اجتمع أكثر من 100 من رؤساء الجامعات من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوضع إستراتيجية مشتركة تهدف لإصلاح التعليم العالى وركز الحدث المنعقد فى الرباط، المغرب، المقر الدائم للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- على استخدام بطاقة فحص حوكمة الجامعات، وهى أداة معيارية لقياس جودة إدارة الجامعات، وأجمع الحاضرون على أن التجربة قد سلطت الضوء على دروس كثيرة ومهمة فى مجال حوكمة التعليم العالى، وركزت الاجتماعات كذلك على رسم خطوة إلى الأمام تهم إطلاق شبكة من المؤسسات لدعم تحديث أنظمة التعليم العالى فى المنطقة. وقالت أدريانا خاراميو، أخصائية فى التربية والتعليم بالبنك الدولى، والمشرفة على الفريق الذى طور بطاقة الفحص "إن نسبة المشاركة فى هذا الاجتماع دلالة واضحة على الالتزام الإقليمى للتغيير، وهناك هدف مشترك لإنشاء جامعات مؤهلة لتزويد الشباب بالمهارات التى يحتاجون إليها للازدهار، وبطاقة الفحص والشبكة المقترح إنشاؤها ستساعدان على تحقيق ذلك." وقد تم تنظيم ورشة العمل الإقليمية بشراكة تجمع كل من المجلس الثقافى البريطانى، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ومركز مرسيليا للتكامل المتوسطى، والبنك الدولى، بهدف تقييم نتائج أكثر من 100 جامعة شاركت فى عملية بطاقة الفحص، وحضرها رؤساء الجامعات من الجزائر ومصر والعراق ولبنان والمغرب وتونس والضفة الغربية وقطاع غزة، ومجموعة من كبار المسئولين الحكوميين وممثلى وكالات ضمان الجودة والطلبة وأعضاء من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى والمنظمات الدولية المانحة. وقالت سالى ورد، المديرة الإقليمية للتعليم العالى، إن "المجلس الثقافى البريطانى يعمل مع الجامعات فى مختلف أنحاء المنطقة، وكثير منها قد طلب الدعم حول قضايا الحوكمة، فهى أمر بالغ الأهمية كما أن الحوكمة الرشيدة تقود إلى نتائج أفضل وبالتالى إلى قوة عاملة ذات مهارات عالية. ويسرنا فى المجلس الثقافى البريطانى أن نشارك البنك الدولى ومنظمة الإيسيسكو فى هذه المبادرة التى نعتقد أنها ستساعد على المدى الطويل فى تحسين جودة التعليم العالى فى المنطقة". أجمع الحاضرون على أن حوكمة الجامعات لها تأثير كبير على جودة التعليم العالى، وعلى أن بطاقة الفحص أداة تحليلية فعالة لتحديد نقاط القوة والضعف، وقد أثبتت أنها مفيدة بشكل خاص فى مساعدة الجامعات فى مقارنة أنفسهم مع المعايير الدولية، وتحديد الميزات الخاصة بهم وأهدافهم ووضع معايير لتقييم التقدم المحرز لتحقيقها، وقد لقيت بطاقة الفحص استحسانا كبيرا من داخل وخارج المنطقة، وتزايد الطلب عليها نتيجة للأصداء الإيجابية التى أحدثتها الدراسات الأولية. واستعراض الدروس المستفادة من عملية قياس حوكمة الجامعات خلال هذه الورشة فسح المجال أيضا للمؤسسات الإقليمية لتبادل المعارف والخبرات، وكانت فرصة كذلك لطرح مبادرة تكميلية من طرف فريق برنامج التعليم العالى بالبنك الدولى، وتهدف هذه المبادرة إلى تحويل المحيط الذى نشأ حول استخدام بطاقة الفحص إلى شبكة رسمية من المؤسسات التى تدعم بعضها بعضا. شبكة للتعليم العالى المقترحة ستجمع خبراء من داخل وخارج البلدان المشاركة، وستدعم الأبحاث الجارية لصقل وتطوير أدوات القياس المعيارية إلى جانب تعزيز تبادل المعارف والخبرات. وقال مارتن روز، مدير مكتب المجلس الثقافى البريطانى بالمغرب، إن الشبكة ستكون مصدرا ذو قيمة عالية للجامعات"،، وسيدعم جهودها لتصبح أكثر فعالية واستجابة من خلال نظام مترابط وواسع من الخبرات، والناس والأفكار". فى العامين الماضيين منذ إطلاق بطاقة الفحص، اتسع نطاق استخدامها بسرعة بفضل الطلب المتزايد من الجامعات الإقليمية، انطلقت التجربة فى عام 2010 وشملت فى بادئ الأمر حوالى 41 جامعة من أربعة بلدان، ومنذ ذلك الوقت ارتفع عدد المشاركين إلى أكثر من 100 جامعة من سبع دول، إن ما توفره هذه الأداة لا يستجيب فقط لحاجة أنظمة التعليم العالى لأساليب تساعدهم على تقييم أدائهم، ولكنها أيضا تستجيب لدعوات إقليمية تطالب بمؤسسات أكثر شفافية قادرة على منح أفضل الخدمات، والتى تكمن وراء التحولات السياسية الراهنة فى المنطقة. التطور الذى تعرفه بطاقة الفحص وتحولها إلى شبكة يمثل خطوة إيجابية فى المنطقة لاعتماد مجموعة من الممارسات المتفق عليها عالميا، والتى ستضع الأسس الصحيحة لمؤسسات تعليمية ذات جودة عالية وقادرة على توفير خيارات أفضل للشباب.