سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى الذكرى الثامنة لرحيل ياسر عرفات.. الجامعة العربية ووزارة الخارجية يؤكدان على دعم مصر الكامل للمسعى الفلسطينى فى الأمم المتحدة للحصول على دولة عاصمتها القدس الشريف.. الحضور يرثون الزعيم "أبو عمار"
أحيا أعضاء البعثة الدبلوماسية الفلسطينية فى جمهورية مصر العربية الذكرى الثامنة لاستشهاد الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات أمس، الأحد، الحادى عشر من شهر نوفمبر من عام 2004 فى أمسية أقيمت بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر استفزت المشاعر الوطنية لدى الحاضرين غيرة على وطن القدس الشريف والمسجد الأقصى، تحت رعاية سفارة فلسطين فى القاهرة بقيادة السفير بركات الفرا، وأقيم هذا الحفل الباهر مساء أمس لإحياء الذكرى الثامنة للشهيد القائد "أبو عمار". يأتى ذلك فى الوقت الذى قال فيه الرئيس الفلسطينى محمود عباس، الأحد، إن السلطة الوطنية تنسق مع محققين فرنسيين وخبراء سويسريين وروس، لفتح ضريح الزعيم الراحل ياسر عرفات، لكشف أسباب وفاته. واستلهم معظم من اعتلوا منصة تكريم الشهيد عرفات للتحدث عبر الميكروفون، كلماتهم من قصائد للشاعر الفلسطينى محمود درويش الذين ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن، والذى أمضى فى رثاء الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار" يقول:" كان ياسر عرفات الفصل الأول فى حياتنا، وكان اسمه أحد أسماء فلسطينالجديدة، الناهضة من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة، إلى فكرة الدولة، إلى واقع تأسيسها المتعثر، لكن للأبطال التراجيديين قدرا يشاكسهم، يتربص بخطوتهم الأخيرة نحو باب الوصول، ليحرمهم من الاحتفال بالنهاية السعيدة لعمر من الشقاء والتضحية، لأن الزارع فى الحقل الوعر لا يكون دائما هو الحاصد". شارك فى إحياء ذكرى استشهاد الرئيس "عرفات" العديد من الشخصيات الدبلوماسية المصرية والفلسطينية وسط حضور الأزهر الشريف وعشرات من الشباب الفلسطينيين الذين التفوا بالشال الفلسطينى الشهير وظلوا يرددون هتافات ترثى الراحل عرفات كان منها " يا أبو عمار ارتاح ارتاح.. إحنا بنواصل الكفاح".. " فليسقط غصن الزيتون.. وتحيا البندقية". قال السفير عمر أبو العطى، مساعد وزير الخارجية المصرية ومندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية، فى كلمة ألقاها نيابة عن وزير الخارجية، محمد كامل عمرو، قال:" لقد شكل القائد الراحل ياسر عرفات نموذجا فريدا من نماذج القيادة الوطنية فى مرحلة هامة من مراحل النضال عبر خلاله للعالم كله عن آمال وتطلعات الشعب الفلسطينى". وأضاف مساعد وزير الخارجية:" نجدد من هذا المنبر دعم مصر الكامل للمسعى الفلسطينى للحصول على عضوية الأممالمتحدة كدولة عاصمتها القدس الشريف، واتخذت مصر عهدا على نفسها بتوفير كل سبل دعم هذا المطلب الفلسطينى وتحريك الدبلوماسية المصرية من أجل ذلك". وتابع:" كان الرئيس الراحل ياسر عرفات مخلصا لوطنة وقضيته ومؤمنا بشرعيته وبحق تقرير الشعوب مصيرها، ولا شك أن لمصر نصيب فى قلب وعقل كل فلسطينى وربما فى عقل الرئيس الراحل الذى عاش على أرضها وتعلم فى مدارسها وتحدث بلغتها بل وشيع جثمانه منها إلى أن واراه الثرى فى فلسطين". كما ألقى فضيلة الشيخ على عبد الباقى، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كلمة نيابة عن شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، قال فيها:" دعائنا للزعيم الفز ياسر عرفات أكبر زعيم ضحى من أجل حريته وشعبه.. رجل دافع عن الحق وتسلح بالعزيمة والصبر رغم توغل أياد الغدر". ولم ييأس الشيخ عبد الباقى من عودة القدس الشريف والمسجد الأقصى منبرا لكل الديانات، قائلا:" بعزيمة وصمود الشعب الفلسطينى وأبناء ياسر عرفات يتحصل فلسطين على حريتها ويعود المسجد الأقصى والقدس لنا.. سنسحق العدو الصهيونى ونقيم دولة فلسطين على كامل ترابها". ونيابة عن د. نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية، ألقى السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة، كلمة أكد فيها أن القضية الفلسطينية فى مقدمة عمل جامعة الدول العربية وبؤرة اهتمامها. واعتذر السفير صبيح عن عدم حضور د. نبيل العربى وقال إنه منشغل فى التحضير لمؤتمر وزراء الخارجية العرب المرتقب انعقاده غدا، الاثنين، والذى سيعطى دعما إضافيا للتحرك الفلسطينى والعربى- على حد قوله. وأضاف السفير صبيح فى كلمته:" سيبقى اسم ياسر عرفات خالدا وراسخا فى الذكرى الفلسطينية وبين المدافعين عن الحرية ومحققى العدالة والحفاظ على الكرامة.. وستبقى روحه وأرواح كافة شهداء فلسطين الذين سقطوا على أرض النضال فى سبيل نيل الحرية نبراسا وهاديا لأجيال الأمة العربية. وبدأ السفير بركات الفرا، سفير فلسطين فى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، كلمته بتذكير الحضور بطرفة شهيرة هى" صارت كوفية ياسر عرفات، المعقودة بعناية رمزية وفولكلورية معاً، هى الدليل المعنوى والسياسى إلى فلسطين". وتابع السفير الفرا:" الزعيم أبو عمار الذى حول اللاجئ إلى ثائر وأسس مع رفاقه حركة التحرير الفلسطينية "فتح" صاحب المشروع الوطنى الفلسطينى.. وهو صاحب القرار الوطنى الفلسطينى المستقل". وأسهب السفير الفرا فى حديثه عن القائد الراحل ياسر عرفات الذى ودعةالفلسطينيون حيا فى الحادى عشر من نوفمبر 2004، يومها عاد عرفات فى نعش من فرنسا ليعانق تراب وطنه فى قبر بنى خصيصاً أمام مقره، على أمل أن يدفن تحت تراب القدسالمحتلة فى يوم ما، كما كانت وصيته. قال محمد مشرف، مدير مؤسسة الشهيد ياسر عرفاتبالقاهرة، " ياسر عرفات قائد ملأ الدنيا بكل ما حمله من هم فلسطين وكل ما كان فى طياته من أحلام نحو القدس الذى قال فيه "لن يكتمل حلمى إلا بالقدس". وأكد مشرف أن الرئيس عرفات لم يتعامل مع الثورة كموظف فيها لكنه كان ثوريا تكتيكيا بامتياز، مجازف وسط بحر متلاطم الأمواج، رافضا التنازل عما يسمى الخطوط الحمراء والسوداء. وتابع:" كان عرفات يعلم أن النضال من أجل فلسطين قد يستهلك أجيالا وكفاح لعقود كثيرة.. فياسر عرفات فصل وكتاب ورواية سيظل بطلها لا ينازعه أحد حتى ولو بعد حين.". وباتت قضية لكن قضية نبش قبر عرفات موضوع انقسام ليس فقط فى الشارع الفلسطينى بل أيضا فى أوساط أسرته، ففى حين فتحت زوجته سهى الطويل القضية وطالبت بفتح قبره، برز موقف آخر من شقيقة الرئيس وابنها ناصر القدوة، اللذين أبديا اعتراضهما على هذه الخطوة. ودعت خديجة عرفات، شقيقة الزعيم الفلسطينى المسئولين الفلسطينيين إلى الكشف عن ملابسات وظروف وفاته الغامضة دون نبش قبره، متسائلة «ماذا يفيد إعادة استخراج رفاة أبو عمار الآن، وهل معاقبة من فعل هذا الشيء لا تتم إلا باستخراج رفاته؟». وأضافت «إذا كانت القيادة تعرف من فعل ذلك فهى تستطيع محاسبته بأسلوبها الخاص دون اللجوء إلى نبش قبره».