• وماذا بعد أن علمنا، أن مصر تستقبل مولوداً كل 15 ثانية، و2.5 مليون كل سنة، وسيصل عدد السكان إلي 125 مليوناً عام 2030، يعني بعد 12 سنة؟ النصائح الودية علي طريقة »حسنين ومحمدين زينة الصبايا الاثنين» ثبت عدم جدواها.. والأهم خطة استراتيجية تضعها الحكومة، ويعقبها نقاش مجتمعي واسع، وجدول زمني علي مراحل، يتم الالتزام ببنوده ومراجعته دورياً، لأنها المشكلة الأخطر التي تواجه مصر في السنوات القادمة، والإعلام دوره مهم جدا، شريطة أن يكون النشر مجانيًا وعن اقتناع، وليس إعلانات مدفوعة الأجر. تصوروا أن مصر لو نجحت في الاكتفاء الذاتي من زيت الطعام، ستوفر 2 مليار دولار »وليس جنيها» سنوياً فاتورة الاستيراد، ولو أضفنا الفول والعدس »3.5 مليار أخري». لماذا لا نفعل، وهل الوصول إلي الاكتفاء الذاتي من هذه السلع الاستراتيجية ممكن أم مستحيل؟ أتمني أن يجيبني وزير الزراعة، وأن تكون علي مكتبه خطة تفصيلية للأمن الغذائي من الحاصلات الزراعية والحيوانية، وألا نفاجأ في المستقبل بأزمات مثل الطماطم والبطاطس، بسبب مشاكل في التقاوي، فمصر لها سمعة طيبة في العالم، في حكم الرئيس السيسي، وأنها الأسرع إنجازا في مشروعات البنية الأساسية، ومن يقتحم الأصعب، لن يجد مشقة كبيرة في تذليل العقبات التي تواجه الأمن الغذائي. بشهادة الجميع.. شرم الشيخ هي أجمل مدينة في العالم، وقديماً قالوا »اللي يشرب من مية النيل لازم يرجع لمصر»، والآن »من يزور شرم الشيخ لا ينساها أبداً»، وما شاء الله، يمكن أن تكون أفضل مدينة في العالم في سياحة المؤتمرات، خصوصاً في الشتاء والربيع والخريف، حيث يكون جوها رائعاً وشمسها ذهبية. لا ينقصنا شيء، القاعة الجديدة التي شيدها رجال القوات المسلحة في أقل من عام، تتسع لخمسة آلاف شخص، ومجهزة بأحدث التقنيات العالمية، والمطاعم تستوعب 1500 فرد في المرة الواحدة، إضافة إلي المسارح والقاعات القديمة، والطاقات الفندقية الهائلة، والمزارات السياحية والشواطئ، ولا توجد مدينة أخري في العالم تتمتع بهذه المزايا. أعرف أن »لو» تفتح عمل الشيطان، ولكني مضطر لاستخدامها في سؤال: ماذا »لو» لم يقم الرئيس السادات بزيارة القدس عام 1977؟ تعرض الزعيم الراحل لحرب ضارية، وصلت إلي حد اتهامه بالخيانة، ولكنه وقف صامداً »مصر الأهم»، ومع مرور السنين بدأ أشد مهاجميه، في الاعتراف تدريجياً بفضله، لأنه لم ينقذ أرض الوطن فقط، ولكنه تصدي لمؤامرة تجويع الشعب المصري. رحم الله موتي العرب والمسلمين، ولكن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أسس ما أسماه »جبهة الصمود والتصدي» في أعقاب زيارة السادات للقدس، من ليبيا وسوريا والعراق والجزائر ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكان أول قرار اتخذته هو قطع العلاقات مع مصر، وملاحقتها وعزلها، وحصارها اقتصادياً وتجويع شعبها وطردها من جامعة الدول العربية، ولم تتخذ الجبهة قراراً واحداً للتصدي لإسرائيل.. إنها ذكريات العرب المؤلمة. »مولاي إني ببابك قد بسطت يدي.. من لي ألوذ به إلاك يا سندي». أجمل أنشودة أستيقظ وأنام عليها، للراحل الشيخ النقشبندي، والعملاق بليغ حمدي، وكلمات الشاعر عبد الفتاح مصطفي، والرئيس السادات هو الذي طلب من بليغ حمدي التلحين للنقشبندي، وهي أقرب إلي التواشيح الروحية، التي تضفي علي المصريين لمسة إيمانية تهيم في الفضاء الفسيح، بعيداً عن كل دعاوي التطرف والغلواء »أدعوك يا رب فاغفر ذلتي كرماً.. واجعل شفيعي حسن معتقدي».