قررت شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات إدراج مسلسل «فساديكو» ضمن خطتها الإنتاجية الجديدة فى رمضان المقبل، بعدما أفرج جهاز الرقابة المركزية عن سيناريو العمل، فور صدور أحكام على الرئيس السابق حسنى مبارك ورجال نظامه، حيث حال تأجيل القضايا المتهم فيها مبارك ورجاله عن تنفيذ المشروع، لأن العمل يؤرخ لفساد النظام طوال السنوات الأخيرة، ويرمز لشخصيات بعينها كانت حول مبارك، وخشيت الرقابة المساءلة القانونية إذا ما أجازت العمل بدون صدور حكم قضائى ضد المتهمين. ويؤكد مؤلف العمل فيصل ندا ل«اليوم السابع» أن الرقابة أرسلت تقاريرها للشركة بالموافقة على المسلسل، موضحا أنه اتفق مع سعد عباس رئيس شركة صوت القاهرة، أثناء لقاء الرئيس محمد مرسى بالفنانين والمثقفين، على بدء الاستعدادات لتنفيذ المسلسل، وترشيح فنانين ومخرج للعمل، مضيفا أنه سيلتزم بكتابة عبارة على تتر الحلقات تشير إلى أن العمل من وحى خيال المؤلف والشخصيات لا علاقة لها بأى شخصيات فى الواقع. ويشير الكاتب الكبير إلى أن المسلسل بانوراما سياسية تلقى الضوء على مظاهر الحياة السياسية داخل البلاد، قائلاً: «اتخذت من دولة (فساديكو)، رمزا لما كان يحدث داخل مصر، حيث تدور أحداثها حول (الشريف حسنين الزيات) الرجل الديكتاتور الذى تعدى الثمانين ربيعا، ويحكم دولة (فساديكو) منذ أكثر من 30 عاما، وتساعده زوجته (سيدة فساديكو الأولى) فى إدارة شؤون البلاد، وقد سيطرت عليها فكرة توريث ابنها الوحيد (جيمى) السلطة بعد والده، ويحيط بتلك العائلة مسؤولو الدوائر الذين لا يبالون سوى بمصالحهم الشخصية وتحقيق مكاسب مادية هائلة وكان كل منهم يكيد للآخر من أجل التقرب إلى الشريف، ومحاولة كسب ود الهانم حرمه، دون الاهتمام بمصالح المواطنين، أو العمل على علو شأن تلك الدولة، ونتيجة لكل هذا ساد فى البلاد الفساد والرشوة والمحسوبية وتحمل الشعب سنوات طوالاً تلك الحياة، لكنه ثار فى النهاية مطالبا بإسقاط الشريف». وتأتى موافقة الرقابة على مسلسل «فساديكو» بعد اعتراضها عاما كاملا على سيناريو أحداثه، حيث جاء فى التقرير التى أرسلته الرقابة للشركة سابقا أن الأحداث تشير إلى شخصيات بعينها يعرفها الجميع مثل «جيمى» جمال مبارك، «الهانم» سوزان مبارك، «الشريف» حسنى مبارك، «زيكو» زكريا عزمى، «عزوز» أحمد عز، «ناصع البياض» أحمد نظيف، «فوفو الحمش» فاروق حسنى، «نادر الترزى» فتحى سرور، «سلومة» حسين سالم، وقد نقل الواقع بصورة حرفية، إلا أن الشخصيات التى نسب إليها المسلسل مازالت قيد المحاكمة ولم يصدر بشأنها حكم قضائى نهائى. ويوضح ندا أن المشاهد التى قامت الرقابة بحذفها من سياق الأحداث، والتى تتمثل فى مشاهد التعذيب الذى كان يجرى فى أجهزة أمن الدولة بالعهد السابق، لن تؤثر على مضمون المسلسل بالسلب، مشيراً إلى أن المشهد المحذوف هو الحوار الذى يدور بين أحد المساجين شكرى وصالح. ويقول نص الحوار.. «صالح: المسجون أول ما يدخل ياخد رقم واسم، ولازم يختاروا له اسم أنثى وينادوه بيه وبالليل يجيبوه علشان يتسلوا عليه ويلبسوه بدلة رقص ويطلبوا منه أنه يرقصلهم الرحمة الوحيدة لأى مسجون هنا لما يخرج علشان يندفن أو يروح مستشفى المجانين أو ينتحر إذا اغتصبوه، فيرد عليه شكرى: أنت عارف مسمين السجن هنا إيه عاصمة جهنم ومدير السجن مسمينه أبولهب لأنه دايما يقولهم إن كلكم زى سيدكم بلال». واعتبر فيصل ندا تحمس شركة صوت القاهرة لإنتاج مسلسله بمثابة العودة بينهما منذ سنوات طوال، موضحا أنه لم يتعامل مع الشركة منذ خروج ممدوح البلتاجى من وزارة الإعلام.