رئيس«كفر الشيخ» يستقبل لجنة تعيين أعضاء تدريس الإيطالية بكلية الألسن    مصر والأردن تبحثان إطلاق منتجات سياحية وأوبرا مشتركة    تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 على النايل سات بجودة عالية    تحديد موعد عيد الأضحى المبارك 2024 في سلطنة عُمان: متى نستقبل الفرحة والاحتفال؟    يسرا اللوزي تنعي كريم عبد العزيز في وفاة والدته    محمود مسلم: الموقف في غزة صعب.. وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته    كوارث خلفتها الأمطار الغزيرة بكينيا ووفاة 238 شخصا في أسبوعين.. ماذا حدث؟    مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يكشف عن توصيات منتدى «اسمع واتكلم»    دعم منصة سلفة في السعودية يصل إلى 25،000 ريال سعودي.. تعرف على الشروط المطلوبة    حماس: نتنياهو يراوغ لاستمرار الحرب في غزة    «لا نعرف شيئًا عنها».. أول رد من «تكوين» على «زجاجة البيرة» في مؤتمرها التأسيسي    تعرف على فضل صيام الأيام البيض لشهر ذي القعدة    حزب العدل: مستمرون في تجميد عضويتنا بالحركة المدنية.. ولم نحضر اجتماع اليوم    موعد وعدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024    وزير التعليم يُناقش رسالة ماجستير عن المواطنة الرقمية في جامعة الزقازيق - صور    حلقة نقاشية حول تأسيس شركة مساهمة بجامعة قناة السويس    سلمى الشماع: مهرجان بردية للسينما الومضة يحمل اسم عاطف الطيب    لوكاشينكو: يحاولون عزل دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ولكنها تمضي قدما    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    نائب محافظ الوادي الجديد توجه بتوفير طبيب لمرضى الغسيل الكلوي بمستشفى باريس    عام المليار جنيه.. مكافآت كأس العالم للأندية تحفز الأهلي في 2025    الخارجية الأمريكية: نراجع شحنات أسلحة أخرى لإسرائيل    توت عنخ آمون يتوج ب كأس مصر للسيدات    «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر مايو 2024    محافظ أسوان: مشروع متكامل للصرف الصحي ب«عزبة الفرن» بتكلفة 30 مليون جنيه    «التجارية البرازيلية»: مصر تستحوذ على 63% من صادرات الأغذية العربية للبرازيل    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    لفترة ثانية .. معلومات عن سحر السنباطي أمين المجلس القومي للطفولة والأمومة    السجن 5 سنوات لنائب رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة بتهمة الرشوة    «اسمع واتكلم».. المحاضرون بمنتدى الأزهر يحذرون الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مستشفى الصدر والحميات بالزقازيق    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    كريستيانو رونالدو يأمر بضم نجم مانشستر يونايتد لصفوف النصر.. والهلال يترقب    التعاون الإسلامي والخارجية الفلسطينية يرحبان بقرار جزر البهاما الاعتراف بدولة فلسطين    أسهم أوروبا تصعد مدعومة بتفاؤل مرتبط بنتائج أعمال    المشدد 10 سنوات لطالبين بتهمة سرقة مبلغ مالي من شخص بالإكراه في القليوبية    أمين الفتوى يحذر من تصرفات تفسد الحج.. تعرف عليها    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الأرصاد تعلن تفاصيل حالة الجو اليوم.. فيديو    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    محافظ كفر الشيخ: نقل جميع المرافق المتعارضة مع مسار إنشاء كوبري سخا العلوي    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«كلاسيكيات» سلسلة تبدأ بالمنفلوطى وهيكل وأمين وابن المقفع وابن طُفَيْل
تصدرها «الدار المصرية اللبنانية»..
نشر في اليوم السابع يوم 25 - 12 - 2012

«كلاسيكيات» سلسلة أدبية وفكرية وثقافية جديدة بدأ إصدارها فى الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة خرج إلى النور منها حتى الآن كتب: العبرات والنظرات (ثلاثة أجزاء) والشاعر والفضيلة أو «بول وفرجينى» وفى سبيل التاج وماجدولين أو «تحت ظلال الزيزنون» لمصطفى لطفى المنفلوطى (1876 – 1924م)، ورواية زينب أول رواية عربية متكاملة فنيًّا وعُثمان بن عفان والصدّيق أبو بكر لمحمد حسين هيكل (1888 – 1956م).
وفى غضون أيام ستصدر مجموعة من الكتب منها: الفاروق عمر (جزءان) وحياة محمد لهيكل، وحى بن يقظان لابن طفيل، والإلياذة والأوديسة (لهوميروس)، وفى منزل الوحى، وحياتى لأحمد أمين، وهكذا خلقت والأدب الصغير والأدب الكبير (لابن المقفع).
