قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تنظم عددًا من الأنشطة والفعاليات    القوات المسلحة توقع بروتوكول تعاون مع الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات لذوي الإعاقة    مذكرة تفاهم بين مصر وجامبيا للتعاون في إدارة الأنهار المشتركة والتحلية    «خبراء الضرائب»: 4 مبادئ أساسية لمشروع قانون الضريبة على الدخل    مصر وروسيا تبحثان سبل تعزيز التعاون في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار    أمانة حماة الوطن بالقاهرة تكلف عاطف عجلان برئاسة لجنة السياحة    وزير الزراعة يعلن فتح اسواق فنزويلا أمام البرتقال المصري    "العمل الدولية": الحرب ترفع نسبة البطالة إلى ما يقارب 80% في غزة و32% بالضفة الغربية    "الدفاع الروسية": القوات الأوكرانية تقصف لوجانسك ب 5 صواريخ أمريكية    الانتخابات الأوروبية.. هولندا تشهد صراع على السلطة بين اليمين المتطرف ويسار الوسط    زيلينسكي: أوكرانيا ستخرج منتصر من الحرب مع روسيا    عاجل.. فيفا يفاجئ حسام حسن ومنتخب مصر بعد الفوز على بوركينا فاسو    مفاجأة في قائمة منتخب إسبانيا النهائية لبطولة يورو 2024    السكة الحديد: تخفيض السرعة المقررة للقطارات على معظم الخطوط    نسب إشغال متوسطة فى أول جمعة من يونيو على شواطئ الإسكندرية    أمن القاهرة ينقل سيدة مريضة غير قادرة على الحركة للمستشفى لتلقي العلاج    فور اعتمادها.. رابط نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة المنوفية 2024 نهاية العام    نجوم «ولاد رزق» و«عصابة الماكس» في فرح جميلة عوض    الموسيقات العسكرية تشارك في المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية    أفضل الذكر في العشر من ذي الحجة.. 6 أفعال احرص عليها    الأوقاف: افتتاح أول إدارة للدعوة بالعاصمة الإدارية الجديدة    المفتي يوضح حكم الحج بالتقسيط    مفتي عام السعودية يحذر من الحج دون تصريح    بروتوكول تعاون لاستقطاب وافدين من أوروبا والخليج للعلاج بمستشفيات «الرعاية الصحية»    إعلان حالة الطوارئ بصحة الوادي الجديد تزامنًا مع الموجة الحارة (صور)    بعد تسجيل أول حالة وفاة به.. ماذا نعرف عن «H5N2» المتحور من إنفلونزا الطيور؟    لماذا قد يظهر الدم في البراز بدون ألم؟    إخماد حريق داخل محل فى حلوان دون إصابات    بمناسبة عيد الأضحى.. زيارة استثنائية لجميع نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل    الأنبا باخوم يترأس قداس اليوم الثالث من تساعية القديس أنطونيوس البدواني بالظاهر    أسعار الأسماك اليوم الجمعة 7-6-2024 في الدقهلية    تفاصيل موعد جنازة وعزاء المخرج المسرحي محمد لبيب    في ذكرى ميلاد محمود مرسي.. تعرف على أهم أعماله الفنية    بعد غيابه عن الملاعب.. الحلفاوي يعلق على مشاركة الشناوي بمباراة بوركينا فاسو    صلاح يفوز بجائزة أفضل لاعب في موسم ليفربول    ‬أبطال المشروع الأولمبي بجنوب سيناء يحصدون مراكز متقدمة في بطولة الجمهورية للملاكمة    شحاتة يتقدم لمنظمة العمل الدولية بأوراق تصديق مصر على اتفاقية العمل البحري    سعر الدولار يرتفع في 9 بنوك مصرية خلال أسبوع    أكسيوس: فشل اجتماع القاهرة لإعادة فتح معبر رفح    استبعاد كوبارسي وجارسيا ويورينتي من قائمة اسبانيا في اليورو    ضبط المتهمين بالشروع في قتل سائق وسرقة مركبته في كفر الشيخ    اليوم.. سلوى عثمان تكشف مواقف تعرضت لها مع عادل إمام في برنامج بالخط العريض    «أفضل أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    التعليم العالى: إدراج 15 جامعة مصرية فى تصنيف QS العالمى لعام 2025    داعية إسلامي: أبواب الخير كثيرة في ذي الحجة ولا تقف عند الصيام فقط    تموين الإسكندرية تشكل غرفة عمليات لمتابعة توافر السلع استعدادا لعيد الأضحى    يونس: أعضاء قيد "الصحفيين" لم تحدد موعدًا لاستكمال تحت التمرين والمشتغلين    ضياء السيد: حسام حسن غير طريقة لعب منتخب مصر لرغبته في إشراك كل النجوم    وزيرة الثقافة وسفير اليونان يشهدان «الباليه الوطني» في الأوبرا    علي عوف: متوسط زيادة أسعار الأدوية 25% بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج    المتحدة للخدمات الإعلامية تعلن تضامنها الكامل مع الإعلامية قصواء الخلالي    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الدائري بالقليوبية    مداهمات واقتحامات ليلية من الاحتلال الإسرائيلي لمختلف مناطق الضفة الغربية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 7 يونيو 2024.. ترقيه جديدة ل«الحمل» و«السرطان»يستقبل مولودًا جديدًا    افتتاح المهرجان الختامي لفرق الأقاليم ال46 بمسرح السامر بالعجوزة غدًا    الأوقاف تفتتح 25 مساجد.. اليوم الجمعة    مجلس الزمالك يلبي طلب الطفل الفلسطيني خليل سامح    غانا تعاقب مالي في الوقت القاتل بتصفيات كأس العالم 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سها عرفات: أبو عمار قدرى ولو عاد بى الزمن ما تزوجته.. وحياتى كانت أشبه إلى حريم السلطان.. وربما أفكر فى الزواج مجددا.. والقذافى لم يشتر لى شقة فى باريس.. وتلقيت 10 آلاف يورو معاشا شهريا من السلطة
نشر في اليوم السابع يوم 08 - 02 - 2013

نشرت وكالة الأناضول للأنباء، حوارا أجراه محرر صحيفة الصباح التركية مع سها عرفات أرملة الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات فى الفيلا السرّية التى سكنها عرفات فى تونس، بعد نفيه من بيروت.
وبدأ المحرر سرده لتفاصيل الحوار قائلا "كنت أتبادل أطراف الحديث مع شابّة جميلة، وفجأة أغرورقت عيناها بالدموع، وقالت لى بصوت يحمل رعشة مؤثرة: "عرفات هو قدرى".
وكان ذلك اللقاء قبل 20 عاماً، وكان قد مضى على زواجها بالزعيم الفلسطينى "ياسر عرفات" عامان، عاشت خلالهما عشقها السرمدى للزعيم الذى يحلو لها أن تلقبه ب"الأسطورة"، والذى تزوجت منه بالسر فى 17 يوليو 1990، الموافق عيد ميلادها، فى وقت شهدت فيه المنطقة العربية تطورات دراماتيكية، نتج عنها احتلال الرئيس العراقى السابق، صدّام حسين للكويت.
وعارض الكثيرون ذلك الزواج، إذ رأى أصدقاء "أبو عمّار" أن ذلك الزواج من شأنه أن يبعد الزعيمهم عن القضية التى طالما تغنى بزواجه منها، كما لم يتقبلوا أن يكون له حياة خاصة، أسوة بسائر الأشخاص الآخرين.
وغادرت إلى غزّة، للقاء الزعيم عرفات الذى بدا كما لو أنه ينهض من تحت رماده، وذلك بعد "معاهدة أوسلو" لكن لم يتسن لى سوى إجراء اتصال هاتفى مع السيدة سها وقتئذ، لألتقى معها فى "جزيرة مالطا" الآن، بعد 21 عاماً.
وقضيت مع السيدة عرفات ثلاثة أيام، تبادلنا فيها أطراف الحديث، فى الوقت الذى عزفت فيها ابنتها "زهوة.17 عاما" على البيانو، لتكشف لى تفاصيل الحزن الذى اعترى مسيرة حياتها.
وحدثتنى سها عرفات عن طفولتها، وعن عائلتها المسيحية المقدسية البرجوازية، ومدرسة الراهبات التى درست فيها، وعن حياتها مع الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات.
