لم يقم المصريون بثورة ليسقطوا نظاما، ثم يأتوا بنظام لا يُدرك قواعد إدارة الحكم، ولا يحترم "الحق فى الحياة"..وفى عهده وقعت نكسة تجعلنا نتساءل: هل توجد دولة؟، يوجد نظام؟، توجد وزارة للداخلية؟. تمثلت النكسة فى مذبحة "بورسعيد" الأولى التى قتل فيها 70 شابا مصريا أثناء مباراة كرة قدم، وتم تحميل المسئولية كاملة لبورسعيد، أما الثانية حينما أطُلق الرصاص إلى صدور رءوس شباب بورسعيد عقب الحكم بإعدام 21 متهما فى القضية الأولى. أيعقل أن تكون "بورسعيد" الضحية فى كل مرة؟، أو أن تكون الجانى رغم أنها المجنى عليها؟ ، فقد نسى الجميع أو تناسوا أن المدينة صاحبة التاريخ العظيم دافعت عن مصر وما تزال درعا واقية لحماية قناة السويس. معا للعودة لجزء من تاريخ بورسعيد لكى يعرفها من يجهل ويتذكرها من ينسى، فقد ولدت المدينة مع ميلاد قناة السويس عام 1859، فارتبطت بالقناة ارتباطا وثيقا، وبعد احتلال بريطانيا لمصر عام 1882، أصبحت مركزا للمقاومة ضد الوجود البريطانى، والحدث الأبرز هو صمودها عام 1956 فى مواجهة العدوان الثلاثى الذى جاء ردا على تأميم الزعيم عبد الناصر لقناة السويس، ودفعت الثمن من دم أبنائها، كما منعت العدوان الإسرائيلى عام 1967 من التوغل لبور فؤاد..إنها حكاية البطولة الخالدة "بورسعيد".. وقد فشلت محاولات العدوان العسكرى فى إجبار بورسعيد على الركوع، ويبدو أن العدو اختار طريقا غير العسكرى بمساعدة أطراف داخلية لإنهاك بورسعيد وتدميرها للسيطرة على قناة السويس. على صفحة بورسعيد صورة عظيمة لتاريخ مصر ونضالها.. والآن تُرتكب جريمة في حقها وقُتل فيها شباب مصرى فى عمر الزهور... ورغم أن الرئيس مرسى عاهد الشعب المصرى بأن تُصان كرامته وحياته، إلا أنه خالف العهد، واستخدم أدوات القهر ضد المصريين رغم أن طبيعة المصريين فى مدن القناة متمردة لن تقبل بالاستسلام.. فأعلن الرئيس حالة الطوارئ!، وعاد بنا للآليات الاستثنائية التى ألغتها الثورة.. وخالف الدستور فى المادة 148 منه وتنص على "أن يعلن رئيس الجمهورية بعد أخذ رأى الحكومة حالة الطوارئ ويجب عرضه على مجلس النواب خلال الأيام السبعة التالية"،، إذن متى اجتمع الرئيس بالحكومة؟ وأين مجلس النواب؟. أما وزارة الداخلية فإن عليها توضيح أسباب ما يتردد عن وجود فلسطينيين داخل بورسعيد، ما هى مهمتهم؟، وهل تورطوا فى اغتيال مصريين؟ ولماذا لم تتخذ وزارة الداخلية احتياطاتها يوم الحكم على المتهمين سواء بالإدانة أو بالبراءة فكان متوقعا أن تحدث كارثة؟. سيادة الرئيس: لم يحدث فى عهد أى من الرؤساء السابقين أن يُقتل المصريون بالعشرات فى يوم واحد.. سيادة الرئيس: تحدثت كثيرا عن القصاص، وحقوق الشهداء وقد سقط عشرات الشهداء منذ أن جلست على كرسى الرئاسة، وكل ذنبهم أنهم يدافعون عن حقوقهم ويعارضون نظام حكمك!.. فمن سيقتص لهم؟.. سيادة الرئيس: لقد نجحت فى انتخابات الرئاسة بأصوات ملايين المصريين ممن ليسوا إخوانا أو سلفيين.. ومهما تكن الحجج بأن هناك مؤامرة خارجية وانقلابا على الشرعية إلا أن هذا لن يعفى سيادتك والجماعة من المسئولية. أنين بورسعيد لابد أن ينتهى... حمى الله مصر وشعبها وجيشها ومدنها الباسلة.