إن الفن الممثل فى الأفلام والمسارح والأغانى ظهر وساد منذ زمن عبد الناصر إلى الآن وأصبح قوة تقهر من يقف أمامها ولا يخضع لأى رقابة ولا يحترم أحد، فهو فوق كل أحد وكان يستمد قوته من رئيس الدولة ومن شهرته بين الناس ولما ظهر الفن استنكره المصريين بفطرتهم السليمة لما فيه من مخالفات للدين لشعب لم يكن فيه إمرأة غير محجبة وعدد المنقبات الذين يلبسن البرقع فوق النصف وكان يسمى برقع الحياء وكان يضرب مثل لمن فعلت فعلة لا تصح يقال خلعت برقع الحياء. فكان لا يقبل أحد أن تعمل ابنته أو أخته فى هذا المجال حتى كان من يدخل هذا المجال يمنع أخته أيضاً ويحاربها ويعادى من يدخلها وقصة محاربة محمد فوزى لأخته هدى سلطان وأحمد مظهر لأخته أيضاً. مشهورة معروفه. وكان الفنان إذا تقدم إلى نكاح فتاة من المجتمع الراقى قوبل طلبه بالرفض والطرد واتهموه بالجرأة والبجاحة كما حدث لعبد الحليم حافظ المغنى. ولم يكن هذا على المستوى الإسلامى فقط بل إن قصة سناء جميل مع أخوها وهى مسيحية وحربه لها وطردها من العائلة فلم يكن الأمر دينى فقط بل من باب الرجولة وعدم الدياثة، فعادل إمام مثلاً الذى قال فى التلفاز إنه لا يصلى ولم يحج قال أنا لا أقبل أن تتباس ابنتى. ولكن صمد وثبت أهل الفن وضعف أهل المنع من أصحاب الدين والقيم حتى أصبح الفن قوة، وأصبحوا هم وجهاء المجتمع الذى يقبضون بالملايين ويعيشون فى القصور ويجالسون الرؤساء والوزراء. أما العلماء فكانوا فى السجون كما قال السادات عن الشيخ المحلاوى أهو زى الكلب مرمى فى السجن وخاف من كان خارج السجن أن يعترض أو ينتقد وكما قال اللص للإمام أحمد لقد ضربت وأؤذيت وما زلت على معصيتى فلا تجعلنى وأنا على المعصية أقوى منك وأنت على الطاعة. فطغى أهل الفن وتجبروا ووقعوا فى مخالفات شرعية وسخروا من الدين ورجاله بل ومن الله وسأضرب لكم أمثلة موثقة كعادتى، ففى فيلم بعنوان بهية بطولة رشدى أباظة ولبنى عبد العزيز فى مشهد يقول فيه عبد المنعم إبراهيم لبائع كبدة وكشرى اعطى المرأة الفقيرة طبق كشرى فقال له ادفع، فقال له بصوت عالى كشرى مسموم، فقال له البائع خلاص سأعطيها خذ الله يخرب بيتك، وقالت له المرأة الفقيرة الله يعمر بيتك فقال بالحرف الواحد مطلخبتهوش هو أنا عندى بيت عشان يخربه أو يعمره، يقصد أن الله سيتلخبط لما يأتيه دعوتان مختلفتان فهل اعترض أحد وهذه السخرية لا تحتاج عالم لمعرفة قبحها ونكارتها، بل أشد من ذلك نشرت الجرأة على الله حتى ذكره بعض المصريين نكته قريبة من هذا المعنى وهى أن رجل يدعو الله أن يرزقه عشرة جنيهات وبجواره رجل يدعو، فأخرج من جيبه العشرة جنيهات، وقال حتعطله عن دعوتى على عشرة جنيهات خدها واسكت، وفى فيلم إسماعيل ياسين فى الأسطول كان عبد المنعم إبراهيم اسمه عبد البر، فلما قفز إسماعيل يس فى البحر وكاد أن يغرق ناداه وقال يا عبد البحر يا عبد البحر عشان ينقذه، ولم يقل يا عبد البر، ويقصد بالبر أى الشاطئ بسخريته، وفى مسرحية المتزوجون يقول سمير غانم يو دو يعنى بالإنجليزية أنت فعلتى فيقول الحمد للو. طبعاً أنا لم أشاهد من المسرحية إلا هذه الفقرة وجاءت فى الإعلان عن المسرحية أما الأفلام فنعم شاهدتها واستنكرتها وأنا صغير جداً نهيك أن ذكرهم أقوال ليست من القرآن ويقولون قال الله تعالى كذا وكذا. وعادل إمام الذى أطلق على الله اسم أبو خيمة زرقة وقال ربنا حيعملى أوكازيون خصم لذنوبى 20% أو خمسين %.. الخ، وأما الأغانى فحدث ولا حرج قدر أحمق الخطى. وجئت لا أعلم من أين؟ وجيين الدنيا ما تعرف ليه. فاعتبر الفنانون أنفسهم فوق مستوى الاعتراض حتى لما أعترض شيخنا الشيخ الشعراوى قدس الله روحه على الفن قام أحمد عبد المعطى حجازى بالنيل من الشيخ وقال أيه حشر أنف الدين فى الفن، الفن يقاس بفن راقى أو فن هابط، وهكذا قالت إلهام شاهين الخطأ فيمن سمح لأحد أن يقول على الفن حرام وحلال. إن أهل الفن وصلوا من الكبر والصلف أنهم لا يريدون أن يسمعوا صوت الدين فيتركوا ما هو حرام ويعملوا بما هو مباح فتأخذهم العزة بالإثم، فيقولون أهل الدين الذين لم يكن لهم صوت الآن يتكلمون، ونحن من كنا نجلس مع كبار المسؤلين وهم كانوا فى السجون أو ممنوعين من الكلام الآن أصبح لهم صوت وأذكرهم جميعاً بالتاريخ وما كان من كبر وصلف ملوك الفرس وما آل بهم وبالمسلمين. لما صار النعمان بن مقرن مع النفر الذين معه من المسلمين إلى يزدجرد ابن شهريار ملك فارس برسالة عمر بن الخطاب يدعونه إلى الإسلام وأداء الجزية أو القتال، فقال لهم يزدجرد: لا أعرف أمة أقلّ ولا أشقى منكم. ثم ذكر من ذلّة العرب وسوء حالها ما يطول، ثم قال: تقولون لفارس، وملكها أعزّ ملوك الأرض، وملوك الأرض كلها تخضع لها: تعطوننا الجزية، يا كلاب، لولا أنكم رسل لقتلتكم، سأتقدم إلى رستم، يعنى صاحب جيشه، بأن يدفنكم وأميركم، يعنى سعد بن أبى وقاص، وكان نازلا بالعذيب يريد ملك فارس، بأن يدفنكم فى خندق القادسية، ثم أرسل إلى بلادكم فاستأصلكم وأصنع بكم أشد مما صنعه سابور بكم. وأخذ يتعجب من ضعف أجسامهم ورثاثة سلاحهم وكسوتهم. فقالوا له: إنا قد فهمنا ما ذكرت أيها الملك من القلة واستطالة الملوك علينا/ ولكن الله بعث فينا رجلا منا يدعونا إلى الله، ووصفوا له الإسلام وحال النبى صلّى الله عليه وسلم ووحدته وفقره، وأنه وعد أن يغلبنا ويغلب الأمم، فعجبنا من قوله، وتلقيناه بالجهل والرد والتكذيب، فلم تزل مواعيده تصدق، فما أخلف فى شىء قاله، وقد وعدنا ممالككم وأرضكم ودياركم، ولن يخلف قوله. فأجيبوا إلى دينه فإنه دين يحسن فيه الحسن ويقبح فيه القبيح. بعث رستم إلى سعد أن أبعث إلى رجل جلد أكلمه، فبعث إليه المغيرة ابن شعبة، ففرق المغيرة رأسه أربع فرق ثم عقص شعره ولبس برديه، وأقبل حتى انتهى إلى رستم من وراء الجسر مما يلى العراق والمسلمون من الناحية الأخرى مما يلى الحجاز، فلما دخل عليه المغيرة قال له رستم: إنكم معشر العرب! كنتم أهل شقاء وجهد وكنتم تأتوننا من بين تاجر وأجير ووافد، فأكلتم من طعامنا وشربتم من شرابنا واستظللتم بظلالنا فذهبتم فدعوتم أصحابكم وجئتم تؤذوننا، وإنما مثلكم مثل رجل له حائط من عنب فرأى فيه أثر ثعلب فقال: وما بثعلب واحد! فانطلق ذلك الثعلب حتى دعا الثعالب كلها إلى ذلك الحائط، فلما اجتمعن فيه جاء صاحب الحائط فرآهن، فسد الجحر الذى دخلن منه ثم قتلهن جميعا، وأنا أعلم إنما حملكم على هذا- معشر العرب! الجهد الذى أصابكم، فارجعوا عنا عامكم هذا، فإنكم شغلتمونا عن عمارة بلادنا ونحن نوقر لكم ركائبكم قمحا وتمرا ونأمر لكم بكسوة فارجعوا عنا، فقال المغيرة بن شعبة: لا يذكر منا جهد إلا وقد كنا فى مثله أو أشد أفضلنا فى أنفسنا عيشا الذى يقتل ابن عمه ويأخذ ماله فيأكله، نأكل الميتة والدم والعظام، فلم نزل على ذلك حتى بعث الله فينا نبينا وأنزل عليه الكتاب، فدعانا إلى الله وإلى ما بعثه به، فصدقه به منا مصدق وكذبه به منا مكذب، فقاتل من صدقه من كذبه حتى دخلنا فى دينه من بين موقن ومقهور حتى استبان لنا أنه صادق وأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرنا أن نقاتل من خالفنا، وأخبرنا أن من قتل منا على ذلك فله الجنة، ومن عاش ملك وظهر على من خالفه، ونحن ندعوك إلى أن تؤمن بالله وبرسوله. فأقول لكم يا فنانى مصر إما أن توقروا الدين وأهله فى أفلامكم وتحترموا أنكم تعيشون بين شعب غالبيته مسلمة ونحن والله لا نهاجم أفعالكم القبيحة لوجود رئيس متدين لا فقد كان الشيخ كشك قدس الله روحه يصدع بالحق منذ زمن بعيد ولكن أنتم من تطاول على الرئيس وعلى الإسلاميين فرددنا عليكم ونحن على ثقة من موعود الله أن يمكن لنا من إقامة شرعه ودينه نسأل الله أن يرينا ذلك قبل أن نموت، قال الله تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور: 55]