وذكرتها قائلاً لها: "أنت أخبرتنى فى تونس أن عرفات هو قدرك"، فأجابت بابتسامة مريرة على محياها: "نعم كان قدرى، فأنا أؤمن بأن قدرنا كتب وقت ولدنا، وأنا أؤمن بالقرآن، وأؤمن أنك لا يمكن أن تغير قدرك، فقدرى المشترك مع عرفات بدأ منذ عهد قديم، منذ العام 1986-1987، حيث كنت مخطوبة فى ذلك الوقت لمحامى فرنسى، ثم أحببت عرفات، وتزوجنا سراً فى تونس، حتى أننى لم ألبس فستان الزفاف وقتها، والدتى عارضت الموضوع، وجاءت على متن طائرة وناقشت عرفات، أما الآن فهمت لماذا عارضت والدتى هذا الزواج، لو أننى كنت أعرف ما سيحل بى لما كنت تزوجت، نعم كنت برفقة زعيم كبير لكننى كنت وحيدة، فعلاً عشت داخل السياسة مثل حريم السلطان، كنا نشاهد المسلسلات التليفزيونية أنا وابنتى، وأحيانا تسألنى: بمن تشبهين نفسك؟".
وعندما سألتها عن العائلة، ازدادت ابتسامتها شحوباً وقالت "لم يكن لنا عائلة يوماً ما، وتزوجت زعيم الشعب الفلسطينى عندما كنت فى الخامسة والعشرين من العمر، وأخبرنى أنه لم يعشق فى حياته سوى امرأتين، الأولى "ندى يصحوريتى" التى قتلت فى بيروت، والثانية أنا".
واستمر حوارى مع السيدة عرفات على النحو التالى:
باتور: لو عاد بك الزمان إلى الوراء هل كنت تتزوجين من ياسر عرفات
عرفات: لا
باتور: هل تعتبرين الزواج من ياسر عرفات خطأ؟
عرفات: ليس بالضبط، ولكن كنت أعرف أنى سأواجه صعوبات، ولكن هذا الأمر يبدأ وبعدها لا يمكن التكهن بكيفية الاستمرار، وأنا قلت له مرة "هذه حياة يملؤها الخوف.. هذا ليس عدلا"
باتور: وماهو الذى ليس عادلا؟
عرفات: أعلم أن كثيرا من النسوة كانوا يرغبون بالزواج بياسر ولكنه قدرى فى النهاية.. لا أعلم ماذا كان موقف أى امرأة لو عاشت فى نفس ظروفى حاولت 100 مرة الانفصال عنه لكنه لم يسمح لى.
باتور: لم يسمح لك؟
عرفات: نعم والجميع يعرفون ذلك حتى المقربون منه.
باتور: أرى أنك نادمة؟
عرفات: نعم لأن شخصيتى نسفت تماما، وكنت استغرب الأحاديث التى تحكى عنى حتى أن زوجة "تشاوشيسكو" قالت لى مرة أننا كونا عنك صورة مغلوطة بسبب ما كان ينقل بشأنك فى وسائل الإعلام، هذا كله بسبب الانتفاضة التى أطلقها ضد الإسرائيليين فهو كان يواجه أعتى دولة تملك أضخم مجموعات الضغط وتسيطر على أقوى وسائل الإعلام هل سأكون بعيدة عن مرماهم؟ أنا هى الحلقة الأضعف.
باتور: هناك اتهامات خطيرة جدا ضدك بشأن ملايين الدولارات بأنك أودعتيها فى حسابات سرية؟
عرفات: نعيش فى عالم تطورت فيه التكنولوجيا لدرجة كبيرة يمكن فيها لكل العالم أن يتعقب الأموال التى يشوبها الفساد، ونحن شهدنا كيف كشفت أموال الزعماء الذين أطاح بهم الربيع العربى، لم يكن لياسر عرفات حسابات سرية أبدا وجميع المدفوعات كانت تتم عن طريق وزارة المالية ومساعديه، نعم استخدم المال فى بعض الأوقات لجمع الدعم السياسى، ولكن كل ذلك كان فى سبيل الشعب الفلسطينى وتوحيده.
باتور: كم كان المبلغ الموجود فى حساب عرفات عند وفاته فى أكتوبر 2004؟
عرفات: لا أعرف عليكم أن تسألوا السلطة الفلسطينية.
باتور: ماذا عن حسابه الشخصى؟
عرفات: لم يكن لياسر عرفات حساب شخصى كان له حساب مشترك مع مستشاريه، وأنا متأكدة من ذلك، ويمكن أن تسألوا رئيس الوزراء سلام فياض.
