جاءتني بعد غياب عدة سنوات لتقول لي ماذا أفعل؟ وماذنب هذه الطفلة الصغيرة؟ وهل هناك حل لتلك المشكلة؟ هي دائمة التردد من وقت لآخر، وفي كل مرة تزورني أعلم جيدا أن لديها مشكلة كبيرة تريد مساعدتي فيها وأحاول مساعدتها، أما في هذه المشكلة، فلم استطع أن أفعل شيئا وقررت أن اكتب القصة كاملة. البداية مع هذه الأم غير المتعلمة التي تزوجت أكثر من مرة ولديها من الأولاد تسعة من ثلاثة أزواج وفي كل مرة كنت أنصحها كانت تقول »الولد بيجي ورزقه معاه» واعتقد أنها إحدي السيدات التي تتسبب لنا جميعا في كارثة الزيادة السكانية، ويجب أن تعاقب علي كل ما فعلت، حيث أنها لم تعلم العديد من أولادها وأصبحوا جهلاء مثلها، ولكن مشكلتها الآن يجب أن نجد لها حلا، والمشكلة التي جاءت من أجلها هذه المرة هي حفيدتها »سما» التي قاربت العامين ولم تسجل حتي الآن في كشوف المولودين، وقالت ذهب ابني لتسجيل الطفلة في مكتب الصحة فرفض تسجيل الطفلة علي الرغم من تقديم افادة من المستشفي فيها اسم الأب واسم الأم وكل شيء يفيد بمولد الطفلة فتملكني التعجب، وقلت لها.. ولماذا هذا التعنت من مكتب الصحة؟ فقالت.. لأن زواج الأم والأب عرفي وغير موثق، فطلبت منها توثيق الزواج علي يد مأذون من أجل الطفلة فكانت المفاجأة أن الطفلة قارب عمرها علي استكمال العام الثاني وأن الأم التي لم تكمل 18عاما تركت الطفلة والزوج وتزوجت من آخر بعد طلاقها عرفيا ايضا من ابني، وكان السؤال المهم الذي طرح نفسه.. هل ابنك متعلم؟ فقالت.. لا.. وهل الزوجة التي تزوجها تكتب وتقرأ؟ فقالت لا. وهنا أدركت أن سبب كل هذه المشكلة هو الجهل، الذي ضرب كل القيم والتقاليد وسمح للأب والأم بتزويج طفلة عرفيا لأن السن القانونية المطلوبة للزواج لم تكتمل، وبسرعة أيقنت أن مشكلة هذه السيدة سوف تتكرر مرة أخري لنجد عندنا أماً تتزوج أكثر من مرة وتترك أبناء من كل زوج ولكن في النهاية.. اذا كانت هذه المأساة يجب أن تنتهي سريعا ونمنع بكل قوة هذا الزواج الذي يثمر أطفالاً لا ذنب لهم، وللقلوب الرحيمة هل هناك حل للطفلة المظلومة »سما»؟!