وستصدر بقية الكتب التى شكلت وجدان المصريين تباعًا، وهى بشكلها الجديد لا تزال قادرة على إثارة الدهشة، والقيام بالدور نفسه لدى الأجيال الجديدة.
ولأن الدار المصرية اللبنانية تحاول نشر التراث وتقديمه إلى القارئ العربى بصورة جديدة، فلم تكتف بنشر الكتب فقط، بل قام المسئولون عن السلسلة كما يقول الناشر محمد رشاد رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية: بشرح وضبط ما يصعب أو يغمض مدلوله على القارئ من الكلمات والعبارات، ففى رواية «زينب» التى مر قرن من الزمان على تأليفها، حرصت الدار على شرح الكلمات والعبارات الصعبة، خصوصًا الكلمات الريفية أو العامية التى كانت متداولة فى القرية المصرية آنذاك وهكذا الأمر مع الكتب جميعها، نظرًا لتطور اللغة العربية منذ أول القرن حتى الآن.
يشرف على السلسلة محمد فتحى أبو بكر الذى قدمها وعلق عليها. كما قام فتحى أبو بكر بتقديم وافٍ لكل المؤلفين والكتاب الكبار من أعلام القرن العشرين الذين تنشر السلسلة كتبهم، عبر سرد سيرهم الذاتية، وأهم محطات حياتهم، ومؤلفاتهم وتأثيرها فى زمنها، وفى الأجيال المتعاقبة، وكيف رآهم روّاد عصرهم وقرَّاؤهم، وهم بهذا يعدون فى رأيه المثل الأعلى للشباب، خصوصًا فى هذا العصر الذى التوت فيه الألسن واختلط الحابل بالنابل، وضعفت فيه ملكة اللغة والأدب لدى الشباب والناشئين وغيرهم بسبب عوامل كثيرة وظروف قاهرة، فتراث هؤلاء الكتاب مثل أعلى ونموذج راقٍ يقتدى به فى سلامة إنشائهم وصقل أساليبهم، واعتدال ألسنتهم وقوة لغتهم وسلامتها.
ومن ناحية أخرى، يعطى التعريف الكامل فى المقدمات بهؤلاء الكتاب صورة بانورامية لعنفوان مصر الثقافى فى القرن العشرين، خصوصًا النصف الأول منه، وكانت مصر بسبب هؤلاء المفكرين رائدة أمتها العربية.
السلسلة تنشر كتب أهم ثلاثة فرسان فى بدايات القرن العشرين: الفارس الأول هو: أحمد أمين فموسوعة أحمد أمين مثلا (فجر الإسلام) و(ضحى الإسلام) و(ظهر الإسلام)، تقدم صورة مشرقة ورائعة للإسلام الحضارى، الذى أسس كيانات معظم الدول الإسلامية، التى تحاول النكوص عنه الآن، فتناولت الإسلام وحضارته من شتى جوانبه أدبيًّا وفنيًّا وثقافيًّا وعلميًّا، فلم يقتصر الإسلام على الطقوس والفقه وفقط، بل امتد ليشمل جوانب الحياة كلها سياسة وإعاشة.
وذلك هو السلاح القوى الماضى فى مُواجَهة الهجمة الشرسة التى يشنُّها أعداءُ الإسلامِ هذه الأيام ضد العروبة والإسلام ونبى الإسلام، وهو السلاح الفَعَّال فى مُواكَبة هذا العصر، عصر المعلومات والمعرفة، وهو الذى يحقق الحاضِرَ الواعِدَ والمستقبل المُشرق للإسلام والأُمَّة العربية، والنهوض بها مِمَّا أصابها من ضَعْفٍ ووهن.
وليس أقدر على ذلك من مفكر غير أحمد أمين بحساسيته المعرفية وموسوعيته العلمية وبهذا المنهج، وهذا الأسلوب، وهذه النتائج التى تَوَصَّلَ إليها أحمد أمين فى تأريخه للحياة العقلية فى الإسلام، قد أَبْهَرَ الناسَ بذلك، ومَهَّدَ الطريق لكثيرٍ من الباحثين – مِمَّنْ أَتَوْا بعده – وبهذا أصبح واحِدًا من أبرز المفكرين والأُدباء من جِيلِ الرُّوَّاد.
حتى أن طه حسين (1889 – 1973م) قال عنه: «لقد أَهْدَى أحمد أمين إلى العَالَمِ الحديث بتأليف «فجر الإسلام وضُحَاه وظُهره» كَنْزًا مِنْ أقْوَمِ الكُنوز وأعظمها حَظًّا من الغِنَى، وأقدرها على البقاء ومطاولة الزمان والأصراح».
