جامعة المنصورة تتقدم 250 مركزًا في تصنيف QS البريطاني    وزير الصحة يبحث مع نظيرته الأوغندية سبل التعاون في القطاع الصحي    الحكومة الجديدة    الداخلية: إبعاد سوريي الجنسية خارج البلاد لخطورتهما على الأمن العام    أبرزها زراعة 100 مليون شجرة، جهود وزارة البيئة تزامنًا مع الاحتفال بها (إنفوجراف)    «التخطيط»: 150 مليار جنيه لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع «حياة كريمة»    مفاجأة سارة.. أكبر زيادة في الأجور والمعاشات لمواجهة الأزمة الاقتصادية    إصابة 11 شخصا منهم 4 حالات حرجة بالجليل الأعلى بسبب صواريخ حزب الله    «الإخصاء الجراحي» لمغتصبي الأطفال في ولاية أمريكية.. كيف ينفّذ العقاب؟    أعضاء جمهوريون بمجلس الشيوخ الأمريكي يطالبون بفرض عقوبات على الجنائية الدولية    الخارجية الروسية: العقوبات الغربية لم تتمكن من كسر روسيا وفنزويلا    وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية: الديمقراطية الأوروبية تتعرض لتهديد    حسام حسن: محمد صلاح "قائد حقيقي" داخل معسكر المنتخب    هانز فليك يحدد موقفه من استمرار فيكتور روكي مع برشلونة    حالة الطقس غدا الخميس 6-6-2024 في محافظة الفيوم    مسلسل دواعي السفر الحلقة 8، علي يعترف لإبراهيم بحبه لسلمى    أميرة بهى الدين تستضيف أكرم القصاص فى "افتح باب قلبك" الليلة    بيومي فؤاد ينضم ل« مطعم الحبايب» بطولة أحمد مالك    فوز الدكتورة هبة علي بجائزة الدولة التشجيعية 2024 عن بحث حول علوم الإدارة    تعليق جديد من مي عز الدين بشأن أزمة والدتها الصحية    أمين الفتوى بقناة الناس: الدعاء مستجاب فى هذا المكان    متى تبدأ الليالي العشر من ذي الحجة؟ «الإفتاء» تجيب    لماذا أخفى الله قبور الأنبياء إلا قبر سيدنا محمد؟.. ورد مفاجئ من أمين الفتوى    خالد الجندي: الفتوى تتغير باختلاف الزمان.. يجب الأخذ بما ينفعنا وترك ما لا يصلح لنا    وزير الصحة يبحث مع نظيرته الأوغندية التصدي لفيروس سي    «الصحة العالمية»: القاهرة تنفذ أكبر برامج الفحص والعلاج ل «الكبدى الوبائى»    «الأطباء» تعلن موعد القرعة العلنية ل«قرض الطبيب» (الشروط والتفاصيل)    السبت أم الأحد؟.. موعد الوقفة وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2024    بفرمان كولر.. الأهلي يستقر على ضم 3 لاعبين في الصيف الجاري    ما السن الشرعية للأضحية وهل يجوز التضحية بكثيرة اللحم التي لم تبلغ السن المحدد؟ دار الإفتاء تجيب    مجلس الزمالك يُجهز مفاجأة سارة لجماهيره    قبل رفعه من دور العرض السينمائي بأيام.. إيرادات ضخمة لفيلم شقو (بالأرقام)    رحلة البحث عن الوقت المناسب: استعدادات وتوقعات لموعد عيد الأضحى 2024 في العراق    تجديد تكليف سامية عبدالحميد أمينا عاما لجامعة بنها الأهلية    الامارات تلاقي نيبال في تصفيات آسيا المشتركة    استقبال رائع لحجاج القرعة في الروضة الشريفة بالمدينة المنورة| فيديو    آخرهم أحمد جمال.. نجوم الفن في قفص الاتهام    "معلومات الوزراء": التقارير المزيفة تنتشر بسرعة 10 مرات عن الحقيقية بمواقع التواصل الاجتماعي    الجريدة الرسمية تنشر قرار محافظ الجيزة باعتماد المخطط التفصيلى لقرية القصر    «القومية للأنفاق» تعلن تركيب بوابات زجاجية على أرصفة مترو الخط الرابع    وزير الري يبحث مشروعات التعاون مع جنوب السودان    حزمة أرقام قياسية تنتظر رونالدو في اليورو    تكريم الطلاب الفائزين فى مسابقتى"التصوير والتصميم الفنى والأشغال الفنية"    يتناول نضال الشعب الفلسطيني .. عرض «علاء الدين وملك» يستقبل جمهوره بالإسماعيلية    النشرة المرورية.. خريطة الكثافات والطرق البديلة في القاهرة والجيزة    وزارة العمل تعلن بدء اختبارات الشباب المتقدمين لفرص العمل بالإمارات    محافظ القليوبية: تطوير ورفع كفاءة 15 مجزرًا ونقطة ذبيح    مندوب فلسطين الدائم ب«الأمم المتحدة» ل«اليوم السابع»: أخشى نكبة ثانية.. ومصر معنا وموقفها قوى وشجاع.. رياض منصور: اقتربنا من العضوية الكاملة بمجلس الأمن وواشنطن ستنصاع لنا.. وعزلة إسرائيل تزداد شيئا فشيئا    مركز الأزهر العالمي للفتوى يوضح الأحكام المتعلقة بحج المرأة (التفاصيل)    رئيس النواب الكازاخى: ندعم جهود السيسى لوقف إطلاق النار الفورى فى غزة    لإحياء ذكرى عمليات الإنزال في نورماندي.. الرئيس الأمريكي يصل فرنسا    محافظ كفر الشيخ يتفقد موقع إنشاء مستشفى مطوبس المركزي    في 9 محافظات.. وزير الصحة يطلق المرحلة الثانية لمبادرة الكشف عن الأورام السرطانية    بتقرير الصحة العالمية.. 5 عناصر أنجحت تجربة مصر للقضاء على فيروس سي    رئيس إنبي: اتحاد الكرة حول كرة القدم إلى أزمة نزاعات    وزير التجارة والصناعة يترأس لجنة اختبارات الملحقين    فليك يمنح قبلة الحياة لفيتور روكي مع برشلونة    البابا تواضروس يكشف كواليس لقائه الأول مع الرئيس السيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمَّايا يمَّا
نشر في اليوم السابع يوم 19 - 03 - 2009

يعجبنى الغوص فى أعماق الكلمات.. ويأسرنى تدفق اللآلئ عند الغوص فى "الأمومة".
