تبدأ في هذا الشهر.. اجتماعات المجلس الأعلي للفنون والآداب في دورته الثانية.. وفي هذه الدورة سوف يشهد المجتمع الفكري والثقافي والفني نشاطا كبيرا للجان المجلس.. بعد أن انتهت من تشكيل أعضائها.. وبعد أن أتمت وضع الخطط التي ستسير عليها اللجان وفق السياسة التي رسمها المجلس في الدورة السابقة. وفي الصفحات التالية سيجد القراء بيانا بلجان المجلس وأعضائها حسب التشكيل للخطة التي وضعت لعمل كل لجنة من هذه النهائي.. وسيجد القراء أيضا ملخصا للجان. واتفق المجلس في دورته السابقة علي الخطوط العريضة لهذه الخطط.. وقام مقرر كل لجنة بوضع تفاصيل الخطة.. ثم عرضت علي المجلس مع أسماء أعضاء اللجان.. وكانت مناقشات.. وتعديلات.. ثم تم الاتفاق علي الخطط في شكلها النهائي ليبدأ العمل بها فورا في الدورة الثانية للمجلس.. وهكذا سنشهد منذ اليوم نشاطا ضخما في مجلس الفنون والآداب.. بعد أن انتهت مرحلة الإعداد والتخطيط. الرسالة الجديدة عدد أكتوبر 1956 أيا كان مبلغ التشعب في اختصاصات مجلسنا الموقر وتراوحها بين ضرورة التنسيق لما هو كائن وبين لزوم الخروج فوراً- أو بعد أن يسير التنسيق ولو خطواته الاولي - الي مرحلة الانشاء. وأيا كان مبلغ تداخل أعمال لجان المجلس بعضها في بعض فان الاساس الذي ترتكز عليه هذه الجهود كلها هو الاتفاق منذ بدأ الأمر علي أن الهدف هو تحديد معالم شخصية جديدة واضحة للفنون والآداب في مصر روحها مصري أصيل ليس فيها تقليد ولا نقل وأسلوبها أسلوب علمي ينبغي ألا يقل عن مستوي أمثاله من الأساليب في الغرب وقد عبر تقرير لجنة الموسيقي الغربية عن هذا المعني أصدق تعبير. ويلاحظ أن تحديد معالم الشخصية الجديدة للفنون والآداب سينعكس أثرها في ميادين أخري بطريق غير مباشر وينبغي أن يظل الوصول إليها داخل المجلس عن هذا الطريق غير المباشر أعني تثبيت القومية والوطنية وبعث الثقة في النفس المصرية وادراك الاخطار التي تكتنفنا في ميدان السياسة الخارجية في ميدان الاستعمار واسرائيل. ولا يتأتي تحقيق ذلك كله إلا إذا اتصلت أعمال المجلس بالشعب وإذا صدق ما نقوله من أن انشاء هذا المجلس جاء تلبية لرغبة عامة يحس بها الجميع فان هذا الاتصال سيكون بمثابة شرارة اللقاء التي تحرك الطرفين. فلا نريد أن تبقي أعمال المجلس ولا اقدار الرجال الذين ينبغي أن نعتز بهم وآثارهم مجهولة لدي الشعب أو أن تبقي تقارير المجلس مستندات جافة في أضابير لا يصل إليها إلا عدد محدود أو أن طبقت جاءت علي هيئة المطبوعات الحكومية التي لا يقبل عليها جمهرة القراء. وهذا الاتصال من طبعه أن يتم علي انواع مختلفة من المستوي متدرجة من العام إلي الخاص. المستوي العام- الإذاعة: ولها مجلسها الأعلي ولجانها وقيودها المترتبة علي الجانب الترفيهي وينبغي ان تنعكس نتائج أعمال مجلسنا الموقر في الدور سالف الذكر علي الإذاعة وإذا كان كثير من أعضاء مجلسنا هم أعضاء أيضا في مجلس الإذاعة الأعلي الا أنه ينبغي مع ذلك تأليف لجنة صغيرة لتنسيق الاتصال بين المجلسين وتعريف الاذاعة بما لدي مجلسنا من مادة ورجال في مختلف الميادين ويكون من مهمة هذه اللجنة الفرعية أن تكون ملمة أيضا بالمصاعب والمشاكل التي تواجهها الإذاعة حين تريد الاستفادة من نتائج أعمال مجلسنا. الصحافة: ستتولي سكرتارية المجلس ابلاغ الصحف بأنبائه ولكن انعكاس نتائج أعمال المجلس علي الصحافة شئ آخر. وقد دلت التجربة علي أن الصحافة في سرعتها تحتاج إلي مادة مهضومة معدة للنشر فلا يكتفي بأن ترسل اليها تقارير مطولة لتلخيصها أو أبحاث مستفيضة بها بل ينبغي أن يوكل إلي لجنة فرعية خاصة استعراض أبحاث المجلس ونتائج أعماله لصياغة الصالح منها للنشر علي الشكل الذي تراه مناسبا للصحافة. المتاحف والمعارض: ويراد لها أن تقوم بدور إيجابي وتمهيدا لذلك ينبغي أن تدرس المتاحف دراسة شاملة لمعرفة مهمة كل منها ومقدار نجاحها في أداء هذه المهمة وإعادة ترتيب محتوياتها علي وضع علمي جديد وطبع دليل لكل متحف وتيسير دخولها للجمهور واعداد أدلاء لتولي الشرح. ثم النظر في أن يخصص لكل متحف صالة للمحاضرات التي تدور حول مادة هذا المتحف وكيف تربط الصلة بين المتاحف والمعاهد العلمية التي تدرس هذه المادة ايضا. أما المعارض فتنقسم إلي نوعين: معارض داخل القطر لئلا تظل الاقاليم محرومة منها والنظر في الاهتمام بمعارض الفنون الشعبية ثم معارض خارج القطر وهي تحتاج إلي النظر في اختيار محتوياتها وتنسيق برامجها والدعاية لها وكيف تجمع هذه المحتويات علي أساس المسابقة أم الاختيار وكيف نزاوج بين الفن القديم والحديث في المعارض الخارجية. فهذا هو اختصاص اللجنة الفرعية التي تضم هذين النوعين من الاعلام. النشر: ينشر المجلس علي هيئة كتب جذابة حسنة الطبع كل ما يتجمع عنده من أبحاث لا تخرج مادتها أو حجمها عن طاقة القارئ المتوسط مادة أو ثمنا أما ما هو خارج عن ذلك فهو داخل في اختصاص جهات أخري كالمجمع اللغوي أو دار الكتب أو أدخل في اختصاص جهات أخري كالمجمع اللغوي أو دار الكتب أو أدخل في باب التبادل الثقافي بين الهيئات والمجالس العملية ويوكل أمر النظر في اختيار مادة هذه الكتب ونشرها إلي لجنة فرعية تضع لكل كتاب ميزانية في حدود معقولة.