كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الخميس، أن إسرائيل أبلغت أمريكا بشأن الهجوم الذى أدانته الحكومة السورية باعتباره عملا متعجرفا وعدائيا. وأوردت الصحيفة، على موقعها الإلكترونى، نقلا عن مسئولين أمريكيين، رفضوا الكشف عن هويتهم، أن ذلك التحرك الإسرائيلى يوضح بقوة عزم إسرائيل ضمان عدم استفادة حزب الله، العدو اللدود فى الشمال، من الفوضى فى سوريا فى تعزيز قدرات ترسانته من الأسلحة. ولفتت الصحيفة إلى أن المسئولين الأمريكيين يعتقدون أن الغارة التى نفذتها إسرائيل فى ضواحى ريف دمشق بالأراضى السورية، أمس الأربعاء، كانت تستهدف قافلة تحمل أسلحة متطورة مضادة للطائرات، وكانت متوجهة إلى ميليشيات حزب الله الشيعى اللبنانى. وأشارت إلى أن هجوم يعتبر أول غارة إسرائيلية داخل العمق السورى منذ خمس سنوات، بينما لا توجد توقعات بأن حكومة الرئيس السورى بشار الأسد، المحاصرة، مهتمة بالرد على هذا الهجوم، وقد زادت الغارة من المخاوف من أن الحرب الأهلية السورية سوف تمتد إلى خارج حدودها. وقال عدد من المحللين: "إنه على الرغم من أن الوضع بين سوريا وإسرائيل شبيه بحالة حرب، إلا أنهم استبعدوا إمكانية حدوث رد انتقامى من سوريا على هذه الغارة". ومن جانبه، قال دانى ياتوم الرئيس السابق لجهاز الموساد الاستخباراتى الإسرائيلى "فى تقديرى لن يكون هناك رد، وذلك لأن حزب الله وسوريا ليس لهم مصلحة من شن رد انتقامى". وعلى صعيد متصل، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، على موقعها الإلكتروني، أن الهجوم الإسرائيلى على القافلة العسكرية داخل سوريا، والذى يعد الأول منذ عام 2007، يعتبر تطورا يؤكد المخاوف من أن الحرب الأهلية فى سوريا ستمتد إلى صراع إقليمى أكثر اتساعا. وأوردت الصحيفة أن هناك تقارير متضاربة حول هدف وموقع الغارة الإسرائيلية، حيث قال مسئولون غربيون ومسئول أمنى لبنانى سابق "إن إسرائيل ضربت هدفا داخل سوريا على حدودها مع لبنان"، فيما قال مسئول لبنانى سابق "إن طائرة بدون طيار ضربت شاحنة تنقل الأسلحة". ولكن فى بيان لاحق، نفى الجيش السورى أن الغارة كانت على الحدود السورية - اللبنانية وقال، بدلا من ذلك، "إن الطائرات الإسرائيلية قصفت مركز أبحاث دفاعى بالقرب من دمشق". وأضافت الصحيفة أن إسرائيل رفضت التعليق، مثلما فعل المسئولون الأمريكيون الذين أذعنوا لإسرائيل، الشريك الأمنى الرئيسي، مشيرة إلى أن الموقف الأمريكى يعتبر مماثلا للصمت الذى أعقب الهجوم الذى شنته إسرائيل على ما كان يشتبه أنه مفاعل نووى سوري، ذلك الهجوم الذى أكده مسئولون أمريكيون فى وقت لاحق، غير أن إسرائيل لم تعترف به حتى وقتنا هذا. وأشارت إلى أن الهجوم يسلط الضوء على عمق المخاوف الإسرائيلية من أن حالة التفكك السورى سوف تؤدى إلى نقل أسلحة متطورة إلى ميليشيات حزب الله فى لبنان، بما يمثل تهديدا إضافيا للجيش الإسرائيلى عبر حدودها. ووفقا لتقديرات سابقة من مسئولين أمريكيين، فإنه لا توجد إشارات على وجود أسلحة كيماوية على متن القافلة التى استهدفتها إسرائيل، فيما قال مسئولون أمنيون إن إسرائيل تخطط لاستهداف الشحنات العسكرية من سوريا للبنان التى تنقل صواريخ مضادة للطائرات إلى حزب الله، وأنه يعتقد أن الشاحنة كانت لصواريخ من طراز إى إيه-17 روسية الصنع. ولفتت الصحيفة إلى أن بيان الجيش السورى حول الغارة الإسرائيلية زاد من غموض الدوافع الإسرائيلية وراء الهجوم، حيث أشار البيان إلى أن الموقع الذى استهدفته الغارة الإسرائيلية كان مركزا للأبحاث الدفاعية بالقرب من دمشق، وهو تابع للقوات المسلحة السورية، والذى يربط الخبراء الغربيون بينه وبين برنامج الأسلحة الكيماوية.