شقيق ونجل الشهيد مصطفي حمدون يحملان صوررته لم يكن يبحث عن مجد أو شهرة لكن حبه للوطن والدفاع عنه والتضحية من أجله كان بحق أسطورة لبطل من طراز فريد، كان حاملا روحه علي يده ولم يهب الموت لحظة ، إنه الشهيد رائد مصطفي حمدون ابن مدينة الواسطي ببني سويف الضابط بقطاع الأمن المركزي بمديرية أمن أسيوط الذي اغتالته يد الغدر عندما كان في مأمورية لضبط أحد الخارجين علي القانون، بقرية المعابدة بمركز أبنوب بمحافظة أسيوط. الأخبار التقت بوالد الشهيد د.محمد حمدون الذي بدأ حديثه قائلا نجلي »مصطفي كان حلمه أن يكون ضابطًا وينال الشهادة، وقد تحقق حلمه، وأشعر بالفخر والاعتزاز ان ابني استشهد في سبيل الوطن وأن دماءه مع باقي شهداء الوطن لم تذهب هباء فمصر تقود معركة شرسة ضد الإرهاب ونحن نقف خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي و قواتنا المسلحة والشرطة لمحاربة الإرهاب واجتثاثه من جذوره ولن يستطيع أحد النيل من هذا الشعب الصامد علي مر الزمان. وأضاف شقيق الشهيد الدكتور محمد علي حمدون الذي يعمل بوزارة التربية والتعليم، ان الشهيد كان يتمني الشهادة منذ التحاقه بالشرطة وكلما سمع بوفاة شهيد كان يتأثر به ويدعو له ويحتسبه عند الله ويدعو الله أن يلحقه به في الجنة، وهاهو يموت وهو يدافع عن بلده ضد الخارجين علي القانون» ومنذ مقتل زميليه في مواجهة مع الخارجين علي القانون وهو دائم الدعاء لهما والترحم عليهما معلنا عن شوقه للقائهما في الجنة وشدة رغبته في الشهادة، وكان دائما يردد »ربنا يجمعني بيهم في الجنة زي ما كانوا معي دائما علي الحلوة والمرة ». وتابع أتذكر عندما قام بلطجية مسلحون بقطع الطريق الصحراوي الغربي فور فض اعتصام رابعة عند مدخل المنيا باحتجاز عشرات السيارات وفرض الإتاوات بل احتجزوا بعض السيدات في الكمين للتهديد بهن، فقام اخي البطل بمهاجمتهم وأطلق الرصاص عليهم ففروا هاربين وتم تحرير كل المحتجزين فقلت له كان ممكن تموت، فرد علي قائلا: أنا لو مراتي أو أختي في المشهد ده وتركتها أنا أموت أحسن». ويضيف محمد أن شقيقه كان دائما ما يحكي له عن الصعوبات التي يواجهها وزملاؤه في عملهم وأن الموت كان يحيط بهم من كل جانب وأنه رأي الموت بعينه أكثر من مرة ولكن الله كان يكتب له النجاة. وان أحد المجندين روي له اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد قائلا: المأمورية كان سيخرج فيها أحد الضباط غير الشهيد ولظرف طارئ قام بالاعتذار عنها، وتم إبلاغ الشهيد فاستعد علي الفور، وتم التحرك لتنفيذ المأمورية وبدأنا في اقتحام المنزل المستهدف إلا انه استشهد أثناء ضبط احد الخارجين عن القانون والذين يرهبون الآمنين. واستطرد والدموع تنهمر من عينه ان البطل نشر قبل استشهاده بأسبوع صورتين لزميليه الشهيدين علي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، و كتب »إنا لله وإنا إليه راجعون، إحنا اللي زينا يرفع روحه علي كفه فداء للوطن، ربنا يحسن ختامنا». وكأنه كان يستعد للشهادة من اجل الحفاظ علي أرواحنا اما الطفل محمد نجل الشهيد فيقول انا نفسي أطلع ضابط واجيب حق بابا. بينما يقول محمد الصباغ أحد أبناء مدينة الواسطي وصديق الشهيد »مصطفي كان دمث الخلق ويشهد له الجميع بالاخلاق الرفيعة، والابتسامة كانت لا تفارق وجهه وكأنه ملاك يمشي علي الارض وكان بارا بوالديه ولم يفتعل مشكلة يوما سواء بالعمل أو خارجه بل كان خدوما لاكثر درجة ولم يتردد لحظة في مساعدة جيرانه واسرته ونحتسبه عند الله شهيدا ». وفي النهاية طالبت اسرة الشهيد باطلاق اسمه علي مدرسة الواسطي الابتدائية بنات، وناشدوا الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، بأن يستكمل والده الغسيل الكلوي بمستشفي الواسطي المركزي وان يؤدي والد الشهيد ووالدته فريضة الحج علي نفقة الدولة .