أقام المجلس الأعلي للثقافة بالتعاون مع ورشة الزيتون الأدبية,الإثنين الماضي, ندوة ثقافية لمناقشة المجموعة القصصية "كائنات ليست للفرجة" للكاتبة عزة كامل الصادرة عن سلسلة كتابات جديدة بالهيئة المصرية العامة للكتاب, تعد المجموعة هي الثالثة في المشوار الإبداعي للكاتبة بعد مجموعتها الأولي "حرير التراب" عن المجلس الأعلي للثقافة ثم "النهر الراجف" عن دار العين. أدار اللقاء الشاعر والناقد شعبان يوسف الذي تحدث عن مشوار الكتابة عند عزة كامل فقال : " المتابع لكتابات عزة كامل منذ البداية "حرير التراب" ثم "النهر الراجف" وانتهاءً بهذه المجموعة التي تتشابه في عنوانها إلي حد كبير مع مجموعة الدكتور محمد إبراهيم طه "طيور ليست للزينة", ولكن القاريء للمجموعتين سيجد اختلافات واضحة علي مستوي الكتابة والأدوات التي يستخدمها الكاتب والاتجاه أيضاً. أود أن أبوح هنا بسر قد أفضت إليّ به الكاتبة وهو أنها لم تكتب القصة إلا منذ فترة قصيرة. عندما قرأت مجموعاتها القصصية خاصة الثانية "النهر الراجف" وجدتها تنطوي علي عوالم سريالية وغرائبية كما يبدو واضحاً انشغالها بعالم عجائبي كبير وفيه بذور وأشكال للسرد تكان تكون مختلفة عن الكتابة التي نتابعها سواء في مرحلة التسعينيات أو الفترة الحالية. هذه الكتابة ليست ابنة شرعية للتراث القصصي عند يوسف إدريس وإدوار الخراط ويوسف الشاروني ولكن ثمة شجرة مستقلة ربما تنمو علي روافد غربية تداخلت معها, كما أن إحساساً بالفزع يسيطر علي الكتابة. لقد أصبحت عزة في كتاباتها الأخيرة تربط العالم الواقعي بالعوالم السريالية والغرائبية التي كانت تسيطر عليها فيما مضي." من جانبها تحدثت الكاتبة عزة كامل عن مشوارها في الكتابة فقالت : " لا أعلم تاريخاً محدداً لبدايتي في الكتابة ولكن قد يكون عام 2002 هو بداية دخولي هذا العالم, فقد مررت بظروف قاسية للغاية وكنت أجد متعة كبيرة في البوح علي الورق. في البداية كنت أكتب الشعر أو ما كنت أظنه شعراً ثم اتجهت إلي القصة أو الحكاية وظلت تلك الحكايات المكتوبة موجودة عندي حتي عام 2009 عندما زارني أحد الأصدقاء الذي شجعني بدوره علي النشر, ولكن فكرة النشر لم تكن واردة علي بالي فأخذ هو ال"سي دي" الخاص بمجموعتي الأولي "حرير التراب" وذهب بها إلي المجلس الأعلي للثقافة وتم نشرها. لا توجد لدي معايير محددة لكتابة القصة فأنا أكتب القصة كما ترد علي ذهني ولا أحذف أو أضيف إليها شيئاً بعد الإنتهاء منها وإنما أتركها كما هي ولا أعلم إن كان هذا صواباً أو خطاً. قد يكون هذا من منطلق أني لا أتعامل مع نفسي باعتباري كاتبة محترفة وإنما هاوية." تحدث الدكتور محمد الشحات عن فكرة الموت التي وجدها تسيطر علي جميع قصص المجموعة " الموت حاضر بقوة علي قصص المجموعة فلا تكاد تخلو قصة من موت شخص ما أو تفكيره في الموت. هذه المجموعة بها احتفاء حقيقي بتمثيلات المرأة وسردية الأحلام المجهضة, هي امرأة إبنة مجتمع عربي: ريفي, زراعي, ساحلي, أياً كان, لكنه يمارس عليه كل هذه الطقوس. هذه المرأة تسعي بأشكال مختلفة إلي الخروج من أسر لم تستسلم استسلاماً كاملاً له لكن هناك محاولات للخروج من وطأة هذا القهر فتنجح في بعض الأحيان وتفشل في بعض الأحيان ولكن هناك رغبة حقيقية في تجاوز هذا الأسر أو هذا القيد الذي يغلف القصص. "كائنات ليست للفرجة" مجموعة قصصية ممتعة وقد أسعدتني وأبهجتني وتؤكد أننا بصدد كاتبة كبيرة تستحق من جانبنا أن نحتفي بها." في الأخير تحدث الطبيب والروائي محمد إبراهيم طه فقال : " لاحظت علي قصص المجموعة أن قصة وحيدة فقط هي التي لم يحدث فيها قتل أو سيطرة لفكرة الموت. لقد قرأت ما كتبت عزة كامل في مجال القصة القصيرة وشرفت بمناقشتي لمجموعتها الثانية "النهر الراجف" كما أنني متابع لما تكتب من مقالات في بوابة التحرير وأرقب مواقفها ونشاطها في مجال العمل العام, ولذلك أقول إنها دخلت إلي مجال القصة القصيرة من باب العمل الثقافي وليس من باب القصة القصيرة. تبدو الكاتبة تلقائية في الحكي وهذا سوف يظهر جلياً للقاريء وهذا هو ما ذكرته الكاتبة بنفسها وأنا لا أراها علي صواب في ذلك, فيجب أن تهتم بتقنيات القصة كي تكون لها بصمة خاصة بها إذ إن الكاتب حين يكتب فإنه يتمني أن تكون له لمسته الخاصة واتجاهه المغاير فيأتي من بعده من يرغب في السير علي نفس الخط الذي رسمه هو. القاريء العادي لتلك المجموعة سوف يستمتع بها ولكن أنا أتحدث علي المستوي النقدي والفني بحيث تلزم الكاتب إضافة خاصة به في الجنس الأدبي الذي يكتب فيه كما أنني أدعوها إلي البهجة قليلاً في كتاباتها بعد ذلك لأن الموت هو المسيطر والمحرك للأحداث."تهي، ستر العورة، وله قيد النشر "قمر في حجر الغلام".