الشتاء يطرق الأبواب مبكرا، والرياح تهمس في أُذن الأبواب فتحركها، والغيوم نظارات سوداء ترتديها الشمس فتصير معتمة، والأجساد تخترقها البرودة فتحركها يميناً ويساراً ، والأسنان كأجراس الخيول من شدة الصقيع، والكل ذاهب الي عمله مسرعاً. دخل الاستاذ محمد الغول - معلم اللغة العربية بالمرحلة الثانوية -المدرسة مسرعا ليحتمي بها من البرودة، وانتهي طابور الصباح مبكراً اليوم نظرا لحالة الطقس السيئة، وأسرع التلاميذ إلي فصولهم. دخل الأستاذ الحصة الأولي وألقي السلام علي التلاميذ ثم سألهم: هل تسمعون يا أبنائي عن العمدة؟ فقال التلاميذ: نعم، فقال: هل تسمعون عن شيخ البلد؟ قال التلاميذ: نعم، فقال: إذا غاب العمدة يوماً من ينوب عنه؟ قال التلاميذ وهم يضحكون قليلا: أكيد يا أستاذ شيخ البلد. قال لهم إذاً شيخ البلد نائب عن العمدة في غيابه، قال التلاميذ: نعم. فقال لهم وهذا هو درس اليوم. إنه نائب الفاعل، فصفق التلاميذ لأستاذهم علي طريقة توصيله للمعلومة، ثم أخذ يشرح الدرس والكل يفهم ويناقش الأمثلة المختلفة ويجيب عنها بكل ثقة. ليس هناك منهج صعب ولكن هناك أسلوب شرح. محمد خضيري