وقال أيضًا: «مَنْ أَلَّفَ فَجْرَ الإسلام وضُحَى الإسلام وظُهْرَ الإسلام أَبْقَى على الأيامِ من أن يُدْرِكَهُ الموتُ» ؟
وقال عنه عبد الرازق السنهورى (1895 – 1971م): «إن سلسلة فَجْر الإسلام وضُحاه وظُهْره من أقوم وأروع ما وُضِعَ عن الحياةِ العقليةِ والفكرية الإسلامية». وقال أيضًا: «لقد أسس أحمد أمين مدرسةً فى الفكر الإسلامى لا أعرف أن مُعَاصِرًا قام بعملٍ يُدانيه، وستبقى هذه المدرسة راسخةَ الأصْلِ باذِخَةَ الفُروعِ، وسيظل هو إمامها وزعيمها الفكرى الكبير».
وقال أحمد حسن الزيات (1885 – 1968م) صاحب مجلة «الرسالة»: «حَسْبُ أحمد أمين أنه حَلَّلَ الحياة العقلية للعرب والمسلمين فى كُتُبه: فَجْر الإسلام وضُحَاه وظُهْره، تحليلا لم يتهيأ مثله لأحَدٍ من قَبْلِه. وستظل هذه الكتب الخالدة شاهدة على الجهد الذى لم يَكِلَّ، والعقل الذى لم يَضِلَّ، والبصيرة التى نَفَذَتْ إلى الحق من حَجَب صَفِيقَةٍ واهتدت إليه فى مسالك مُتَشَعِّبَة».
وقال الدكتور أحمد فؤاد الأهوانى (1908 – 1970م): «لم يظفرْ كتابٌ من الذُّيوع والانتشار والتأثيرِ بمِثْلِ ما ظَفِرَتْ به مجموعةُ الكتب التى أصدرها أحمد أمين حين أصْدَرَ فَجْر الإسلام وتَبِعَهَا بضُحَى الإسلام ثم ظُهْر الإسلام».
وقال أيضًا: «أصبح الفَجْرُ والضُّحَى والظُّهْرُ مَرْجِعَ كُلِّ طالبٍ ومُرْشِدَ كُلِّ باحثٍ، والمنارة التى يَهْتَدِى بها الناظر فى التاريخ الإسلامى وحضارته».
والفارس الثانى الذى تنشر السلسلة كتبه هو: مصطفى لطفى المنفلوطى أديب مصرى نابغ فى الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقى فى مقالاته، له شعر جيد فيه رقة، قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسى الشهيرة بأسلوب أدبى فذ، وصياغة عربية غاية فى الروعة لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بأصحابه الذين كانوا يترجمون له الروايات ومن ثم يقوم هو بصياغتها وصقلها فى قالب أدبى، كتابه (النظرات والعبرات).
ولد مصطفى لطفى المنفلوطى فى سنة 1293ه الموافق 1876م من أب مصرى وأم تركية فى مدينة منفلوط من الوجه القبلى لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها من نحو مائتى سنة، قضاة شرعيون ونقباء، ومنفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط. نهج المنفلوطى سبيل آبائه من الثقافة والتحق بكتاب القرية كالعادة المتبعة فى البلاد آنذاك فحفظ القرآن الكريم كله وهو فى التاسعة من عمره ثم أرسله أبوه إلى الجامع الأزهر بالقاهرة تحت رعاية رفاق له من أهل بلده، فتلقى فيه طوال عشر سنوات علوم العربية والقرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ والفقه وشيئًا من شروحات الأدب العربى الكلاسيكي، ولا سيما العباسى منه. وفى السنوات الثلاث من إقامته فى الأزهر بدأ يستجيب لتتضح نزعاته الأدبية، فأقبل يتزود من كتب التراث فى عصره الذهبي، جامعًا إلى دروسه الأزهرية التقليدية قراءة متأملة واعية فى دواوين شعراء المدرسة الشامية (كأبى تمام والبحترى والمتنبى والشريف الرضى) بالإضافة إلى النثر كعبد الحميد الكاتب وابن المقفع وابن خلدون وابن الأثير. كما كان كثير المطالعة فى كتب: الأغانى والعقد الفريد وزهر الآداب، وسواها من آثار العربية الصحيحة. وكان هذا التحصيل الأدبى الجاد، الرفيع المستوى، الأصيل البيان، الغنى الثقافة، حريًا بنهوض شاب كالمنفلوطى مرهف الحس والذوق، شديد الرغبة فى تحصيل المعرفة. ولم يلبث المنفلوطى، وهو فى مقتبل عمره أن اتصل بالشيخ الإمام محمد عبده، الذى كان إمام عصره فى العلم والإيمان، فلزم المنفلوطى حلقته فى الأزهر، يستمع منه شروحاته العميقة لآيات من القرآن الكريم، ومعانى الإسلام، بعيدًا عن التزمت والخرافات والأباطيل والبدع، وقد أتيحت له فرصة الدراسة على يد الشيخ محمد عبده وبعد وفاة أستاذه رجع المنفلوطى إلى بلده حيث مكث عامين متفرغًا لدراسة كتب الأدب القديم فقرأ لابن المقفع والجاحظ والمتنبى وأبى العلاء المعرى وكون لنفسه أسلوبًا خاصًا يعتمد على شعوره وحساسية نفسه.
