رسالة محبة أرسلها نجمنا الرائع محمد صلاح إلي جماهير الأهلي والزمالك، يبدي فيها انزعاجه من التراشق بالالفاظ عبر مواقع التواصل الاجتماعي. رسالة محبة من النجم الخلوق ينضم بها إلي كل الأصوات العاقلة والمحبة للوطن التي ينتابها القلق من مناخ الاحتقان الذي يسود الوسط الكروي، ومن عواقبه الخطيرة إذا استمرت حماقات الصغار واستفزازات بعض الدخلاء البعيدة عن روح الرياضة التي لا تعرف الكراهية والتي تجعل من احترام المنافس شرطاً أساسياً لاحترام النفس. معظم الجماهير استقبلت رسالة نجمها المحبوب بما تستحقه من احترام. تعرف الجماهير أن »أبومكة» لايريد إلا الخير لمصر وللكرة المصرية. وتعرف أن رسالته لم تصدر عن انحياز لفريق دون آخر، وانما عن انحياز لما نرجوه جميعاً من إصلاح تأخر كثيراً لأحوال الكرة، فكانت النتيجة أن تراكمت الاخطاء دون حساب، واستمرت التجاوزات التي لم تجد من يردعها. والتي جعلت الكرة المصرية رهينة في يد مسئولين عن الكرة لايقدرون المسئولية، وفي قبضة سماسرة يتلاعبون بالأندية ويتسللون لمنصات الإعلام ومواقع التواصل، ويثيرون مناخ الاحتقان، ويجعلون من الخصومة هدفاً، ومن التدني في الخطاب وسيلة للتحريض وإثارة الجماهير التي اشتاقت للملاعب واشتاقت الملاعب لها. رسالة صلاح كانت تعبيراً عن انزعاج حقيقي من مناخ لاصلة له بالروح الرياضية. وهو انزعاج ينبغي أن يكون الهاجس عند كل المسئولين عن الرياضة بمن فيهم من ردوا علي صلاح صائحين: خليك في ليفربول بتاعك!! والترجمة الحقيقة لهذا هي: خليك في ليفربول بتاعك، واتركنا في »العك الكروي» الذي أدمناه، وفي هذا المناخ الذي يغتال كل ما هو جميل في الرياضة، وكل ما هو ممتع في كرة القدم!! خليك يا صلاح في ليفربول بتاعك.. واتركنا حيث »الهرجلة» بديلاً للنظام، وحيث »العشوائية» بديلا للانضباط، وحيث تصبح الشتائم بديلا للقانون وتتحول صفحات التواصل الاجتماعي إلي منصات لنشر الكراهية وتوزيع الشتائم واشاعة مناخ من الاحتقان بين الجماهير!! خليك ياصلاح في ليفربول بتاعك.. لقد ضبطوك من قبل وأنت غاضب مما حدث في مونديال موسكو من مخالفات وتجاوزات أضاعت المنتخب ولم يحاسب أحد عليها حتي الآن!! وأمسكوا بك وأنت تقدم نموذجاً لما يمكن أن يصل إليه اللاعب المصري في سماء الكرة العالمية، بينما العديد من المواهب تضيع في ملاعبنا بسبب سوء الإدارة.. أو فسادها!! خليك يا صلاح في ليفربول بتاعك.. حيث الإدارة المحترمة واللوائح والقوانين التي يلتزم بها الجميع، والانضباط الذي لايترك مجالاً للفوضي، والمحاسبة علي أي خطأ حتي ولو كان خروجاً من مشجع علي القواعد أدارتكابه لمخالفة تنشر العنصرية وتدعو للكراهية!! خليك يا صلاح في ليفربول بتاعك.. واتركنا في »العك الكروي» الذي نعايشه، والاحتقان الذي يبدو أن هناك من يصرون علي أن يستمر ويتزايد بين جماهير الناديين الكبيرين لأسباب يعرفها بالتأكيد من لايريدون عودة الجماهير للملاعب، ومن لا يريدون لمصر أن تكون استضافتها لنهائيات البطولة الإفريقية بعد بضعة شهور هي الأجمل في تاريخها، وأن تكون مهرجاناً للمحبة تحتضن فيه مصر منتخبات أفريقيا وجماهيرها في عام تتولي فيه مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي وتقود مسيرته بنجاح يليق بمكانتها وتاريخها ودورها التاريخي في القارة السمراء. نقولها بصدق مع من قالها: خليك يا صلاح في ليفربول بتاعك!! واتركهم في خطاياهم حتي النهاية، أو حتي يستفيق من بيدهم الأمر لحجم الخطر، ويدركون ضرورة التحرك السريع لمواجهة الموقف وحصار الاحتقان بين الجماهير وإزالة كل مسبباته، وفرص القانون علي الجميع، ومحاسبة كل من يخرج عليه، وإنهاء هذه البذاءة بالقول أو بالتصرفات أو بالمال السفيه التي كادت أن تدمر الكرة المصرية. خليك يا صلاح في ليفربول بتاعك. وخلينا في العك والبذاءة والاحتقان في وقت لم يعد يحتمل كل هذا.. لو كانوا يدركون!!