أما الأول فهو الشيخ محمد عياد الطنطاوي ولد عام 1810م بقرية »نجريد» بمحافظة الغربية ودرس بالمعهد الاحمدي ثم أكمل دراسته العلية بالأزهر الشريف وبناء علي طلبه من الكونت »ميدن» قنصل روسيا في مصر إلي والي مصر محمد علي باشا أمر محمد علي سفر الشيخ إلي روسيا للتدريس بمدرسة الالسن الشرقية ببطر سبورج وقد تولي الشيخ الطنطاوي تدريس اللغة العربية وقواعدها والأدب العربي والخط والعروض ثم انتدبته الجامعة للتدريس بها وقد أجاد الشيخ الطنطاوي إلي جانب اللغة الروسية اللغات الفرنسية والتترية وألف كتابين عن ملاحظاته وانطباعته عن الديار الروسية وكان له تأثير كبير علي مدارس الاستشراق في شرق وشمال أوروبا واعترافا بفضله وعلمه استقبله قيصر روسيا وقلده وسام »استانيسلاف» وهو وسام من أوسمة روسيا القيصرية الرفيعة وتوفي الشيخ الطنطاوي عام 1861م. أما الثاني فهو الشيخ حسن توفيق العدل أكمل دراسته العالية بالأزهر الشريف ثم التحق بدار العلوم وتخرج منها عام 1887 ثم عين مدرسا بها وأثناء زيارته لبرلين ألقي عدة محاضرات عن الحضارة العربية في جمعية اللغات الشرقية لاقت اهتماما كبيرا من المهتمين بالشرق من الألمان وفي إحدي المناسبات العلمية ألقي قصيدة أشاد فيها بإمبراطور ألمانيا كان لها وقع حسن في نفوس الحاضرين حين ترجمت للألمانية وعلي أثر ذلك طلب الامبراطور مقابلة الشيخ حسن فتمت المقابلة وسأله الإمبراطور عن مصر وأحوالها وطلب منه أن يلقي علي مسامعه القصيدة بالعربية فألقاها الشيخ ثم ترجمت له بالألمانية وعلي أثرها قلده الإمبراطور وساما ألمانياً رفيعاً وسلمة براءة الوسام بنفسه وودعه الوداع اللائق بمكانته العلمية. أحمد يوسف مهنا قنا