غد الثورة حزب امتد تاريخه لما قبل بواكير الإصلاح فى 2005 وهو الامتداد الطبيعى لحزب الغد والذى ترأسه الدكتور أيمن نور.. المناضل القديم والعضو السابق بحزب الوفد ووصيف مبارك فى انتخابات الرئاسة التعددية الأولى فى تاريخ مصر والوجه المعارض البارز. أعلم تفصيليا الدور الذى قام به حزب الغد للدعوة للثورة وتنظيمها والمساهمة الكبيرة فى حمايتها. الكثير من الممكن أن يقال عن غد الثورة ولكن ما يجب أن نقف عنده اليوم هو موقف غد الثورة مما يجرى الآن وخاصة بعد أن كان هو الحزب الليبرالى الوحيد الذى قبل تلبية دعوة الحوار التى دعا لها رئيس الجمهورية. كان غد الثورة منذ البداية ضد الإعلان الدستورى الصادر فى 22 نوفمبر ونادى بإلغائه منذ اللحظة الأولى وتنبنى وجهة نظر جبهة الإنقاذ الوطنى والتى دعت لتظاهرات كبيرة ضد إعلان مرسى الذى كان به العديد من العيوب التى لا يمكن لحر أن يقبلها بعد ثورة يناير. منذ أن دعا الرئيس للحوار والاتصالات بين غد الثورة والرئاسة وباقى الأطراف لا تنقطع.. وأعلن نور مشاركته فى الحوار ولكن بشرط تأجيل الاستفتاء بالخارج وهو ما رفضته فى البداية الرئاسة على لسان المستشار أحمد مكى فى حديث تلفونى حضرته أنا والدكتور أيمن نور وكان على الطرف الآخر السيد وزير العدل وتعلل مكى بأن اليوم هو الجمعة ولن نستطيع التواصل مع اللجنة العليا للانتخابات والتى من شأنها إصدار هذا القرار فما كان من نور إلا أن أوضح استحالة حضورنا هذا الحوار دون تحقيق هذا الشرط وأيضا طالب نور المستشار مكى بالاتصال بكل أطراف المعارضة ودعوتهم بجدية أكبر لأن ذلك هو ما سيجعلنا نصل للحل ولكن اعتذر مكى عن فكرة التأجيل مجددا. اجتمعت هيئة مكتب حزب غد الثورة وأكدت على عدم المشاركة ما لم يتحقق هذا الشرط وبعدها اتصل بنا الأستاذ أبو العلا ماضى والدكتور محمد محسوب وأيدا موقفنا. لم يصلنا رد إيجابى من جبهة الإنقاذ وهو ما فهمناه أنه رفض للحضور وبقى علينا أن نتحمل المسئولية وحدنا فى هذا التفاوض. بدأ الحوار بموافقة الرئاسة على طلب الدكتور أيمن نور على الغاء الإعلان الدستورى نهائيا بل ورفضنا أن يكون اللفظ المستخدم هو الاستبدال كما كان يطالب الدكتور العوا وتم الإلغاء وحين طالبنا بتأجيل الإعلان الدستورى انبرى مجموعة من المتخصصين الدستوريين مؤيدين حديث الدكتور العوا بعدم القدرة على تأجيله لأنه أحد المواد المستفتى عليها ولا يجوز المساس بها. فى الحقيقة أنا لا أقبل هذه الحجة والتى تعنى فى ضمنيتها أن أى مواد غير مستفتى عليها غير دستورية أو يجوز تعديلها دون الرجوع للشعب. كنت أتمنى فى هذة اللحظة التى وصلت فيه الأمور لهذا الحد أن يخرج الدكتور أيمن نور رافضا لها وهو ما كان سيهدم تماما كل ما كان يصبوا إليه الطرف الآخر لأنه كان الوحيد من الطرف المدنى الحزبى وكان سيبدو الآخرين كمن يحاورون أنفسهم. اجتمعت بالأمس أيضا هيئة مكتب غد الثورة وأعلنت رفضها للاستفتاء والدعوة لتأجيله حقنا لدماء قد تسيل حتى وإن تم إقرار هذا الاستفتاء فما نراه هو أن دستور غير توافقى سيؤدى بنا إلى اختلافات واسعة قد تستمر لعقود طويلة، وأعلنت أيضا التزام غد الثورة بكل قرارات جبهة الإنقاذ الوطنى والتى نحن أحد أعضائها منذ البداية.