في أولي قصائده المنشورة بجريدة الأهرام عام 1937، وهو في عمر 13 عاما، كتب الشاعر كمال ناصر »هذي فلسطينُ الأبيةُ في السلاسل والقيودْ.. يقضي بها الخصمُ العنيدُ وليس تنفعها الجهودْ، قرّتْ بها عين الجبان وكلُّ نمّامٍ حسود .. ما بين ظلم الإنجليز، وبين طغيان اليهودْ» دون أن يدري أن حياته ستكون فداء تلك الأرض، التي وُلِد فيها عام 1924 ببلدة بيرزيت، التابعة الآن لمحافظة رام الله. درس ناصر العلوم السياسية في الجامعة الأمريكيةببيروت، ثم عاد إلي فلسطين عام 1945، ليعمل مدرسًا للأدب العربي في مدرسة صهيون بالقدس. وبعد سنوات قليلة وجد في الصحافة منفذه للتعبير عن أفكاره السياسية وتلبية بعض من طموحه الثقافي، فساهم في إصدار صحيفة »الجيل الجديد» عام 1949. وفي 1952 شارك في تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في رام الله لتبدأ مرحلة جديدة في حياته، حيث انتخب نائبًا عن دائرة رام الله عام 1956، وبسبب مواقفه وتحركاته ضد الاحتلال، اعتقله الأخير وقرر إبعاده إلي الأردن. كتب كمال ناصر عددًا كبيرًا من القصائد الشعرية، وخرج عدد من مؤلفاته للنور في دواوين ومسرحيات، من أبرزها: »جراح تغني» و»الصح والخطأ». وفي ليلة 10 إبريل 1973 اغتاله جهاز المخابرات الإسرئيلي »الموساد» مع رفيقيه كمال عدوان ومحمد النجار، إثر الغارة علي بعض مراكز منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، ليتم تخليد ذكراه بإطلاق اسمه علي مدرسة ثانوية للبنين بمدينة خان يونس. تحِّل هذا الأسبوع الذكري السادسة والأربعون لاستشهاد الشاعر الفلسطيني كمال ناصر.