محمد ممتاز البحرة، فنان تشكيلي ورسَّام كاريكاتير، والابن البِكر لعائلة أرستقراطية محافظة تعود جذورها إلي دمشقبسوريا، لكن عمل الأب جعلهم ينتقلون إلي حلب، التي وُلِد فيها محمد عام 1938، وإبَّان الوحدة بين مصر وسوريا بدأ دراسة الفنون في القاهرة، لكنه لم يتمكن من التخرج بعد وفاة والده في السنة الرابعة ووقوع الانفصال بين البلدين، فعاد إلي سوريا واستكمل من السنة الثانية في كلية الفنون الناشئة بجامعة دمشق. بعد التخرج عمل البحرة كمدرس للفنون الجميلة لمدة 23 سنة، وفي عام 1955 بدأ ممارسة الرسم الصحفي والكاريكاتيري، ويُعَّد من أوائل فناني الرسم التعليمي المدرسي في سوريا، حيث قدم عدة رسوم توضيحية لمرحلة التعليم الأولي، كما يُعَّد أحد رواد الجيل الثاني في الحركة التشكيلية السورية، وله عدد من اللوحات الزيتية، من أهمها »ميسلون» المعروضة في بانوراما الجندي المجهول علي سفح جبل قاسيون ومساحتها 25 متر مربع. أسس البحرة عام 1969، مع الكاتب المسرحي سعدالله ونوس والقاص زكريا تامر، مجلة »أسامة»، بالإضافة إلي مجلة »الطفل العربي»، الصادرتين عن وزارة الثقافة في دمشق. بعد ذلك توجَّه للعمل في مجلة الأطفال اللبنانية »سامر»، حيث قدَّم عددا من المسلسلات المصورة. في بداية الثمانينيات اعتزل رسم الكاريكاتير بعد تعرضه لمضايقات وتهديدات من مجهولين طالت عائلته وشخصه، بالإضافة إلي تدخلات مدراء التحرير لتعديل حدة رسوماته، إلا أن أحداث الانتفاضة في فلسطين دفعته للعودة مجددًا، فنظَّم معرضا كاريكاتيريا حولها في دمشق. وبعد عزلة اختيارية في »دار السعادة» للمسنين، توفي صباح يوم 16 يناير عام 2017، عن عمر ناهز 79 عامًا. تحل يوم الأربعاء القادم الذكري الثانية لوفاة الفنان ممتاز البحرة.