أبلغ رد يمكن أن أقوله هو عدم الرد وأمتثل قول الشاعر وذى سفه يواجهنى بجهل فأكره أن أكون له مجيباً يزيد سفاهة فأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيباً وقال الآخر لقد زادنى حباً لنفسى أننى بغيض إلى كل أمر غير طائل وأنى شقى باللئام ولا أرى شَقِيّاً لهم إلا كريم الشمائل وكل امرئ ألفى أباه مقصراً عدو لأهل المكرمات الأفاضل وقال آخر: إذا ما نالت السفهاء عرضى ولم يخشوا من العلاء لوماً كسوت من السكوت فمى لثاماً وقلت نذرت للرحمن صوماً وأخيراً أقول وَإِذا أتتك مذمتى من جَاهِل فَهِى الشَّهَادَة لى بِأَنِّى كَامِل فلن أرد على ما قيل، ولكن ما أفزعنى وأجاب عن تساؤل كان يدور كثيراً فى ذهنى لماذا كثير من المصريين لا يفخرون ببلدهم وبأجدادهم بل لست مبالغاً إذا قلت لا يغترون بأنهم مصريون فعرفت الجواب من جهل كاتبة المقال وعرفت أنه ربما يكون كثير من المصريين أمثالها فى الجهل ولا يعرفون شيئا عن مصر وعظمة شعبها فلقد استوقفتنى جمله واحدة تقول إن مصر تراقص اسمها على يده فى المهرجانات العالمية، ولم نحظ بأى إنجاز- لا قدر الله- لا طبى ولا علمى ولا ثقافى، على قدر ما رفعنا رؤوسنا باسم من اعتبرتهم داعرين وديوثين وقوادين. فقلت: هل يمكن أن تتدنى مفاخر مصر إلى هذا الحد، مصر التى أنجبت ولا تزال تنجب العظماء ينتهى بها الأمر إلى أن تفخر فقط بهؤلاء!!. فأقول لهؤلاء الجهلة الذى لا يعرفون تاريخ مصر ولا حتى حاضرها إن جميع الشعوب يعرفون لمصر قيمتها أكثر مما يعرف لها أبناؤها أمثال الكاتبة. مصر التى أخرجت قديماً الليث ابن سعد وكان إمام الدنيا فى عصره، وابن دقيق العيد والحافظ ابن حجر العسقلانى أمير المؤمنين فى الحديث الذى شرح صحيح البخارى فكان شرحه أعظم الشروح على الإطلاق حتى قال الشوكانى لما طلبوا منه أن يشرح البخارى قال لا هجرة بعد الفتح أى بعد فتح البارى، ثم قام ينافسه مصرى آخر هو البدر العينى فألف عمدة القارى شرح صحيح البخارى، وهو صاحب القصر الذى تحول لمستشفى حملت اسمه تخليداً له قصر العينى، مصر التى أخرجت الشيخ أحمد شاكر أستاذ الدنيا فى عصره الذى أحيا علم الحديث ومن عباءته تعلم الشيخ الألبانى وغيره، وأنجبت نجيب المطيعى الذى أكمل كتاب المجموع للنووى الذى مات فى القرن السادس فبقى الكتاب ناقصاً إلى أن أكمله الشيخ.. وأنجبت الشيخ عبد الرحمن البنا الساعاتى والد الشيخ حسن الذى رتب مسند الإمام أحمد على الأبواب الفقهية، وكان مرتبا على الأسانيد، ما جعل الناس لا يستفيدون منه حتى رتبه الشيخ وحقق أحاديثه. مصر التى أخرجت أحمد شوقى أمير الشعراء وحافظ إبراهيم وغيرهم الكثير. مصر التى أنجبت فاروق الباز ومصطفى مشرفة وأحمد زويل ومجدى يعقوب يقال عنها "ولم نحظ بأى إنجاز لا طبى ولا علمى ولا ثقافى".. مصر التى يقول عنها الناس القرآن نزل فى مكة وقرئ فى مصر والتى أخرجت الحصرى والبنا والمنشاوى ومحمد رفعت وغيرهم ممن لا يعد ولا يحصى، ووالله لقد رأيت رجلا يسعى للذهاب إلى مصر لينال شرف الإجازة من الشيخ الحصرى حتى يكتب فى إجازته اسم الحصرى، فلما نالها قال خشيت على قلبى أن يقف من الفرحة. هذه مصر لمن يجهلها ويجهل شعبها لكنى أخطأت، أنى للجهلاء أن يعرفوا ذلك؟، إن الطيور على أشكالها تقع وكل إناء ينضح بما فيه وكل يبحث عمن يوافقه فلا عجب أن لا ترى الكاتبة إلا الراقصات يرفعن علم مصر. موضوعات متعلقة: ◄أميرة الأدهم تكتب ردًا على الشيخ أمجد غانم.. ارفعوا يد الأذى عن نساء المسلمين ◄الشيخ أمجد غانم يكتب: إلى فنانى مصر حنانيكم.. وإلى شيوخ الأزهر ما أعجبكم! ◄الشيخ أمجد غانم يكتب: هل ربح الإخوان المسلمون ب ثورة 25 يناير وخسر السلفيون (3) ◄الشيخ أمجد غانم يكتب: هل ربح الإخوان المسلمون ب"ثورة 25 يناير" وخسر السلفيون؟.. أعداء الإخوان الذين لا يريدون تطبيق الإسلام لا يزالون هم المسيطرون على الإعلام والداخلية ◄الشيخ أمجد غانم يكتب: هل ربح الإخوان المسلمون ب"ثورة 25 يناير" وخسر السلفيون.. وما هو الفرق بين السلفيين والإخوان المسلمين؟