وللمنفلوطى أعمال أدبية كثيرة اختلف فيها الرأى وتدابر حولها القول وقد بدأت أعمال المنفلوطى تتبدى للناس من خلال ما كان ينشره فى بعض المجلات الإقليمية كمجلة الفلاح والهلال والجامعة والعمدة وغيرها ثم انتقل إلى أكبر الصحف وهى المؤيد وكتب المقالات بعنوان: «نظرات» جمعت فى كتاب تحت الاسم نفسه على ثلاثة أجزاء.
من أهم كتبه ورواياته التى نشرتها الدار المصرية اللبنانية طبعة عصرية: النظرات: (ثلاثة أجزاء)، يضم مجموعة من مقالات فى الأدب الاجتماعى، والنقد، والسياسة، والإسلاميات، وأيضًا مجموعة من القصص القصيرة الموضوعة أو المنقولة، جميعها كانت قد نشرت فى جرائد وقد بدأ كتابتها بها منذ العام 1907.
والعبرات: يضم تسع قصص، ثلاثًا وضعها المنفلوطى وهى: الحجاب، الهاوية. وواحدة مقتبسة من قصة أمريكية اسمها صراخ القبور، وجعلها بعنوان: العقاب. وخمس قصص عربها المنفلوطى وهى: الشهداء، الذكرى، الجزاء، الضحية، الانتقام. وقد طبع فى عام 1916. ورواية فى سبيل التاج ترجمها المنفلوطى من الفرنسية بتصرف. وهى أساسًا مأساة شعرية تمثيلية، كتبها فرانسو كوبيه أحد أدباء القرن التاسع عشر فى فرنسا. وأهداها المنفلوطى لسعد زغلول فى العام 1920.
- رواية بول وفرجينى صاغها المنفلوطى بعد ترجمته لها من الفرنسية وجعلها بعنوان الفضيلة وتسرد هذه القصة عدة أحداث لعل من أهمها الحب العذرى لبول وفرجينى لبعضهما والمكافحة فى سبيل أن يبقى هذا الحب خالدًا للأبد فى قلوبهم الندية. وهى فى الأصل للكاتب برناردين دى سان بيير من أدباء القرن التاسع عشر فى فرنسا وكتبت فى العام 1789م.
ورواية الشاعر هى فى الأصل بعنوان «سيرانو دى برجراك» عن الشخصية بنفس الاسم للكاتب الفرنسى أدموند روستان، وقد نشرت بالعربية فى العام 1921. ورواية تحت ظلال الزيزفون صاغها المنفلوطى بعد أن ترجمها من الفرنسية وجعلها بعنوان مجدولين وهى للكاتب الفرنسى ألفونس كار.
وثالث هؤلاء الفرسان هو: محمد حسين هيكل (1888 – 1956م) شاعر وأديب وسياسى كبير مصرى، ولد فى 20 أغسطس 1888م الموافق 12 ذو الحجة 1305ه فى قرية كفر غنام فى مدينة المنصورة، محافظة الدقهلية، مصر.
درس القانون فى مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة وتخرج فيها فى عام 1909م. حصل على درجة الدكتوراه فى الحقوق من جامعة السوربون فى فرنسا سنة 1912م، ولدى رجوعه إلى مصر عمل فى المحاماة عشر سنوات كما عمل بالصحافة. اتصل بأحمد لطفى السيد وتأثر بأفكاره، والتزم بتوجيهاته، كما تأثر بالشيخ محمد عبده وقاسم أمين وغيرهم.
