ولا أنسي أبدا أن د. ثروت عكاشة كان علي نفس الطائرة، جاء حيث أجلس والانابيب تتدلي من أنفي وقال بطريقته: انت قوي. عرفتك لا تهاب فقاوم أي ضعف وأومأت برأسي شاكرا. هناك مثل انجليزي يقول »لاتتوقف عن الحلم» وبالمثل مثل فرنسي يقول »اكسر القاعدة حين يصبح الثبات عائقا». المثل الانجليزي ناعم ويطلب منك أن تظل تحلم وتحلم ولاتتوقف عن الاحلام. والمثل الفرنسي، صلب وعملي ومباشر. انه يطلب منك أن تكسر القاعدة اذا اكتشفت ان الثبات والاستقرار ربما كان عائقا. ونحن في مصر مازلنا نحلم ولن نكف عن الحلم ولابد من الاعتراف أن مساحة الخيال في مصرنا ليست بعريضة. ولكن مارأيته بنفسي في واحدة من سهرات أسبوع فات علي شاشة التليفزيون استوقفني ونال اعجابي. ما رأيته كان برنامجا جماهيرياً، احتشد له في دائرة مستديرة المتخصصون المرجعية واطراف النقاش. وللعلم، لم تكن شاشة اجنبية، انما كانت شاشة عربية! ما شاهدته كان علي شاشة دولة الكويت! نعم كان علي شاشة يبثها تليفزيون الكويت وكان مذيع السهرة مقدم البرنامج هو الاعلامي المخضرم الكويتي الاستاذ محمد السنعوسي والبرنامج يحمل اسم السنعوسي. محمد السنعوسي -بالمناسبة- ساهم في بناء تليفزيون الكويت منذ بداياته المتواضعة حتي صار له مكانة ومكان. كان مقدما ومخرجا وممتحنا للمتقدمين لتليفزيون الكويت. من الممكن القول دون مبالغة ان السنعوسي هو تليفزيون الكويت لارتباطه به عمرا، وللسنعوسي كتاب مهم من اعداده وتأليفه ويروي فيه تجارب العمر علي الشاشة الكويتية. المفاجأة أن السنعوسي اختير في فترة ما وزيرا للاعلام وجلس علي مقعد الوزير وهو الاعلامي المتمرس. والمفاجأة الثانية ان الوزير بعد ان خرج من الوزارة ظل السنعوسي صاحب التجربة الثرية في الاعلام. لم يدخل »مخزن» الوزراء. لم يصبح صاحب المعالي السابق: ظل محتفظا بخبرته وضوئه. فهو في النهاية ابن الكويت. انجبته الكويت وليس محسوبا علي احد رغم بعض القبلية التي تحكم الكويت. صدر تكليف له ليتعامل كمقدم لبرنامج يحمل اسمه والبرنامج جماهيري ومن الممكن ان يوجه انتقادات للحكومة وهو الوزير السابق للاعلام. لقد تخلصت الكويت من هذه العقد..! الأمير طلال بن عبدالعزيز تربطني بالسعودية منذ زمن طويل علاقات صداقة. منذ ذهبت لأول مرة مهرجان الجنادرية السعودي وحضور فاعلياته وندواته. أيامها تعرفت علي الامير بدر بن عبد العزيز، وكان قد سبق لي التعرف علي الأمير فيصل بن فهد وكان محبا لمصر وكان نجما بازغا للشباب العربي وبعدها تعرفنا أنيس منصور وأنا علي الامير عبدالعزيز بن فهد وكنا نقضي أمسيات ثقافية في قصر الأمير. وتعرفت علي عاهل السعودية الملك سليمان حين كان اميرا للرياض بل انه استدعاني لمقابلته في اعقاب هجوم علي شخصي من صحفي سعودي وقابلت أمير الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيز في مكتبه بالامارة وتغير المناخ تماما فيما عدا دعوتي لمهرجان الجنادرية. ولكن ظلت علاقاتي متواصلة مع السعودية قصرا وشعبا. قبل هذه الصلات، ربطتني بالامير طلال بن عبدالعزيز علاقة عميقة بدأت بالتعرف عليه في بيت عبدالحليم حافظ الذي كان يسكن في عمارة وتقع شقة الامير طلال في الدور الثامن من نفس العمارة. عرفته ثائرا وخلوقا وقارئا من الطراز الأول وكان دائم السؤال عن تفصيلات مصرية بعد ان عاش في مصر وقتا طويلا وتعرف علي المجتمع المصري. كان حريصا علي الاقتراب من شخصيات مصرية فقد تعرف الأمير طلال من خلالي علي الاستاذ موسي صبري وتعرف -من خلالي- علي الناقد لويس عوض الذي قال لي »هوه يكلمني ويعزمني علي فنجان قهوة بن غامق» فلما ابلغت الامير اتصل به وقال له: نحن قراء العربية نستفيد من ملاحظاتكم النقدية كثيرا وحين صرنا نجلس مع الامير طلال رائد البرامج التنموية والتعليمية عبر مؤسسات العالم، كان يقول مازحا: معنا المحاور ويبقي الحوار ولكن د.