باتور: ماذا عن ممتلكاتكم؟ هل تملكون شقة فى باريس؟
عرفات: ادعوا أننى كنت أقيم فى فندق "بريستول" وأنا كنت أعيش فى شقة صغيرة فى زقاق ضيق، وفيما كان ياسر عرفات يحارب إسرائيل عشت فى باريس وتابعت تحصيلى العالمى، وإنها ليست مدينة مترفة بل هى مدينة ثقافية.
باتور: ماذا عن الشقة التى كنت تعيشين فيها فى مالطا؟ هل هى ملك لك؟
عرفات: لا إنها مستأجرة ولكن إشاعات انتشرت بأن القذافى اشتراها لى.
باتور: نعم هكذا هى الإشاعة؟ هل حقا اشتراها القذافى؟
عرفات: لا ليس صحيحا الإشاعة نشرتها أحد الصحف ومازالت موجودة على شبكة الإنترنت، ولكن لم أكن لأنزعج لو أن أحد القادة العرب اشترى منزلا لزوجة عرفات وابنته ولكن ذلك لم يحدث قطعا.
باتور: كيف تؤمنين معاشك؟
عرفات: بالطبع كنت أتلقى أموالا من السلطة الفلسطينية كنت أتقاضى شهريا 10 آلاف يورو، وذلك لم يكن سريا بل موثقا.
باتور: شقتك مليئة بصور عرفات وكأنك مازلت تعيشين معه.
عرفات: نعم مازلت كذلك
باتور: مضى على فقدانك لعرفات 9 سنوات وأنت مازلت شابة.. على الأغلب كنت تتلقين عروضا للزواج؟
عرفات: عرض على الكثير ولكن دائما أقول أن بطلى هو ياسر عرفات، ولا أريد الزواج من بعده، وأنا نفسى سألت نفسى مرارا لماذا لا أتزوج؟ ولكن كان جوابى دائما "لا".
باتور: هل تبدلين رأيك فى يوم من الأيام؟
سها عرفات: من يدرى، قد يكون ذلك، العام القادم سأدخل العقد الخامس من عمرى، وأنا الآن لا أفكر إلا بدراسة ابنتى، فابنتى ستنتهى هذه السنة من المرحلة الثانوية، فى الحقيقة إن الزواج ومواصلة الحياة بذلك السياق قد يكون أسهل بكثير، لكن لم أفضل يوما أن أختار الطريق السهل.
باتور: مضى تسع سنوات على وفات عرفات، فلماذا انتظرتى كل هذه المدّة لكى تعلنى عن اعتقادك أنه مات مسموماً؟
سها عرفات: كلما ذهبت إلى بلد عربى، كان السؤال نفسه يطرح على، لماذا وكيف مات عرفات، ولماذا لا تبحثين عن سبب وفاته!!لم أطلب عند وفاته تشريح جثته، لأن أحد لم يقترح على وقتئذ إجراء ذلك، خاصة وأن جثته كانت بحوزة السلطة الفلسطينية، وكانت السلطة بدورها تواجه بعض المشاكل فى المستشفى، لذا لم أستطع وقتها أن أطلب تشريح الجثة، لأن الموقف كان صعباً للغاية.
كما أن الجهات الفرنسية أعلمتنى أن الرئيس عرفات لم يتسمم، لذا لم يخطر ببالى أبداً أن يكون قد توفى جراء السمّ، لم يقم أحد بفحصه نووياً، غنما تركزت الفحوصات على فيروسات الأمراض الآسيوية والأفريقية، وأمراض القلب والسرطان والكلى، فحصوا كل شىء، وكان خالياً من أى شائبة، وجهّز بحث بلغ الألف صفحة حول حالته الصحية فى غضون 15 يوماً، ولم يخطر ببالى موضوع التشريح، خاصة وأن جثته لم تسلم إلى.