كان عضوًا فى لجنة الثلاثين التى وضعت دستور 1923، أول دستور صدر فى مصر المستقلة وفقًا لتصريح 28 من فبراير 1922م. لما أنشأ حزب الأحرار الدستوريين جريدة أسبوعية باسم السياسة الأسبوعية عين هيكل فى رئاسة تحريرها سنة 1926. اختير وزيرًا للمعارف فى الوزارة التى شكلها محمد محمود عام 1938م، ولكن تلك الحكومة استقالت بعد مدة، إلا أنه عاد وزيرًا للمعارف للمرة الثانية سنة 1940م فى وزارة حسين سرى، وظل بها حتى عام 1942م، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى فى عام 1944م، وأضيفت إليه وزارة الشئون الاجتماعية سنة 1945م.
اختير سنة 1941م نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943م، وظلَّ رئيسًا له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952. تولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة 1945م وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعى حتى يونيو 1950م حيث أصدرت حكومة الوفد المراسيم الشهيرة التى أدت إلى إخراج هيكل وكثير من أعضاء المعارضة من المجلس نتيجة الاستجوابات التى قدمت فى المجلس وناقشت اتهامات وجهت لكريم ثابت أحد مستشارى الملك فاروق. تولى أيضًا تمثيل السعودية فى التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945م، كما رأس وفد مصر فى الأمم المتحدة أكثر من مرة.
وتوفى يوم السبت 5 من جمادى الأولى 1376ه الموافق 8 من ديسمبر 1956م عن عمر يناهز 68 عامًا.
بعد أن أرسى هيكل فن الرواية العربية بروايته «زينب» ذهب بعد ذلك إلى مصادر الإسلام الأولى فألقى عليها أضواءً جديدة ، وقد تفوق هيكل فى الكتابة التاريخية لاتساع نظرته ودقة بحثه فكتب حياة محمد صلى الله عليه وسلم، وكتب فى منزل الوحى، والصديق أبا بكر، وكتب الفاروق عمر (فى جزأين)، وكتب عثمان بن عفان (بين الخلافة والملك).
ثم رجع هيكل أخيرًا إلى كتابة القصة، فأخرج فى سنة 1955م قصة «هكذا خُلقت»، وهى قصة طويلة تقصُّ حياة امرأة مصرية عصرية أُصيبت بشذوذ الغيرة، واضطربت بهذا الشذوذ فى محيط الدعوة الجديدة إلى الحرية السوية، وسلطته على حياتها الزوجية فحطمها مرتين كما يحطم الطفل لعبته.. ويتابع هيكل بعد ذلك كتابة القصة القصيرة وينشرها فى الصحف الأسبوعية.. وما يلبث أن يلبى داعى ربه فى ديسمبر سنة 1956م، ورثاه الكثيرون من علماء الأمة وأدبائها، وقد جُمع ما قيل فيه من تأبين ورثاء فى كتاب يحمل اسمه، وقد طبع فى القاهرة سنة 1958م، ولعبد العزيز شرف كتاب «الدكتور محمد حسين هيكل فى ذكراه» نشرته دار المعارف فى سلسلة اقرأ، غير ما كتبه عنه الراحل الدكتور شوقى ضيف والدكتور عبد المحسن طه بدر، والدكتور أحمد هيكل، والدكتور على الراعى وغيرهم من الرواد.
وكانت البداية التاريخية مع «الفاروق عمر». لقد تناول الكاتب فى فصول هذا الكتاب صُوَرًا من حياة الفاروق فى جاهليته، وفى العهد الأول من إسلامه، ومُلازمته للرسول صلى الله عليه وسلم وحضوره المواقع معه، ووقوفه بجانب أبى بكر إبَّانَ خلافته، وبَعْدَ أن قَضَى على الرِّدَّةِ والمرتدّين فى بلاد العرب، فَمَهَّدَ بذلك لوحدة شبه الجزيرة العربية السياسية، ثم مَهَّدَ للفتح والإمبراطورية الإسلامية بغزو العراق والشام.. ثم كيف تَابَعَ الفاروق هذه السياسة من يوم استُخْلِفَ، فواصلت الجيوشُ العربية فى عهده الفتوحات التى كانت قد بَدَأَتْ فى عهد أبى بكر، وتمكَّن قُوَّادُ جَيْشِه - بفضل يقظته وحَزْمِهِ وسداد رأيه - من إكمال فتح الشام والعراق وغالبية فارس، ومن فَتْح مصر وفلسطين، وبذا وثَّقَ أواصِرَ الوحدة العربية فى شبه الجزيرة العربية، وأزال مُلْكَ الأكاسرة من العراق، ومُلك القياصرة من الشام، ومَدَّ وَحْدَةَ العرب من خليج عَدَن جنوبًا إلى أقصى الشام فى بادية الشام، حتى قيل: انتصبَ فى مُدَّتِهِ اثنا عشر ألف منبر فى الإسلام.
