سعادة كبيرة شعرت بها، وأنا أدخل مسرح أوبرا جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بمدينة السادس من أكتوبر للمشاركة في منتدي القيادات الشبابية، الذي حمل عنوان »الثقافة حائط الصد»، سر السعادة أنني وجدت أكثر من ألفي شاب جاءوا علي نفقتهم الخاصة من مختلف محافظات مصر، للمشاركة في هذا المنتدي، الذي افتتحه د. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة. وعندما عبرت ل »مصطفي عز العرب»- الذي يعتبر الثقافة همه الأول - عن إعجابي بهذا العدد، قال لي أرقاما تؤكد أن الثقافة مازالت في بؤرة اهتمام الشباب، من هذه الأرقام أن المنتدي من خلال صفحته علي الفيس بوك وصل إلي مليون شاب تقريبا، وقام بالتسجيل الفعلي 12 ألف شاب، ووصلت صفحة المنتدي إلي 4 آلاف مشارك دائم، وأن منشورات الصفحة اليومية تصل إلي أكثر من 50 ألف مشارك، وأن من حضروا بالفعل ألفي شاب وشابة، ملأوا مع الضيوف الآخرين كل مقاعد أوبرا الجامعة. ربما يكون عنوان المنتدي دافعا لمثل هذا الحضور، فقد اتخذ من »الثقافة حائط الصد» عنوانا لجلساته المختلفة، التي شارك فيها مسئولون منهم د. أشرف صبحي، د. طارق توفيق المشرف علي المتحف المصري الجديد، الذي شرح للحضور ما يجري في هذا المتحف، المقرر افتتاحه في 2020، معتبرا أنه من أهم المشروعات الثقافية التي تبرهن علي الهوية المصرية. ما استلفت نظري هو كم المشروعات والطموحات لدي هؤلاء الشباب، وهي تدور في المعني الأشمل للثقافة، فقد طرحت واحدة من المشاركات القضية التي تتبناها حاليا مع مجموعة متحمسة لها، وهي قضية الثقافة القانونية، وقد علق د. محمد العدل علي ذلك بأن هناك نوعا من الدراما معروفا علي مستوي العالم يهتم بمثل هذه النوعية من الثقافة، كما اشتبك مع أفكار العديد من المشاركين، حتي تلك الشابة التي اتهمت المنتجين بأنهم ينحازون للكتابة الذكورية ولا يهتمون بالإبداعات النسائية، أوضح لها أن أي منتج ينظر للنص، بغض النظر عن من الذي كتبه، »ذكر أو أنثي» وأن هذا النوع من التفكير أصبح الآن خارج الزمن، فالأساس في العملية الإبداعية هي الموهبة، وهنا تحدث كثيرا عن تكوين جيله وما كان يلاقيه من اهتمام في مراكز الشباب، التي كانت تعتني بالثقافة والفن، بجانب الأنشطة الرياضية، وطالب بضرورة أن تعود هذه المراكز للعب الأدوار المختلفة واحتضان الموهوبين. وفي ظل هذا السياق تم طرح عدم الاهتمام الحالي بمصدر من أهم مصادر المعرفة وهو المكتبات، وذكرت واحدة من المتحدثات بأنها تجد صعوبة في توفير ثمن ما تريد أن تقرأه، وفي نفس الوقت هناك تراجع كبير في تزويد المكتبات. ومن جانبي أشرت إلي أهمية ليس فقط اكتشاف الموهوبين، بل رعايتهم وتقديم الدعم لهم، حتي لا يصابوا بالإحباط، ونفقد المواهب المؤثرة، وضربت مثلا بما ذكره د. أشرف صبحي من وجود مشروع لإعداد ألف محترف في المجال الرياضي، وذلك في حديث له للجريدة الكبري »أخبار اليوم»، موضحا مصادر تمويل هذا المشروع، وقد طالبته باهتمام مواز للموهوبين في المجال الإبداعي والفني، لذا شعرت بسعادة كبيرة أن تتضمن توصيات المنتدي، التوصية التي طالبت بها وجاءت كالتالي: »تأسيس مشروع الألف فنان علي غرار برنامج الألف موهوب رياضي بمجال الفنون» وأضيف لهذه التوصية – أيضا – تبني 2700 شاب في المجالات الفنية المختلفة، ومن التوصيات الهامة – أيضا – هو تغيير الفكرة المسيطرة علي مراكز الشباب، بأنها من أجل الرياضة فقط، وتحويلها إلي منارات للفنون المختلفة من خلال إقامة الندوات والأنشطة المختلفة والمتميزة التي تنمي من مهارات الشباب. ما أعجبني – كذلك – في هذا المنتدي، هو الدقة الشديدة في الإعداد له، وتنفيذه، ولكن أتمني أن تنفذ التوصيات التي صاغها الشباب من واقع ما طرح في هذا المنتدي، ومن واقع – أيضا – طموحاتهم، ونتنمي أن تنفذ علي أرض الواقع، لأنه بالفعل »الثقافة حائط الصد».