تحملت الصعاب من أجل ان تربيته بعد وفاة والده، تنازلت عن متع الحياة حتي توفر له السعادة وجميع ما يحتاجه، عملت خادمة في البيوت وعاملة في المحلات حتى لا تجعله يحتاج لأحد، ورفضت الزواج رغم صغر عمرها حتى تكرس حياتها له، لكن الابن الوحيد الجاحد نسى كل هذا وإرتمى في احضان اصدقاء السوء، وادمن المخدرات وفي لحظة تجرد من كل معانى الانسانية ازهق روحها بطريقة بشعة من اجل 200 جنيه. مات والده وهو في العاشرة من عمره، لم يكن من ذوى الأملاك، كان من أسرة فقيره، فوالده كان يعمل نجار يكسب قوت يومه بالكاد. ترك زوجته وابنه في حالة يرثى لها، لم يكن له معاش او شيء يساعدهما على استكمال حياتهما دون اللجوء لأي شخص. لم تيأس الأم وفي لحظة قررت ان تتحمل المسئولية وتكون الام والأب معا، حتى تربي ابنها الوحيد دون ان تحتاج لأحد، وبدأت تبحث عن عمل حتى تستطيع تربية ابنها، وعلى مدار سنوات عملت في كل شيء متاح امامها، عاملة في المصانع والحضانات، وكذلك خادمة في البيوت. سنوات طويلة تشقى من اجل ابنها وتعليمه، كانت دائما تحلم انه يكبر ويعمل بشهادته ويحمل عنها متاعب الحياة وان يعوضها عن سنوات الشقاء والبرؤس اللذان يعيشونه. مرت السنين وانهى الابن تعليمه وحصل على دبلوم تجارة، هنا شعرت الأم بأنها أكملت رسالتها في الحياة، وبدأ الابن في رحلة البحث عن عمل، لكنه كان يرى الراتب الذى سيحصل عليه اقل من احتياجاته. الام لم تيأس واخذت تحثه على العمل بأي مهنه، وان ربنا دائما يبارك في الرزق الحلال، لكنه لم يعجبه حديثها، لكنه بدأ في التمرد عليها يطالبها ليلاً نهاراً بالمال وانه ليسه اقل من زملاءه، وانه لن يعيش طويلا في تلك البيئة الفقيرة. ضاقت الأم من تصرفات ابنها، ولم تجد امامها سوى النزول للعمل ثانيا بعدما فشلت معه في ان يجد عمل يرضى طموحاته. وفي تلك الفترة ارتمى الابن في احضان اصدقاء السوء وعرف طريق الإدمان، سنوات اخرى الام تعمل والابن الجاحد يأخذ ما تكسبه لينفقه على مزاجه، تعبت الام المسكينة وقررت الوقوف امامه خاصة بعد ان بدأ يعاملها بمنتهى القسوة. وفي احد الأيام انتفضت الام عليه عندما طالبها بأموال وقررت طرده من منزلها، وهي تصرخ فيه بأنه مجرد شيطان وليس ابنها الذى تعبت من أجله وربته. وأخذت الأم تقول لمن حولها ان يعتبرون ان ابنها مات، اخذت الام تعمل وفي نفس الوقت تدعى بالهداية لإبنها، لكن الشيطان كان قد سيطر على رأسه. وفي أحد الأيام ذهب لأصدقاءه يطلب منهم اموال حتى يشترى ما يحتاجه من المخدرات لكنهم رفضوا اقراضه اي مال، هنا لم يجد امامه سوى العودة لأمه المسكينة ليأخذ منها ما يريد. ذهب اليها بعد عودتها من عملها وبمجرد ان ظفر بها، اخذ يطلب منها الاموال التى معها، لكنها رفضت وطلبت منه ان يغادر منزلها فورا هنا بدأ الابن ينهرها واخذ يدفعها ارضا، واستل سكينا من المطبخ وإنهال عليها طعناً في جميع انحاء جسدها ثم أخذ يبعثر محتويات الشقة وسرق قرطها الذهبي و200 جنيه ثم فر هارباً، ولجىء لأحد اصدقاءه يطلب منه ان يشهد بأنه كان معه طوال اليوم. وفي اليوم التالى اكتشف الجيران الجريمة وابلغوا الشرطة، لتأتى مسرعة ليتم اخطار النيابة العامة والتى حضرت لمعاينة الجثة ومكان الحادث وامرت بسرعة تحريات المباحث. واثناء ذلك شهد احد الجيران انه رأى ابنها وهو يصعد لزيارتها، كما شهد الجيران ان تلك السيدة وحيدة وليس لديها اقرباء، ليتم ضبط الابن وبسؤاله حاول انكار الاتهام واخذ يبكى بدموع تماسيح على والدته المسنة التى ربته وكبرته. واكد امام رجال المباحث انه كان لدى احد اصدقائه وقت وقوع الحادث وطلب سماع شهادته، لكن المفاجأة التى صدمته رفض صديقه الشهادة الزور واكد ان المتهم طلب من ان يشهد زورا انه كان لديه ولم يكن يعرف سبب ذلك لكنه صدم عندما عرف انه قتل والدته. تم احالة المتهم للنيابة العامة، وهناك اعترف بجريمته كاملة لتقرر النيابة حبسه على ذمة التحقيقات واحالته الى محكمة الجنايات محبوساً، وبعد عدة جلسات اصدرت قرارها برئاسة المستشار محمد عامر جادو باحالة اوراقه للمفتى لأخذ رأيه في شأن إعدامه.