وأحب أن أمسك بالمرآة وأتأمل قسمات وجهى التى تجددت وتحددت منذ 13 عاماً وأردد أنا "أمّ".. ثم أجلس إلى نفسى أتأمل المسمى وأتذكر أول مرة سمعت فيها "ماما"، أفتش عن مؤهلات المسمى الذى أضيف إلى باستحقاق إلهى، وأبحث فى إنجازاتى فيه، ربما استكمل نقص سيرتى الذاتية المرفقة ب"أمومة" وأعدّل فى مساراتي. ألغى ذاتيتى فى الأمر وأتأمله معنى مجرداً فأجدها أرضاً طرحت من البذور ثماراً, ومن ذبذباتها صنعت أفكار إنسان، وكنهه، وشخصيته ونفسه.. بيئة متكاملة كونت رجالاً ونساءً.
أتعمق فى تأملاتى فأجدها "حالة" نعم حالة خاصة جداً.. حالة لا تنتهى على عكس كل الحالات، حالة من الارتقاء والاحتضان.. حضن يتلقفك جنيناً ثم رضيعاً ويظل الحضن مهموماً بهمك أبد الآبدين.. حضن يتألم عندما تخط سنة الحياة فى النمو الجسدى شارباً على وجه الصغير، فما عاد يستطيع أن يحتضن كما كان يدمن الفعال.. ويظل الحضن فى اشتياق للحضن الأول والضمة فى الأحشاء.. فليس لضمة "الضنا" مدى ولا منتهى ولا مكان.
وفى أثناء التأملات ومن أحد الأركان الخاصة فى منظومة المعنى يتقافز كائن جميل اسمه "الحب غير المشروط" يلاحقنى بالدليل والحجة من سير خاصة لكل الأمهات منذ بدء الخليقة إلى ما شاء الله.. إنه حصرى وخاص للأمهات.
ولأن الأمومة تعيش فى كبد الحياة فإن المداخلات لا تخلو من القساوة والنكران المجتمعى والإنسانى والمادى، لا يخلو الأمر من الأحزان والانكسارات والمعاناة واللامبالاة، ولكن الجهاز الحساس داخل الأمومة لا يتعامل مع هذه المداخلات بمنطقية أبدا فتتشابه المخرجات.. كلا.. إنه الجهاز الوحيد فى الكون الذى من الممكن أن تدخل له حجراً فيخرج لك ورداً وابتسامة و.. حضنا!
حضن يتخطى كل متاعبه ومشكلاته لأجلك.. لأنك أنت هناك علامة مضيئة فى نهاية نفق العيش، أنت تنتظر وأنت عنده تستحق، المصلحة العليا المعتبرة هى مصلحتك فأنت للحضن وطن.. وهو لك أيضا وطن فى علاقة تبادلية ندر أن تجدها. وعندما تطحنك الأيام لا تجد غير هذا الحضن ليقيك من غوائل الزمان كما تقى صنائع المعروف مصارع السوء!
ليس هذا وحسب بل وهناك أيضاً "عَرض" فهذا الحضن يمنحك دعوات مستجابات ليس بينها وبين الله حجاب.. هذا الحضن يا أصدقائى لا يمكن أن تعبّر الدراهم أو الريالات أو الدولارات عن وجوده بهدية فى يوم فى شهر فى عام.. فهو مفتوح طوال العمر، لا يغلق للتحسينات وليس له أوقات للراحة!
والعجيب والمثير للأسى أن هذا الحضن نفسه هو المهان رقم "1" فى كثير من مجتمعاتنا العربية وخاصة فى المعارك بين الشباب "الذكور" إلا من رحم ربى، مادة للهزار وللسخرية وإظهار الجرأة، وبالتفاتة بسيطة واحدة من نافذتك أو فى شارعك أو حتى فى فيلم عربى تستطيع أن تسمع فيها عقوقاً لسانياً خادشاً للإيمان والآذان والإنسان, قاموس شتائم الأمهات يحتاج إلى من يلقى القبض عليه ويعدمه شنقاً أو حرقاً أو غرقاً أو حتى رمياً بالرصاص!
وأخيراً لا تدعوا أحضان أمهاتكم تئن تحت وطأة الظروف والانشغال ومعارك الحياة التى لا ولن تنتهى، لا تسمحوا بأن يعلو صوت الأنين بطول البعاد ولوعة الانتظار وتسويف الاحتضان، لا تسمحوا للشراسة الإلكترونية، والتكنولوجية، أن تسرق منّا أحضان أمهاتنا.. فغداً ستئن أحضاننا نحن شوقاً إلى أحضان أمهاتنا ولكن.. هيهات!
قوموا إلى أمهاتكم يرحمكم الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.