! "الحقوني.. مراتي اتقتلت" ..هذه الصيحة الملتاعة من الزوج كانت البداية في الكشف عن جريمة قتل بشعة شهدها مركز يوسف الصديق بالفيوم. لم يدرك الزوج وهو يبلغ عن مقتل زوجته انه سيقود ابنه الوحيد الى السجن وربما المشنقة ، فالرجل الطيب لم يتخيل ان قاتل زوجته هو ابنه. وراء الجريمة قصة طويلة ومثيرة نتعرف عليها في السطور التالية . "حسين" رجل في أوائل العقد الخامس من عمره ، كان يعاني الوحدة منذ رحيل زوجته التي تركته مع نجله الشاب دون أن يجدا من يرعاهما ، وأخيرا قرر أن يتزوج من "فاطمة" التي رشحها له احد الاقارب . تزوجها وعاشا سويا لمدة سنة تقريبا بدون مشاكل إلى أن بدأت تضيق بوجود نجله يوسف معهما في المنزل وبدأت تفتعل معه المشاكل حتى يخلو لها وجه أبيه وظلت توغر صدره نحو نجله لدرجة انها اتهمته أكثر من مرة بسرقة أموالها ولكن هذا لم يكن كافيا ليطرده الاب الى ان توصلت لفكرة جهنمية . طرد وانتقام عاد "حسين" من عمله في موعده المعتاد ، لتسرع إليه "فاطمه" وهي تبكي بحرقة شديدة، فأحتضنها وبسؤالها عن سبب بكائها اتهمت يوسف بأنه يتحرش بها وينظر لها نظرات مرعبة. وقتها جن جنوب الأب ونادى على ابنه وبدأ بتوبيخه أمام الزوجه في محاولة لإرضائها، ولم يمنح فرصة ليوسف حتى يدافع عن نفسه وقررالأب طرد ابنه لارضاء زوجته وقتل الوساوس والشكوك التي زرعتها بداخله نحو نجله . ظهرت السعادة على الزوجة، وبعد طرد "يوسف" إلى خارج المنزل، حضرت الغداء لزوجها، وهيأت له كل اسباب السعادة الممكنه ، وارتدت أفضل الثياب، وتعطرت، لتظهر له فى أوج جمالها، لتثبت له ان نجله كان يقيد حريتها ويمنعها من اسعاد زوجها كما ينبغي . وفي صباح اليوم التالي غادر الزوج منزله متوجها الى عمله وودعته زوجته وهي في غاية السعاده كونها أصبحت سيدة المنزل وحدها، ليخرج بعدها الزوج وبدأت "فاطمة" في تحضير أطيب الطعام لزوجها، وفي نهاية اليوم عاد الزوج الى المنزل ولكنه لم يجد زوجته، فقام بالبحث عنها وبمجرد دخوله الى غرفة النوم وجد زوجته ملقاة على ظهرها وحول عنقها "إيشارب". جن جنون الزوج وخرج وهو يهرول ويصرخ ويطرق أبواب أهالي قريته قائلاً "الحقونيمراتيلقيتهامقتوله"، أسرع الجميع على صوت جارهم. بلاغ عاجل تلقى المقدم سامحعبدالظاهررئيسمباحثمركزيوسفالصديقبلاغا من أهالي القرية يفيد وجود جريمه قتل ، وعلىالفورتمإخطاراللواءرجبغرابرئيسالمباحثالجنائيةبالمديرية،الذي أمر بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة وسرعه ضبط المتهم، وبإنتقال رئيس المباحث ومعاونوه إلىمكانالواقعة،وبمعاينةمسرحالجريمة، وجدوا منزلبسيط وجثة الزوجة ملقاة على ظهرها فيغرفةنومها،وبالفحص تبين وجدخدشأسفلالعين،وخدوشوجروحفيمختلفأنحاءجسدها، وبمناقشةالزوجتبين أنه متزوجمنالمجنيعليها، وأنهازوجتهالثالثة،وأثناء الحديث حضرتالنيابةالعامةبصحبةالمعمل الجنائي. بمناظرةالنيابةلجثةالمجنيعليها،قررتتشريحهالبيانأسبابالوفاة، في الوقت نفسه بدأت تحريات المباحث، وبمناقشة الشهودبأوصاف المتهم،توصلالتحريات ،أنوراءارتكابالواقعةنجلزوجالمجنىعليهاوهو "يوسف" 16 سنةعامل، وعلى الفورتم تقنين الاجراءات، واعدادعدةكمائنثابتهومتحركةوتمكنالنقيبمحمودالخشنمعاونالمباحث،منضبطالمتهمواقتيادهإلىالقسم،وبمواجهته بدأ يعترف قائلاً : مرات أبويا كانت السبب في طردي من البيت لما قالت لوالدي اني بسرق وبتحرش بيها، وقتها قررت التخلص منها وقتلها، وفي يوم الواقعة انتظرت خروج والدي من المنزل وطرقت الباب ودخلت عليها مرة واحدة. حاولت الاستغاثةبالجيران، فدفعتها الى الداخل فهربت الى غرفه النوم وهجمت عليها وقمت بكتم أنفاسها، حتى أصبحت جثةهامدة، فتركتها وفررت هارباً. تم تحرير محضربأقوال المتهم في الواقعة، وإخطاراللواءخالدشلبيمديرأمنالفيوم،الذىأمربإحالةالمتهم الىالنيابةالعامة.