باتور: إذا كيف تم اكتشاف تلك الكميات العالية من مادّة البولونيوم فى جسده بعد تلك الفترة الطويلة؟
سها عرفات: كان ذلك بالصدفة، ونتيجة الإصرار الكبير لصحفى من تليفزيون الجزيرة، وثقت به خاصة وأنه قام بتدقيق التقارير الصحية الصادرة من قبل 50 طبيباً حول حالة الرئيس عرفات الصحية، وجاء ذلك الصحفى وطلب منى بعض الأغراض الخاصة بالرئيس، فأعطيته بعض الأغراض الخاصة من قبيل فرشاة أسنانه وملابسه الداخلية وقبعته وملابس النوم الخاصة به، وبعد ثلاثة أشهر عثر على كميات كبيرة من مادة البولونيوم فى ملابسه، فى الحقيقة فإن مادة البولونيوم موجودة فى الطبيعة من حولنا، لكن الكميات التى وجدت فى أغراض عرفات الشخصية كانت بنسبة مرتفعة، لذا قرر الصحفى متابعة البحث، وأخذوا جرعة من الحمض النووى الخاص بابنتى زهوة، لمطابقتها مع الحمض النووى الخاص بالرئيس عرفات، بغية التأكد من أن تلك الكميات من البولونيوم كانت موجودة فى جسد عرفات، وفعلاً وصلت نسبة البولونيوم فى الأشياء الخاصة به 60 بالمئة، فكانت التوصية التى قدمت إلى أن يتم فتح ضريحه وإجراء تحاليل على رفاته.
باتور: هل كان صعبٌ بالنسبة لك اتخاذ قرار فتح الضريح؟
سها عرفات: لم يكن أمراً سهلاً، فقد فاجأ القرار السلطة الفلسطينية، لأنه لم يدر أحد بقرارى الذى اتخذته بشأن البحث
والتقصى عن أسباب وفاة الرئيس عرفات.
باتور: ألم تخبرى الرئيس عباس مسبقاً؟
سها عرفات: إنه زوجى ومن حقى أن أعرف الأسباب الحقيقة لوفاته، لقد أخفيت رغبتى بفتح ضريحه للحظة الأخيرة كى لا يقف أحد حجر عثرة أمام ذلك، وكان محمود عباس متعاوناً جداً، ولو لم يكن عباس لما استطعت فتح الضريح، لأن البعض من أفراد عائلته كانوا يعترضون على مثل ذلك القرار.
باتور: هل عارض ابن أخت عرفات قرارك بفتح ضريح الرئيس الراحل؟
سها عرفات: نعم لكن الرئيس عباس كان اتخذ قراره بضرورة البحث لمعرفة سبب الوفاة، خاصة وأن الموضوع لم يعد عبارة عن تقرير لأحد الصحفيين، بل هناك تقرير طبى صادر عن أحد المخابر الطبية السويسرية، كما أن القضاء الفرنسى قبل ملف الدعوى بعد أن كثرت السجلات التى دارت حول الموضوع، الأمر الذى أسعدنى للغاية.
باتور: وكيف تجرى الأمور المتعلقة بالبحث؟
سها عرفات: هناك أربعة مراكز منفصلة تدير عملية التحقيق فى وفاته، قدم لنا الروس يد العون فى هذا المجال، كما أن الرئيس عباس طلب منهم رأياً محايداً، إضافة إلى المخبر الفرنسى والمحكمة الفرنسية، والسلطة الفلسطينية، كل واحدة من تلك الجهات تجرى تحقيقاً منفصلاً، وقد أعلن المسئولون الفرنسيون أنهم سيعلنون نتائج التحقيق فى 20 يونيو فيما سيعلن الجانب الروسى النتائج التى توصل إليها فى نهاية شهر فبراير، ونحن ننتظر إذا ثبت أنه توفى نتيجة لمادة البولونيوم المرتفعة، فإننى سأعمل ما بوسعى من أجل دفنه فى مدينة القدس.
باتور: هل تودين نقل الضريح إلى القدس؟
سها عرفات: نعم، سأعمل جاهدة من أجل تحقيق ذلك.
باتور: إذا ثبت أنه قد مات مسموماً، هل سيكون من الصعب الوصول إلى الجانى؟
سها عرفات: لا أستطيع اتهام أحدا فى هذه المرحلة، علينا انتظار تقرير القضاء، لكن وقتها ستتمكن الدولة الفلسطينية من تشكيل لجنة تعنى بإجراء تحقيقات موسعة، لأنى وقتها سأكون أديت واجبى أمام التاريخ فى تسليط الضوء على تلك القضية.
باتور: بما أنك ذكرت موضوع التاريخ، كيف تنظرين إلى موضوع إعلان الدولة الفلسطينية؟
سها عرفات: أعتبرها خطوة كبيرة وتاريخية، وأحيى الجهود الكبيرة التى بذلت من قبل الرئيس محمود عباس، لقد هددوه بالقتل، لقد عرض حياته للخطر لإنجاز تلك الخطوة كما فعل عرفات.
