يوم العيد يوم فرح وسرور، وأفراح المؤمنين في دنياهم وأخراهم إنما هي بفضل الله قال سبحانه: »قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ». فرحة العيد حول ضوابط العيد ومعناه يقول الشيخ محمود عاشور عضو مجمع البحوث الاسلامية: العيد في معناه الديني شكر لله علي تمام العبادة لا يقولها بلسانه ولكن بإظهار البهجة التي هي شعيرة من شعائر الاسلام التي ينبغي احياؤها وادراك مقاصدها واستشعار معانيها. فالعيد معيار لمعرفة أخلاق الامة في كل جوانب الحياة وأعياد المسلمين تميزت بإنها قربة وطاعة وتعظيم لله. فالناس يتبادلون التهاني ويتصالحون وتعقد مجالس التراحم والمودة فتجدد العلاقات الانسانية وتقوي الروابط الاجتماع وتعلو همة البذل والعطاء والجود والكرم الي حد تذوب فيه المصالح الشخصية رغبة فيما عند الله تعالي ففي العيد تذكير بحق الضعفاء في المجتمع لمسح ما بين الفقراء والاغنياء من فجوة وتلتقي قوة الغني وضعف الفقير علي محبة ورحمة عنوانها الزكاة والتوسعة وهذا هو الهدف من تشريع صدقة الفطر حتي تشمل الفرحة كل بيت وتعم النعمة كل أسرة ويتأكد المعني الانساني في العيد من اشراك المسلمين في الفرح في وقت واحد فيظهر اتحادهم وفي ذلك تقوية للروابط الفكرية والروحية والاجتماعية. الاحتفال العملي وعن الصورة العملية للاحتفال بفرحة العيد يقول الشيخ محمود عاشور: الاعياد في الشعوب والأمم تكون أيام بذخ ولهو ولكن الإغراق في المباحات من أكل وشرب ولبس وغيرها من مظاهر الإسراف المصاحب لمظاهر العيد حتي يتجاوز الامر الي الإسراف والتبذير فهذا منهي عنه وتوعد الله فاعله قال تعالي »وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ». ولكي يكون العيد ميداناً إلي الاستباق الي الخيرات ومجال منافسة في المكرمات ارتبط العيد بالتوسعة علي العيال فهي من الأمور المشروعة في ايامه وذلك بانواع مناسبة من بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة والتجمل للعيد والتأكيد علي صلة الارحام وقد رخص النبي صلي الله عليه وسلم في هذا اليوم بإظهار الفرحة بالغناء والضرب بالدف واللعب واللهو المباح الذي يعد من شعائر الاسلام. أخطاء كبري وعن الجوانب الاجتماعية للاحتفال بالاعياد الدينية تقول د. عزة كريم استاذ علم الاجتماع: ان هذه الاحتفالات تحتوي علي ممارسات شعيرية وجوانب اجتماعية وأخري ثقافية يشارك فيها مختلف شرائح المجتمع ينبه فقهاء الدين علي أخطاء كبري يقع فيها المسلمون في الأعياد لإنهم يفسرون العيد علي ما في نفوسهم واهوائهم ولم يفهموا العيد علي ما أراده الله لهم ويتجلي ذلك في مظاهر سلبية تخص صلة الرحم بصورة جعلت الترابط الأسري يتفكك تدريجياً. فبعد أن كانت صلة الأرحام تأتي من خلال تزاور الأسر في الاعياد والمناسبات أصبحت تقتصر علي المكالمات التليفونية ثم نراها الآن في رسائل قصيرة علي مواقع التواصل الاجتماعي.. وللاسف وان حدث تزاور بين الاسر فلا يحرص الآباء علي اصطحاب الابناء معهم فيقضي الاولاد العيد مع اصدقائهم ويحاول الكبار جبر خاطر الاقارب بهذه الزيارة السنوية كنوع من الواجب وليس عن حب حقيقي. هذا بالاضافة الي أن توافر الالعاب والحلوي وغيرها وارتباط الاطفال بالمدن الترفيهية طوال العام وليس في العيد فقط كالسابق قضي علي مدي تميز العيد في نفوسهم بطقوس معينة.. ايضاً هناك بعض السلوكيات المرفوضة للاحتفال بالعيد منها: البعض يأخذه الاحتفال فتضيع أوقات الصلاة منه وكأنه خرج من شهر العبادة الي اللا عبادة.. وايضاً مظاهر المضايقات في الطرق كالتحرش والعنف بين الشباب وانفاق العيدية علي تناول الوجبات الجاهزة ببذخ. ضوابط شرعية ولإن ايام العيد تتميز بكثرة اقامة حفلات الزفاف يقول الباحث الاسلامي الدكتور عبد الله المصري: المعروف أن الاعياد من المناسبات التي يحرص فيها المسلمون علي اقامة حفلات الزواج والخطوبة باعتبارها أيام فرح وسرور وليس في الاسلام ما يمنع من الفرح والسرور في هذه المناسبات ولكن هناك ضوابط شرعية حتي تكون افراح المسلمين بلا مخالفات أهمها.. عدم ازعاج الغير في الطرق العامة بمواكب الزفة التي تتقدمها كل انواع المركبات المخالفة فيتعطل المرور وتتسبب في كثير من الحوادث. هذا بالاضافة الي اطلاق الاعيرة النارية والالعاب الضوئية وتكدس سيارات أهل العروسين والاصدقاء أمام محلات واماكن التصوير والتجميل انتظاراً لخروج العروس. وهذا ليس من سنن الاسلام في إقامة الافراح مع ضرر الآخرين إنما الواجب هو إعلان الزواج في المساجد حتي يستشعر الناس أن في افراح المسلمين مجالاً للهو والغناء ولكن بما لا يخالف الشرع.