إن الفاروق يُعَدُّ - بعد النبى صلى الله عليه وسلم وبعد خليفته أبى بكر - من أعظم الشخصيات الإسلامية العربية، وهو بحق يُعَدُّ مؤسس الإمبراطورية الإسلامية، فقد نَهَضَ بإِعْداد جيوش الفتح، ونَظَّمَ الفتوحات - بوضْع كثيرٍ ممن الأُسس والنُّظُم الإدارية - كما أَمَرَ بإنشاء معسكرات للجند تكون مقصورة عليهم - وقد أصبحت فيما بعد مُدُنًا زاهرة - منها البصرة، والكوفة، والفسطاط.. وهو أول مَنْ دَوَّنَ الدواوين فى الإسلام لضبطِ المال، وعمل إحصاءً للمسلمين، وفَرَضَ لهم الأُعطيات والمرتبات، مبتدئًا بأزواج النبى صلى الله عليه وسلم، ثم أهْلِ السَّابقة.. وهو أول من استقضَى القضاةَ، وأولُ مَنْ وَضَعَ للعرب التاريخ الهجرى - وكانوا يُؤرِّخُون بالوقائع - وقد رفَضَ أن يجرى على أرض السَّوَاد حُكْم الغنيمة، فتركها فى أيدى أصحابها يدفعون عنها خَراجًا، ويُنْسَبُ إليه كثير من أحكام أهل الذِّمَّة الذين حَرِصَ على عَدَم إرهاقهم .
لقد عُرِفَ الفاروق بشدَّته فى الحق ومَخافته من الله، وحِرْصِه على العَدْل، والعمل على خِدْمَةِ رعيته ، فكان يطوف فى الأسواق منفردًا ، ويقضى بين الناس حيث أدركَهُ الخُصوم، وكان يُحاسِبُ وُلاته على أعمالهم، ويحصى عليهم أموالهم ، واستطاعَ باستقامته وحَزْمِه أن يستفيدَ من جُهود القُرشِيِّين بدون أَنْ يَجْرُؤَ أَحَدٌ منهم على مُخالَفتِه ، لذا اتَّخَذَهُ المسلمون مَثَلًا أعْلَى للحاكم العادل الذى يتحلَّى بأسمى الفضائل ..
والكتاب الثانى هو «الصِّديق أبو بكر»: وكان سيدًا من سادات قريس، وغنيًّا من كبار مُوسِرِيهم.. وُلد بمكة سنة واحدٍ وخمسين قبل الهجرة (573م)، وكان عالمًا بأنساب القبائل وأخبارها وسياستها، وكان يُلَقَّبُ بعالِمِ قُريش... وحَرَّمَ على نفسه الخَمْرَ فى الجاهلية، فلم يشربها.. وفى عصر النبوة كانت له مواقفُ كبيرة، فَشَهِدَ الوقائعَ والغزوات مع رسول اللَّه، واحتملَ الشدائدَ، وبَذَلَ الأَمْوَالَ.. وبُويِعَ بالخلافَةِ يومَ وفاةِ النبى سنة 11 هجرية.. فَحَارَبَ المُرْتَدِّينَ والمُمْتَنِعِينَ من دَفْع الزكاة. وهو الذى قَرَّرَ غَزْوَ الشَّام كما قرر غزو العراق، وهو الذى سَيَّرَ الإمداداتِ إليهما.. وفى أيامه افتُتِحَتْ بلادُ الشامِ وقِسْمٌ كبير من العراق، وأَنَّ ما تَمَّ من نَصْرٍ على الروم والفُرْسِ فى عهده كان أساس الإمبراطورية الإسلامية... ومن أشهر قُوَّادِهِ خالد بن الوليد، القائد المظفر فى حربِ الرِّدَّةِ وفى فتح العراق وفتح الشام، وأبو عُبيدة بن الجَرَّاح، وعَمْرو بن العاص، ومُعاذ بن جَبَل، ويزيد بن أبى سفيان، وأَخُوهُ معاوية، وعِكْرِمَة ابن أبى جهل، وشَرَحْبِيل بن حَسَنَة، والعلاء بن الحَضْرَمِى، وغيرهم من القُوَّاد الأبطال.
كان موصوفًا بالحِلْمِ، والرأفة بالعامَّة، قال صلى الله عليه وسلم: «أرحم أمَّتِى أبو بكر، وأشدها فى دين اللَّه عمر، وأشدها حياء عثمان». قال إِثْرَ بيعته: «إنى وُلِّيتُ هذا الأمر وأنا له كَارِهٌ، وواللَّه لَوَدِدْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ كَفَانِيهِ.. ألَا وإنما أنا بَشَرٌ، ولَسْتُ بخيرٍ من أحدكم، فَراعُونِي، فَإِنْ رأيتمونى استقمتُ فَاتَّبِعُونِي، وإنْ رأيتمونى زُغْتُ فَقَوِّمُونى»... وقال: «قد وليت عليكم ولستُ بخيركم، فإنْ أحسنتُ فأَعِينُونى، وإن أسأْتُ فَقَوِّمُونى».
