تقطعت السبل بآلاف اللاجئين السوريين عند الحدود التركية فى الوقت الذى تسعى فيه السلطات جاهدة للتعامل مع التدفق المتزايد للاجئين والذى قد يفاقمه قصف جوى وبرى من جانب القوات السورية لبلدة مجاورة. وقال ناشطون من المعارضة السورية إن حوالى عشرة آلاف لاجئ ظلوا طوال أسبوع عالقين فى الجانب السورى من الحدود المتاخمة لإقليم كيليس فى جنوب شرق تركيا وهو الطريق الوحيد الذى يصل من مدينة حلب فى شمال سوريا إلى تركيا. وأوضح شاهد عيان من رويترز أن طائرة سورية قصفت بلدة إعزاز على مسافة ثلاثة كيلومترات من الحدود فى ساعة مبكرة صباح اليوم الاثنين مما دفع بعض السكان الذين لم يلوذوا بالفرار بعد إلى حزم أمتعتهم. إعزاز هى بلدة يفترض أنها خاضعة لسيطرة المعارضين ولكنها غالبا ما تتعرض للقصف المدفعى ليلا من مطار عسكرى قريب. وقال بعض السكان إن نصف قاطنى البلدة الذين يبلغ عددهم نحو 70 ألفا قد فروا بالفعل. وقال مسئول من إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء التركية لرويترز "لم نتوقف عن استضافة السوريين غير أننا نفعل ذلك بوتيرة أبطأ لأسباب أمنية... هناك بعض الأشخاص يدخلون تركيا ثم يعودون ويأتون مجددا". وأضاف المسئول الذى طلب عدم الكشف عن هويته "نسعى لتوزيع المساعدات على المتواجدين فى الجانب الآخر من الحدود، لقد وصل عددهم يوم السبت إلى ما يتراوح بين سبعة آلاف وثمانية آلاف". وتستضيف تركيا بالفعل ما يزيد على 80 ألف سورى فروا من الانتفاضة المناوئة للرئيس السورى بشار الأسد والتى اندلعت قبل 17 شهرا فيما تقول المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عددهم قد يصل إلى 200 ألف لاجئ. وتخشى أنقرة من تدفق أعداد غفيرة من اللاجئين على غرار نزوح نصف مليون عراقى كردى إلى تركيا فى أعقاب حرب الخليج عام 1991. وقال ناشطون من المعارضة السورية إن العراقيل التى يواجهها اللاجئون عند الحدود التركية تثنى السكان الذين يتعرضون لإطلاق النار من قوات الأسد فى حلب وغيرها عن الفرار مما يعرضهم لخطر جم. وشكت تركيا مرارا من أنها لا تتلقى مساعدات دولية كافية للاجئين ودفعت باتجاه إقامة "منطقة آمنة" داخل سوريا خاضعة للحماية الأجنبية فى مسعى لمساعدة المدنيين فى الجانب الآخر من الحدود، ولم تلق الخطة حماسا يذكر من القوى العالمية فى اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الخميس. ومن المقرر أن تدعم أنقرة هذه الفكرة مجددا فى الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجارى غير أن معارضة روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (فيتو) تعنى أن هناك فرصة ضئيلة للحصول على تفويض من مجلس الأمن لاتخاذ هذا الإجراء والذى سيتطلب إقامة مناطق حظر جوى خاضعة لحراسة طائرات أجنبية لضمان تنفيذه. وقالت صحيفة الشعب الصينية الناطقة باسم الحزب الشيوعى الحاكم اليوم الاثنين إن الاقتراح التركى لن يساعد فى حل الأزمة الإنسانية السورية. وأيد رئيس الهلال الأحمر التركى أحمد لطفى آكار الأسبوع الماضى فكرة إقامة منطقة عازلة وقال إن مؤسسته سترسل فى أى حال من الأحوال المزيد من المساعدات إلى الجانب السورى من الحدود. وقال للتليفزيون التركى أثناء زيارة له لمخيمات للاجئين فى إقليم هاتاى التركى يوم الجمعة "إننا نوزع المساعدات عبر أربع نقاط عبور حاليا، يمكننا إقامة مخيمات هناك أو يمكن أن نقدم لهم هذه الخدمات فى بيوتهم. هذه الخيارات محل نقاش فى الوقت الراهن".