قبل انتهاء عام 2017 بشهرين - ربما - أو ثلاثة، علمتُ أن تطويرًا في انتظار »أخبار الأدب» مع حلول العام الجديد، ورويدًا بدأ الأستاذ طارق الطاهر، رئيس التحرير، يكشف عن ملامح هذا التطوير ومناقشتنا حوله. حينما أخبرني بفكرة »الكتاب الأول» تحمسَّت لها كثيرًا، لأنها تقوم - أساسًا - علي تقديم موهبة جديدة للحياة الأدبية كل شهر، وأنا لطالما انتظرتُ الإعلان عن نتائج جائزة أخبار الأدب كل عام لأشهد فرحة الفائزين بها من الشباب، فما أجمل من شعورك حينما تسمع أصواتًا تغمرها السعادة عندما تنقل لأصحابها خبرًا سعيدًا كانوا في انتظاره بفارغ الصبر. نفس الشعور رُحت أعيشه كل شهر - تقريبًا - عندما أتواصل مع الموهبة المختارة للنشر في الكتاب الأول. في البداية توقَّفنا أمام الإشكالية التي تواجه أي فكرة في مهدها. وهي كيف سنصل لهؤلاء الموهوبين؟ كيف سيعلمون عن الفكرة ليتقدموا إليها؟ في العدد الأول اعتمدنا علي من عرفناها مسبقًا وتيقَّنا من موهبتها، فذهبنا إليها، حيث كانت الشاعرة »رغدة مصطفي» من أبرز الوجوه الفائزة - والتي لاقت إشادة كبيرة من لجنة التحكيم - في الدورة الثالثة »الأخيرة حينها» من جائزة أخبار الأدب، فرع شعر الفصحي، ولم تكن قد نشَرت بعد. سرعان ما انتشرت الفكرة، خاصة في صعيد مصر. كان ذلك إيجابيًا، ومحقِّقًا لغاية المشروع، بأن نوفر فرصة نشر أولي لمن يصعب عليهم ذلك، وهؤلاء أكثرهم - بالطبع - من أبناء الأقاليم. أخذت الأعمال تتوافد علينا لتقييمها وإجازة المناسب منها للنشر. وجاءت البداية من الأقصر، عن طريق نادي الأدب هناك، بمعاونة القاصة زينب فراج ثم الشاعر يحيي سمير كامل. كما كان للنقاد والكُتَّاب دور معنا - فيما بعد - لا يمكن إغفاله، سواء عن طريق مساعدة هؤلاء الموهوبين وتشجيعهم علي النشر من خلالنا، مثل الشاعرين أشرف قاسم وعبد الرحمن مقلد، كما سيتضح في الصفحات التالية، أو ترشيح الأعمال لنا وتقديمها كالدكتور أحمد الصغير والكاتب طارق إمام. أيام قليلة، أو لنقُل ساعات، ونستقبل عامًا جديدًا، أتوقع أن يجلب معه المزيد من الأقلام الواعدة، ويضيف عددًا من المبدعين لأسرة أخبار الأدب. نعم؛ فمن خاضوا تجربة النشر في »الكتاب الأول» خلال الشهور الماضية لم يكونوا فقط مؤلفين، ولم نكن لهم مجرد ناشر، بل أعضاء جدد انضموا لأسرة مبدعي الجريدة، نشعر علي الدوام بأن احتضانهم ودعمهم واجب لابد أن يستمر. وهم في المقابل لم تنتهِ علاقتهم عند حد النشر، وإنما ظلوا علي تواصل، بأشكال مختلفة. قبل أن نودِّع 2018 أردنا أن نلقي نظرة علي حصاد العام من الكتب ومؤلفيها، ومن هنا تولَّدت فكرة كتاب هذا الشهر، بأن يتضمن حوارات مع الأحد عشر مبدعًا، وهم حسب ترتيب النشر منذ ديسمبر 2017 - باستثناء شهر إبريل الذي شهد نشر »قصص من الأردن» - : رغدة مصطفي، هشام حسين، هناء بدر، مينا جميل شوقي، هالة صلاح، أماني أنور حزين، هدير شوشة، النوبي الجنابي، محمد التوني، محمود بيومي، ومحمد حسني عليوة. ويقدِّمهم الدكتور محمد سليم شوشة. تحاول الحوارات الاقتراب من العوالم المتباينة لكل مبدع منهم، والمتشابهة أحيانًا. خطوتُ خلالها فوق كتابهم الأول لأنفذ إلي حياتهم وذكرياتهم، والظروف التي شكَّلت تلك الروح العاشقة للأدب. وجدتُ أن كلا منهم يشبه كتابته، ويخّط قلمه ما يعرفه. وحتي يأتي هذا الكتاب علي نفس المستوي الذي اعتاده شهريًا، كان لابد أن أعرفهم جيدًا، حتي أتمكن من محاورتهم والكتابة عنهم. أتمني أن أكون وُفِّقت في ذلك ويجد القارئ إجابة عما قد يعتمل داخل عقله تجاه هؤلاء المبدعين.