لقد تَجَرَّدَ الصِّدِّيقُ - رضى اللَّه عنه - لِلَّهِ تَجَرُّدًا مُطْلقًا، وأَوْجَبَ على نَفْسِهِ أن يُقِيمَ بين الناس عدلًا مُنَزَّهًا لا يعرفُ محاباةً، وإنما يعرف حدودَ اللَّه فى أن يعيش الناسُ جميعًا فى ظِلِّ عَدْلِهِ آمنين مطمئنين.
كانت حُكومته حكومةَ شُورَى فى منشئها وفى نزعتها، حكومةً لم تعرف السُّلْطَانَ المطلق - وهذا هو الحُكْمُ فى الإسلام.. حُكْمٌ مُقَيَّدٌ، خاضِعٌ لرقابةِ المسلمين جميعًا، لكل فرد منهم أن يُحاسِبَ القائمَ به - وكان يقول : «أَطِيعُونى ما أَطَعْتُ اللَّه فيكم، فَإِنْ عَصَيْتُهُ فلا طَاعَةَ لى عليكم»، وهذا إقرارٌ صريحٌ بِحَقِّ الرَّأْى العام فى مُراقبته وإرْشَادِهِ، وبحقِّ الناسِ فى العِصْيَانِ إذا عَصَى الخليفة اللَّه وصَدَفَ عن أمْرِهِ، وحقهم فى عَزْلِهِ.
وكان شديدَ الحِرْصِ على التقيُّدِ بكتابِ اللَّه والتَّأَسِّى برسوله فى التَّنَزُّهِ عن كُلِّ مَطامِعِ الدنيا، ثقةً منه بأنَّ مَنْ سَاسَ أُمورَ الناسِ فأفادَ لِنَفْسِهِ منها كان ظالمًا لنفسه.. ولذا فإنه أَعَادَ إلى بيتِ مالِ المسلمين ما خَصَّصُوهُ له فى فترة خِلَافَتِهِ قبل وفاته.
إن أعظمَ أعمالِ الصِّدِّيق قضاؤه على الرِّدَّةِ والمُرتدين فى بلاد العرب، وفَتْحه العراق والشام، وتمهيده بذلك الفتح لقيام الإمبراطورية الإسلامية العظيمة التى حملت عبْءَ الحضارة الإنسانية قرونًا متتابعة.. أمَّا جَمْعُهُ القرآنَ - بعد استشهاد أكثر حُفَّاظِهِ فى حُروب الرِّدَّة - فَيُعَدُّ أعظمَ أعماله، وأكثرها بَرَكَةً على الإسلام والمسلمين والناس أجمعين.
لقد امتدتْ حُكومة أبى بكر إلى ما وراء بلاد العرب - كما ذكرنا - ومهدت للإمبراطورية الإسلامية المترامية الأطراف، وكانت مُدَّةُ خِلافتِهِ سنتين وثلاثةَ أَشْهُرٍ ونصف الشهر، وكانت وفاته بالمدينة يوم الاثنين لإحدى وعشرين ليلةً خَلَتْ من جُمادى الآخرة سنة 13 ه (634م)، وهو فى الثالثة والستين من عمره، وقد ارتَجَّتِ المدينةُ لوفاته، وصَلَّى عليه عُمر بن الخطاب، ودُفِنَ بجوارِ النبى.. وَابَّنَهُ الإمامُ عَلِى وعُمَرُ، واَبَّنَتْهُ أيضًا أُمُّ المؤمنين عائشة ابْنَتُهُ وكبار الصحابة...