باتور: هل تعتقدين أن الدولة الفلسطينية ستكون قادرة على العيش إلى جانب إسرائيل بسلام؟
سها عرفات: على أن أكون متشائمة.
باتور: لماذا؟ ألم ينجز عرفات اتفاقية تاريخية فى أوسلو؟
أنا متشائمة لأن إسرائيل تستمر دائماً فى الأعمال الاستيطانية، دائماً يسرقون أرضنا، لم يتبق لنا أرضاً نقيم عليها دولة فلسطين، وهذا هو الخطر الأكبر، فإسرائيل لا تحترم قرارات الأمم المتحدة، كما يؤرقنى كثيراً الانقسام القائم بين فتح وحماس، فلو أن عرفات كان موجوداً لما حدث هذا الانقسام، "لا"، عرفات كان يوحد الشعب الفلسطينى، فعرفات كان مصدر إلهام وطنى، مثل أتاتورك، ونحن أيضاً بحاجة لزعيم مثل أتاتورك الآن كى يوحدنا، والعالم العربى أيضاً بحاجة لزعيم مثله.
باتور: حدثت تغييرات كبيرة فى العالم العربى منذ أن تقابلنا فى تونس، كيف تنظرين إلى الهبات العربية؟
عرفات: نعم لقد تغيرت العالم خلال 22 عاما، شهدنا انهيار الاتحاد السوفييتى، كنت بجانب ياسر عرفات عند لقائه الأخير مع تشاوشيسكو قبل الإطاحة به، وها أنا بعد عشرين عاماً أتابع الربيع العربى.
باتور: هل من الممكن برأيك أن يتخذ العالم العربى تركيا كمنوذج للتغيير؟
عرفات: الحقيقة أن تركيا نموذج رائع، لكن العالم العربى لن يصبح كالنموذج التركى، بل ستظهر ديكتاتوريات جديدة، فأنت تعلمين ما حدث فى مصر وليبيا وتونس، قد تبدو تونس نموذجاً شبيهاً بتركيا، وفى النهاية أنا أتمنى أن تصبح الدول العربية شبيهة بتركيا، فجميعنا يحلم بالنموذج التركى.
أبدى احترامى لحركة حماس، ولكننى أنتقدها، فهم يعقدون الشريعة، دعينا ننظر لتركيا مثلاُ، حيث يوجد بها نساء يرتدين ملابس السباحة فى البلاجات، هذا هو النموذج التركي، نحن نتحدث فقط عن النموذج التركي، ولكننا لا ننظر إلى مضمونه، ونحن بعيدون منه، وهناك بعض الشيوخ فى مصر يسمحون بالزواج من فتيات يبلغن من العمر 9 وحتى 7 سنوات، وينتزعون حقوق المرأة، بينما فى تركيا تتمتع المرأة بالانفتاح، فالمجتمع التركى مجتمع منفتح.
باتور: أعتقد أنك تتابعين المسلسلات التركية، أليس كذلك؟
عرفات: نعم أتابع مسلسل حريم السلطان، "وراء كل عظيم امرأة"، حتى أقوى رجل فى العالم تلين حياته المرأة، يقولون إن المسلسل سينتهى، لكننى أتمنى أن يستمر، الجميع فى العالم العربى سيحزن فى حال نهايته، ليس عيباً أن يتأثر الرجل بزوجته، ففى التاريخ هناك قادة مثل نابليون تأثروا بزوجاتهم، فالمرأة نصف الرجل.
باتور: هل لديك رسالة تودين توجيهها لتركيا؟
عرفات: نعم، نحن ننتظر من تركيا أن تتقارب من جميع الأطراف الفلسطينية بشكل متساوى، لقد ناضل كثيراً قادة فتح، مثل ياسر عرفات ومحمود عباس، ونحن بحاجة لأن تقف تركيا على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وليس فقط الوقوف بجانب غزة أو رام الله، فهذا أمر مهم جداً.
باتور: متى ستأتين إلى تركيا؟
أريد القدوم إلى تركيا فى أقصر وقت ممكن، قدمت أنا وعرفات عام 1993، كانت رحلة جميلة، وكان فى استقبالنا الرئيس دميرال وعقيلته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.