صدر مؤخرًا عن دار الشروق بالتعاون مع "بنجوين" طبعة عربية جديدة لترجمة قصة "السيدة صاحبة الكلب" وقصص أخرى للكاتب الروسى العظيم أنطون تشيخوف، من ترجمة أبو بكر يوسف، ويقع الكتاب فى 430 صفحة من القطع المتوسط. وتعتبر "السيدة صاحبة الكلب" من أشهر قصص أنطون تشيخوف، كتبها سنة 1899 فى منتجع يالتا، حيث كان يعيش بناء على نصيحة طبيبه بسبب معاناته من مرض السل. وقدمت القصة فى السينما من إخراج يوسف كييفيتش، وعرض للمرة الأولى سنة 1960. تتناول القصة الفاتنة لتشيخوف "السيدة صاحبة الكلب" طبيعة علاقات الحب خارج إطار الزواج، وما يصاحب هذا الحب من رومانسية مثالية، وخوف شديد من خيبة الأمل، كما تتناول القصص الأخرى فى هذه المجموعة حياة الفقراء، وقلة حيلتهم فى مواجهة قسوة الحياة. أنطون تشيخوف (1860 – 1904) هو أبو القصة القصيرة الحديثة، وقد ولد فى مدينة ساحلية صغيرة لأب يعمل بقالاً، وأولع بالمسرح منذ صغره عندما شاهد مسرحيتى "هاملت" لشكسبير، و"المفتش العام" لجوجول على المسرح عام 1873. بدأ "تشيخوف" منذ ذلك الحين كتابة مقالات ساخرة واستكشاف عن الحياة فى بلدته. وفى عام 1877 زار "تشيخوف" موسكو للمرة الأولى، وبعد ذلك بعامين، تخرج تشيخوف فى المدرسة وحصل على منحة تفوق لدراسة الطلب فى جامعة موسكو. وفى عام 1888، التقى تشيخوف بستانسلافسكى وتشايكوفسكى اللذين دفعاه إلى حب المسرح. وفى التسعينيات من القرن التاسع عشر، اشترى "تشيخوف" ضيعة صغيرة قريبة من موسكو، حيث عمل طبيبًا يقدم الخدمات الصحية للفلاحين بالمجان، ومع بداية القرن العشرين، كتب مسرحياته الكبرى ومن بينها "بستان الكرز" التى أخرجها ستانسلافسكى، ومع افتتاح "بستان الكرز" عام 1904 مات تشيخوف بالسل فى الغابة السوداء بألمانيا. هذا ويهدف مشروع النشر مع دار بنجوين إلى إصدار روائع الفكر والأدب العالمى فى طبعات جديدة كاملة لقراء العربية، ولاختيار بعض كنوز الإبداع العربى ضمن السلسلة. ويعد هذا المشروع علامة بارزة فى مسيرة دار الشروق، تأمل من خلاله أن يمثل نقلة نوعية فى حركة النشر والترجمة، تثرى المكتبة العربية وتلبى حاجات القراء العرب.