وثالث الكتب لمحمد حسين هيكل هو «فى منزل الوحى»: وقد تَمَثَّلَ الكاتبُ حياةَ النبى والمسلمين من حوله، ووقف عند كل مكانٍ سَارَ فيه النبى الكريم، ووقف عند آثاره يُحَدِّثُها وتُحَدِّثُهُ، فنراه يُعَبِّرُ بقلمه الفيَّاض عن آى الجلال والعظَمَة فى حياة محمد وأصحابه، وعن الأماكن أو المواقع التى تهفو نفوس ملايين المسلمين وقلوبهم إليها، والتى تثيرُ فى النفس معانى الإكبار والإعظام، فيهزُّهُم الحنين والشوق إلى زيارة تلك البلاد التى ضَمَّتْ تلك الأماكن المقدسة، ومنها البيت العتيق، وقبر الرسول، وقبور أصحابه، وغير ذلك من المعالم التى زارها المؤلف وكتب عنها فى هذا الكتاب، ومنها زيارته لجبل حِرَاء، والغار الواقع فى قِمَّتِهِ ، والذى كان البداية لنزول الوَحْى على سَيِّدِ المرسلين، وزيارته لمسجد العبَّاس بالطائف، ومسجد عَدَّاس، ومسجد العقبة ، وجبل ثور الذى اختبأ فيه النبى وصاحِبُه أبو بكر حين أُذِنَ له بالهجرة إلى المدينة، ومسجد قُبَاء، والمسجد النبوى الشريف، والآثار الكثيرة المختلفة فى مكة والمدينة، ومنها ميدان بدر حيث وقعت الغزوة الأولى بين قريش والمسلمين، والبقيع، وقبر حمزة وغير ذلك من الآثار الكثيرة.. ثم ختم كتابه بحديث قَيِّم عن مظاهر الحياتين: المادِّيَّة والروحية.
يقول د. صلاح فضل فى تقديمه للسلسلة إنها تمثل نافذة لمن يريد أن يتعرف على العقل العربى فى أوج توهجه، وعلى لغة العلوم والآداب والفنون، وهى تتشكل بأنساقها الغنية، فبوسعه أن يتأمل هذه الكلاسيكيات؛ التى تكشف عن عبقرية المؤلفين لها ونضارة روح الجماعة، وأثر الوجدان القومى الذى حرص على جعلها من كنوزه الخوالد.
وهذه الكلاسيكيات تجسد حرية العقل ونقد النقل وفريضة التفكير وضرورة الاجتهاد، إلى جانب جنى لذة الإبداع فى الشعر والسرد، ومتعة التداول الحر للمعرفة والمعلومات عبر الأجيال المتتالية، وربط شباب الأمة بتراثها الجامع وهويتها الحقيقية.
وعن معايير اختيار الكتب الكلاسيكية التى يتم اختيارها فى السلسلة، يحددها د. فضل فى: إجماع أهل الذكر من العلماء والأدباء على أهميتها وتقدمها على غيرها. واعتراف الأجيال المتتالية بها، وبناؤهم على أسسها المعرفية والفنية. وتقديمها لأفضل ما يمكن أن يتعرف به الآخر علينا عند ترجمتها إلى اللغات الحية المختلفة.
ويضيف د. صلاح فضل: على أن هذه الكلاسيكيات تشمل الإنتاج المعرفى والإبداعى فى العصور القديمة بمراحلها المختلفة، ثم تختار من إنتاج العصور الحديثة، ما اكتسب قيمة، تضاهى الروائع التى تعتقت بفعل الزمن، وأصبحت ركيزة للعقل والوجدان فى الوطن العربى كله، واستحقت وصف الكلاسيكية العريق.
ولا يسع أى مثقف عربى غيور على تراثه إلَّا أن يشيد بهذا المشروع الذى تتصدى له الدار المصرية اللبنانية بإخلاص تام وإتقان مشهود به لأعمالها، راجيًا التوفيق والسداد.
ويقول الناشر محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية، إن الغرض من نشر هذه السلسلة الجديدة يتمثل فى عدة أهداف منها أننا لاحظنا أن الشباب خصوصًا الذين يحاولون كتابة الأدب لغتهم ضعيفة برغم أن لديهم أفكارًا جميلة ورؤى عصرية، فحاولنا ربطهم بتراثهم القريب، كما أن بعض الكتَّاب الراسخين يجهلون هذا التراث أيضًا.
ويضيف محمد رشاد: ثم إننى سألت نفسى سؤالا لماذا يهتم الغرب بتقديم تراثه دائمًا فى طبعات عصرية، ويقدمها تقديمًا جديدًا للشباب هناك، ونحن هنا لا نفعل الأمر نفسه مع شبابنا، بل إن بعضنا يحاول تقديم التراث الغربى على أنه التراث الوحيد للإنسانية وتلك مغالطة، فلدينا نحن أيضًا تراثنا العظيم الذى يستحق التقديم.
وأخيرًا، ومع بروز الإسلام فى الجدل العام السياسى والاجتماعى، ومحاولة البعض تقديم صورة مشوّهة عنه، رأينا أن نقدّم إنجازات الحضارة الإسلامية فى الثقافة والأدب، التى تدل على رحابة واتساع وتسامح هذا الدين الجليل للأجيال الجديدة لوضعهم فى قلب الصورة الصحيحة له حتى لا يقعوا فى التطرف والتعصب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.