لويس عوض كان يسأل الامير عن رؤاه المتطورة في المجتمع السعودي، كان الامير طلال صاحب افكار متطورة منها الغاء خانة الدين في جواز السفر، ومنها تعليم البنت اجباريا ومنها مساعدة المجتمعات التي تتعرض لمجاعات. وقد زرت الامير طلال بن عبدالعزيز في قصره بالرياض، وكان الامير والفاضلة زوجته قد زاراني في بيتي بالقاهرة واستقبلناهما آمال العمدة زوجتي الراحلة وأنا بعد عودتي من فرنسا اثر اصابتي بجلطة رئة وأنا لست مدخنا! والأهم انه عندما علم بإصابتي طلب الطبيب المعالج دواء ليس في مصر، فأرسله الامير طلال في طائرته الخاصة وذهبت الصديقة يسرا، الفنانة الكبيرة واحضرت الدواء الذي كان مهما قبل صعودي للطائرة ولا انسي ابدا ان الدكتور ثروت عكاشة كان مسافرا علي نفس الطائرة، فقام من مقعده وجاء حيث اجلس والانابيب تتدلي من انفي وقال بطريقته: انت قوي. عرفتك لا تهاب فقاوم أي ضعف وأومأت برأسي شاكرا. وظلت علاقتي بالامير طلال الذي كان يصفني بالفطن مستمرة حتي انه زارني للاطمئنان علي في »بربيزون» المدينة الصغيرة للنقاهة وتبعد عن باريس 40 كيلو. كنت اشعر دائما بقلق الامير طلال علي ابنه الوليد بن طلال. كان يهمه دائما سلامته وأنه عاد لبيته. كان يسأل من يقومون بخدمته واتباعه. تأثر الامير طلال بن عبد العزيز »الاب» بأحوال الابن الوليد. وكنت قد رأيت الأمير الوليد مرة واحدة في مكتب والده بالرياض وكان معجبا بحوار لي مع نجيب محفوظ ولما داعبني الأمير طلال: حاور الوليد، ضحك الابن وقال: أنا أفضل ان اسأل. مات طلال بن عبدالعزيز احد الرموز السعودية الهامة. ويبقي رمزاً وثائراً ومصلحاً وأبا. هل أنتقم منها؟! طوال اشتغالي بالصحافة تعرضت لأسئلة، بعضها مكتوب في ندوات وبعضها قيلت شفاهة وبعضها ايضا وصلتني في رسائل. كلها تفيض بالدمع وتبحث عن اجابات شافية وهذه هي الاسئلة: 1- اشك فيها، فهل أصارحها بشكوكي أم اكتشف وحدي؟ 2- تزوجت غيري، فهل انتقم منها بالزواج فورا من أخري؟ 3- هل تحب المرأة الموضة أكثر مني؟ وهل اعتبرها قاعدة؟ 4- كيف أقاوم الملل الزوجي؟ 5- هل من المراهقة أن أتعلق بفتاة في ال 18 وأنا في الثامنة والاربعين؟ 6- هل تحب المرأة الرجل خفيف الدم فقط؟ 7- هل تري المرأة الدنيا بأذنيها؟ 8- هل بصراحة الشك يحيي الغرام أم هو هذيان أغاني؟ 9- ما أسباب الخرس الزوجي في البيوت؟ 10- هل صحيح أن الحب أعمي لايبصر العيوب؟ 11- هل أتزوج من امرأة اعترفت لي بشفافية أنها أحبت غيري؟ 12- هل المرأة القوية تستقوي علي زوجها؟ 13- لمن تتجمل المرأة غير زوجها؟ 14- هل الزواج الثاني أفضل؟ 15- من الأصدق: احساسي أم عقلي؟ 16- هل أمنع زوجتي من الجيران تحسبا لأخطاء قد تنجم؟ 17- متي أصارح فتاتي بالحب وهل مصارحتها هو ضعف مني؟ 18- كيف اتجنب الوقوع في صدمة عاطفية..؟ 19- وأنا مصدوم عاطفيا، هل أبتعد تماما عن نون النسوة وتاء التأنيث؟ 20- أيهما أتزوج: بنت خام من الصعيد الجواني أم جامعية من القاهرة؟ 21- كيف أفهم أو أعرف أنه عاجز جنسيا ومجتمعنا الشرقي يقيدنا؟ 22- هل الاعجاب شيء والحب شيء آخر؟ ما الفرق؟ 23- لماذا تخون المرأة؟ لماذا يخون الرجل؟ عندك تفسير؟ 24- ما العوامل المؤدية الي صدمة عاطفية في بداية علاقة حب؟ 25- هل السن من الممكن أن تكون عائقا في علاقة زوجية؟ 26- كيف أتجاوز صدمتي فيها؟ هل أمارس رياضة أم يوجا؟ 27- لماذا طلق الشاعر محمود درويش زوجته الشاعرة؟ 28- هل »الشرقي ياكل الثمرة ثم ينام»؟ 29- هل أغضب المرأة لأعرفها علي حقيقتها؟ 30- هل صحيح أن أخطر ما في امرأة هو طباعها؟ 31- انصحني، هل الخطبة الطويلة تكشف العيوب؟ 32- هل أبوح لحبيبي بأي ماض لي أم اقلب الصفحة؟ لي كتاب جديد يرد علي هذه الاسئلة والتساؤلات كتبته بحبر التجربة وعنوانه »الصدمة العاطفية قبلها وبعدها»!