فؤاد التكرلي، روائي عراقي، وُلِد في بغداد عام 1927 داخل أسرة عريقة ومثقفة ذات مكانة اجتماعية متميزة، وتخرَّج في كلية الحقوق عام 1949، ثم عُيِّن »كاتبًا أول» في المحكمة، وتدرج وظيفيًا في المناصب القضائية حتي أصبح قاضيًا بمحكمة بغداد عام 1964، لكنه لم يلبث في هذا المنصب طويلا، إذ حصل علي إجازة دراسية في فرنسا وعاد بعد سنتين ليعمل خبيرًا قانونيًا في وزارة العدل، واستمر في عمله إلي أن طلب إحالته علي التقاعد عام 1983، وفي عام 1990 غادر إلي تونس ليستقر مع زوجته الكاتبة والمترجمة التونسية رشيدة التريكي. بدأ التكرلي بكتابة القصة القصيرة في سن مبكرة، لكنه نشر أول قصة له عام 1951 في مجلة الأديب البيروتية بعنوان »همس مبهم»، وأصدر ثلاث مجموعات قصصية هي: »الوجه الآخر» 1960، "موعد النار» 1991، و»خزين اللامرئيات» 2004. وفي عام 1995 صدرت له رواية »خاتم الرمل»، ثم »المسرات والأوجاع» 1998، »بصقة في وجه الحياة» 2000، »اللاسؤال واللاجواب» و»حديث الأشجار» عام 2007، بالإضافة إلي »الرجع البعيد» 1980 التي أرخت لحقبة تاريخية مهمة في الحياة العراقية وكانت مفعمة بالروح والأعراف الشعبية. تميَّز فؤاد التكرلي بحساسية أدبية رفيعة والتزام إنساني عميق، ولم يتوقف بجرأته الحكائية عن تناول قضايا الوطن، من خلال الحياة العادية وما يكتنفها من طغيان واستبداد، وما أدي إليه كل هذا من تمزقات تصيب روح الجماعة والفرد علي حد سواء في وطن ممزق. وقد حصل عام 1999 علي جائزة عويس للرواية العربية عن روايته »المسرات والأوجاع»، وفي فبراير 2008 توفي بعد معاناة مع مرض السرطان. تحل غدًا الاثنين الذكري الحادية عشرة لوفاة الأديب العراقي فؤاد التكرلي.