قالت قناة دويتشه فيليه الألمانية، إن زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأثينا ولقاءها برئيس الوزراء اليونانى أنطونيوس ساماراس، جاءت فى وقت تصاعدت فيه التكهنات حول مستقبل اليونان فى منطقة اليورو، ووسط مظاهرات من الشعب اليونانى التى عبر من خلالها عن سخطة جراء الإجراءات التقشفية ، التى اتبعتها الحكومة وقام فيها بالرشق بالحجارة والتى واجهتها قوات الشركة بالغاز المسيل للدموع. وأشارت القناة الالمانية إلى أن الحكومة اليونانية قامت بفرض حظر أمس على المظاهرات فى معظم انحاء العاصمة أثينا وتم نشر 7 ألاف رجل شرطة للحفاظ على النظام العام أثناء زيارة ميركل ، فيما تظاهر ألالاف اليونانيون أمس ليطلعوا المستشارة الألمانية على مشاعرهم ازاء زيارتها لبلادهم حاملين لافتات "ميركل أنت غير مرحب بك" وأخرى شبهت ميركل بهتلر. وتعود عدم شعبية ميركل فى اليونان لتمسكها باتباع الحكومة اليونانية لسياسة تقشفية مقابل تقديم المساعدة لها والتى تأتى من دول الإتحاد الاوروبى وياتى جزء كبير منها من ألمانيا. وقد صرحت ميركل بعد لقاءها بساماراس أن اليونان أكملت جزء من مهمتها والمتمثلة فى الوقوف فى موقع مالى سليم وأنه قد تم انجاز الكثير ويتبقى الكثير أيضا لإنجازه ولكننا سنرى ضوء فى نهاية النفق، وأضافت أتها ناقشت مع ساماراس العديد من المشروعات وأشارت إلى خطط لتقديم المعونة المالية الأوروبية والمشورة الألمانية لليونان لإصلاح الخدمات الصحية والحكومة المحلية. من جانبه أكد ساماراس أن هؤلاء الذين راهنوا على انهيار اليونان وسوء طالع أوروبا سيشعرون بالإحباط. ويرى المراقبون أن زيارة ميركل لليونان تعد بادرة للتعبير عن رغبتها فى استمرار اليونان فى منطقة اليورو ولكن يأتى ذلك وسط مخاوف أنه فى حالة عدم تمكن اليونان من اتباع السياسة التقشفية فإنها ستتعثر فى سداد الديون وستخرج من منطقة اليورو. وقد علقت صحيفة "دى فلت" الالمانية على زيارة ميركل قائلة أن ميركل لم تكن ترغب فى زيارة اليونان وأنها كانت ترغب فى المقابل زيارة تونس احدى دول الربيع العربى وهى الزيارة التى كان من المقدر أن تسفر عن مردود طيب ولكن حدثت تطورات فقد اندلع التوتر فى تونس منتصف سبتمبر وصرفت ميركل النظر عن الزيارة فى حين تلقت دعوة من رئيس الوزراء اليونانى لزيارة أثينا خلال زيارته لبرلين يوم 24 أغسطس 2012. وأوضحت الجريدة أن قرار زيارة ميركل لليونان قد تم اتخاذه الإسبوع الماضى والسبب هو رغبة ألمانيا فى تقديم المشورة لليونان فى مجال اصلاح قطاع الخدمات الصحية واصلاح الحكم المحلى والتى سياتى التمويل لها من الدول الأوروبية. ولكن فى ظل عدم الهدوء الذى تشهدها العاصمة اليونانية اثينا كان على الجانب الألمانى التأكد من قيام الجانب اليونانى بتوفى التأمين اللازم لميركل وهو ما تأكدت منه ميركل شخصيا بعد رؤيتها لشوارع أثينا الخاوية لدى وصولها الأراضى اليونانية. فقد اضطرت الحكومة إلى اغلاق بعض الطرق الرئيسية ومنع المظاهرات فى الطرق التى تمر بها المستشارة الألمانية. وتقول الجريدة أن زيارة ميركل لليونان قد رفعت من مصداقية اليونان واكدت لهؤلاء الذين راهنوا على سقوط اليونان بأنهم خاسرون وهو ما أكده ساماراس فى تصريحاتها خلال الزيارةز كما اشارت الجريدة إلى أن ميركل فهمت خلال الزيارة أن الشعب اليونانى لن يظل يقدم التضحيات لفترة طويلة. وأوضحت الجريدة أن كل من ميركل وساماراس لهم أهداف مشتركة فمن خلال توفير المساعدة المالية لليونان سيطمئن رئيس الوزراء اليونانى وستطمئن ميركل هى الأخرى من عدم حدوث خروج لليونان من منطقة اليورو قبل حلول موعد الإنتخابات البرلمانية المقبلة.