تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن التطور فى مواجهة قضية التحرش الجنسى فى مصر، وقالت إن البعض يشعرون بالقلق من أن الإبلاغ عن حوادث التحرش يؤثر على فرص الفتاة فى الزواج فى بلد يرتدى معظم نسائه الحجاب للاحتشام، إلا أن هناك عدداً متزايداً من المواجهين للتحرش يجدون مكانا لهم. وتحدثت الصحيفة فى البداية عن حادث التحرش الذى تعرضت له دينا عماد قبل عدة أشهر، وقالت إنها كانت مجرد نموذج على التحرش والاعتداء على النساء الذى يقول عنه الكثيرون إنه مشكلة متفاقمة، إلا أن هناك عدداً متزايداًَ من الفتيات يحاولن أن يفعلن شيئاً إزاء هذه القضية ومناقشة الموضوع الذى طالما كان من المحرمات فى المجتمع المسلم المحافظ فى مصر. وتشير الصحيفة إلى أن دينا، البالغة من العمر 22 عاما، واحدة من النساء القليلات فى مصر التى قامت بالإبلاغ عن التحرش وتقدمت باتهامات ضد المعتدى عليها، وهى عملية تتطلب تحقيقا مطولا وظهورا متكررا فى قاعة المحكمة. وتقول دينا، إن لديها مشكلة حقيقة مع النساء اللاتى يسكتن على التحرش، وهذا أمر لا يلغى أن يخجلن منه، بل يجب أن يكن غاضبات منه.. وتتابع دينا قائلة، إن الكشف عن هذا الأمر لم يكن سهلا، فهى لم تتزوج بعد وتقلق من أن هذا الأمر ربما يؤثر عليها عند الزواج. وتقول واشنطن بوست، إنه منذ قيام ثورة 25 يناير التى أطاحت بحسنى مبارك، شكا كثير من المصريين من تدهور الأمن نتيجة لعدم وجود الشرطة، وفى القاهرة فى وضح النهار يستقل الرجال العربات المخصصة للنساء فى المترو، وفى وسط المدينة تلاحق مجموعات من الصبية الصغار النساء فى الشوارع. والآن، أصبح المواطنون يتعاملون مع الأمر بأنفسهم، والجهود المبذولة فى الأسابيع الأخيرة قد حازت بالثناء من مناصرى حقوق المرأة الذين يقولون إن الخطوة الأكبر فى مواجهة المشكلة بدأت تحدث. ونقلت الصحيفة عن نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة، إن التحرش جريمة صامتة، لكن عدداً متزايداً أصبح يتحدث عنها الآن، وانتقدت أبو القمصان الحكومة، وقالت إنها لا تتعامل مع النساء باعتبارهن أولوية، إلا أن هناك آخرين يخشون من أن حل المشكلة ربما سيسهل الطريق لمجتمع أكثر محافظة. وتتابع الصحيفة قائلة، إنه فى ظل فشل الحكومة فى مواجهة التحرش، حاولت مجموعات جديدة ملء الفراغ من خلال مواجهته بشكل مباشر، وتحدثت عن فرق التطوع فى الشوارع والمترو لمنع ركوب الرجال عربات السيدات بالمترو.