لم يتخيل أحد أن يأتى اليوم الذى نسمع فيه، أو نتداول خبراً عن رحيل الإعلامية الكبيرة هالة سرحان عن قناة روتانا مصرية، رغم أن انتقال الإعلامى من قناة إلى أخرى هو شىء، بات طبيعياً وعادياً فى عصر الاحتراف، ولكن الوضع بالنسبة لهالة سرحان ومجموعة قنوات روتانا لم يكن يوما بالوضع العادى الذى يشبه باقى الإعلاميين فى علاقتهم بالقنوات التى يعملون بها، أو يطلون على جمهورهم من خلال شاشاتها، فروتانا ولدت على يد هالة سرحان، والتى عملت بدأب وجهد من أجل إطلاق مجموعة من القنوات المتنوعة ما بين الموسيقى والكلاسيكيات والطرب والأفلام. آمنت هالة بكل فكرة، وراهنت على مجهودها وأفكارها ورؤى عدد من شباب المخرجين والمعدين والمنتجين والمصورين، جيش كامل من العمالة صدق كل ما كانت تحلم به إعلامية لم تعرف يوما معنى كلمة "ما ينفعش أو ما نقدرش"، أيام وليال من السهر والعمل حتى خرجت روتانا إلى النور، وتبوأت مكانتها كواحدة من أهم القنوات المفتوحة، وحققت نسبا خيالية فى الإعلانات والمادة المنوعة، ولم تقف عند حدود تقديم مواد ترفيهية خفيفة، بالعكس فتحت العديد من القضايا الشائكة والملفات المسكوت عنها كعادتها، منذ أن بدأت عملها الإعلامى بقنوات ولدت على يديها مثل ال "إيه.أر. تى" و"دريم". ولم تكتف هالة بدورها كمذيعة تطل على جمهورها فى برامج يومية، بل أيضا عرفت قيمة وقدر الاهتمام بالسينما المصرية ونجومها، وأنتجت العديد من الإبداعات ما بين أفلام ترفيهية وأفلام تحمل قيما فنية عالية، وترفع اسم مصر فى المهرجانات. الذين عملوا مع إعلامية بحجم هالة سرحان كثيرون، وهم وحدهم أدركوا قيمة العمل بإخلاص وجدية، ولا أحد منهم ينسى كيف كانت الاستوديوهات تتحول إلى خلية نحل بمجرد ترديد جملة: "الدكتورة وصلت"، وراهن البعض على أن حماسها ذلك قد يتحول إلى فتور بعد أزمتها الشهيرة وابتعادها عن مصر، ولكنها رفضت العديد من العروض، وظلت تعمل من أجل روتانا وللسينما المصرية من دبى وأمريكا، حيث كانت تتابع ملفات الإنتاج السينمائى، رغم بعدها، إلا أنها كانت تتمسك بضخ الدماء فى السينما المصرية، حيث قامت بتأسيس قطاع السينما فى روتانا، وتولت رئاسته لمدة 3 سنوات من 2007 إلى 2010، قبل أن تعود لرئاسته مرة أخرى فى 2010 قبل أن تترك جميع مناصبها بالقناة، لتصمم على أن تطل على جمهورها من جديد من خلال الشاشة التى صنعتها وولدت على يديها، وعادت لتعمل بنفس الحماس والجدية. ولكن يبدو أن هذا قدرها، حيث عادة ما تصنع النجاح وتتركه خلفها، حيث فاجأ خبر رحيلها عن روتانا مصرية، الكثير، أمس الثلاثاء، والذى وصفه البعض بالخبر الصادم، وغير المتوقع من جانب إدارة قنوات روتانا، وأرجعت هالة أسباب رحيلها إلى وجود بعض المعوقات الإدارية من جانب مسئولى القناة، والتى حالت دون استكمال عملها، وفضلت هالة سرحان الرحيل عن القناة بهدوء، والاحتفاظ بعلاقتها الوطيدة بالأمير الوليد بن طلال مالك قنوات روتانا. وكانت الدكتورة هالة سرحان قد التحقت بروتانا منذ 10 سنوات تقريبا، أسست خلالها قناة "روتانا سينما" التى أصبحت واحدة من أشهر القنوات العربية والأعلى مشاهدة وقناة الأفلام الأولى بالوطن العربى، كما أسست هالة سرحان قناة "روتانا زمان"، كما قدمت هالة على شاشات روتانا 6 برامج تلفزيونية وهى "هالة شو" و"جانا الهوا" و"الناس والصيف" و"السينما والصيف" و"5 نجوم"، وتوجتها ببرنامجها الأخير "ناس بوك" الذى ظل منذ انطلاقه وحتى توقفه واحداً من أهم برامج التوك شو. هذه البرامج التى جعلت من هالة سرحان واحدة من أهم الإعلاميات فى تاريخ الإعلام العربى، والتى قد تختلف مع تعاطيها مع الأمور، إلا أنك لا تستطيع، أن تمنع نفسك من مشاهدتها.
