هي شاعرة وراوية قصص شعبية وممثلة ومخرجة مسرحية من جنوب أفريقيا، ولدت جتشينا مهلوب عام 1958 لأب من قبيلة الزولو وأم من قبيلة الهوسا. عاشت طفولة قاسية واضطرت للعمل كخادمة في أحد المنازل في بداية حياتها العملية، دون أن تتوقف عن التعليم. اكتسبت القدرة علي سرد القصص من جدتها في سن مُبكرة، لدرجة أن أطفال الحي والأحياء المجاورة كانوا يحتشدون أمام منزلها ليستمعوا إليها وهي تقص عليهم مزيجاً من الأساطير المحلية القديمة والقصص الشعبية. وبسبب تلك الموهبة، تركت الخدمة في المنازل وامتهنت رواية القصص، ثم حصلت علي فرصة للعمل في أحد مسارح جوهانسبرج. ومزجت جتشينا بين السرد الشفاهي والتمثيل المسرحي، وخاضت تجارب فنية عديدة أكسبتها معرفة واسعة بعناصر الفلكلور الأفريقي. وسرعان ما قررت الاقتصار علي رواية القصص شفاهياً، وجابت أنحاء القارة السمراء لتقدم عروضها المتميزة باللغات الانجليزية والأفريكانية والزولو والهوسا، إضافة إلي البحث عن عناصر سردية شفاهية جديدة. حملت جتشينا علي عاتقها الحفاظ علي التراث القصصي الأفريقي ونشره بين الأجيال الجديدة في بلدان القارة، ولم تقتصر علي إعادة سرد القصص والقصائد القديمة، بل منحتها روحاً جديدة، واستخدمت تراث الأجداد في مناقشة قضايا الواقع المُعاصر. وسرعان ما تحولت إلي ظاهرة ثقافية، وتلقت عروضاً لإقامة حفلات أداء في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا واليابان، تسرد فيها الملاحم والحكايات الخرافية التقليدية وتتناول وقائع تاريخية عن التفرقة العنصرية في بلدها، فضلاً عن قصصها وأشعارها الخاصة. كما استعانت بها جهات ثقافية عدة في تدريب الشباب من دول مختلفة علي رواية القصص الشعبية منذ عام 2002. وإضافة إلي دعم ورعاية المواهب الواعدة في رواية القصص، تحرص جتشينا علي دعم مشروعات محو الأمية في القارة السمراء، كما تعمل علي نشر المعرفة والثقافة في المجتمعات الريفية والأحياء الفقيرة في جنوب أفريقيا، عبر إنشاء المكتبات العامة وإقامة فعاليات ثقافية متنوعة. وكتبت جتشينا مئات القصائد التي استخدمت معظمها في عروض الأداء الشفاهي، ولم تنشرها حتي الآن في ديوان، علي الرغم من نشر أغلبها في مجلات أدبية مرموقة عالمياً. وتتناول أغلب تلك القصائد قضايا الواقع الأفريقي المعاصر بتعقيداته المختلفة، ولكن من وجهة نظر شديدة الخصوصية، مُستخدمة الرموز والإحالات والمزج بين الخاص والعام في توازن دقيق ومُحكم. وبعيداً عن عروض الأداء، تكتب جتشينا قصائد عن أحلامها الشخصية وألمها الروحي الخاص وتأملاتها الذاتية عن الوجود. وعلي الرغم من تنوع رؤية القصائد، فإنها تتسم بالبناء الدرامي وتنطوي علي عدد من العناصر السردية، بتأثير واضح ومباشر من تقاليد الشعر الشفاهي الأفريقي.