أرسل (ع.أ) إلى افتح قلبك يقول: أنا شاب عمرى 25 سنة، أحاول الارتباط من فترة، وأبحث عن عروسة، والتقيت عدد لا بأس به منهن، المشكلة إنى عندما أقابل إحداهن قد يعجبنى شىء ما فيها، أو قد أعجب بها ككل، لكنه أبدا لا أجد فى نفسى ما يشجعنى أو يدفعنى لإكمال الموضوع، لم اشعر أبدا بهذا الشعور الجارف نحو إحداهن، ولم أصادف تلك الرغبة بإكمال حياتى مع أى منهن.. والدتى تخبرنى بأن الحب سيأتى بعد الزواج، بينما يؤكد لى والدى أن الحب إما أن نشعر به من البداية أو لا نشعر به أبدا. أرى أصدقائى من حولى يتمسكون بفكرة (الارتباط عن حب) وإلا فلا، هل أصر على هذة الفكرة أنا الآخر؟ هل فعلا الزواج لن يكتمل إلا لو كان عن حب؟ وماذا لو لم أحب؟ هل أبقى بمفردى حتى يكبر سنى ثم أضطر حينها للقبول بأيهن؟ وماذا لو أصررت على هذه الفكرة ألا أكون بذلك أضيع فرصة التعرف على شريكة حياة مناسبة ولو حتى بشكل تقليدى؟.. قد تعتقدين أن أسئلتى بدائية وتافهة، ولكنى أؤكد لك أنها تدور فى ذهن الكثير من الشباب بل والشابات أيضا ممن هم فى مثل سنى بشكل عام، وبشكل شخصى أشعر وكأنى لا أعرف كيف أحب؟ لماذا أنا هكذا؟ هل هناك عيب ما فى شخصيتى؟ وماذا تقترحى على أن أفعل؟ إلى (ع) أقول: لماذ أنت هكذا؟ الإجابة أحد سببين، إما لأنك لم تلتق فعلا الإنسانة التى تعجبك بحق، وتملأ عينيك بحيث لا تترك لك فرصة للتفكير فى تركها والبحث عن غيرها، أى لأنك لم تقابل الحب الحقيقى فعلا بعد، أو لأنك شخص عقلانى جدا، أو غير عاطفى، لا تسمح للمشاعر بأن تأخذ قرارات فى حياتك، وهذا ليس عيبا فيك، وإنما هو نوع من أنواع البشر، واغلب الظن أنك كذلك، أنت من النوع الذى لا يسمح لنفسة أبدا أن تقودها المشاعر، ولا يترك لقلبة الفرصة لأن يميل إلى شخص ما، إلا فى حالة واحدة فقط، وهى أن يقتنع عقلة أولا بهذا الشخص، وهذا ما يسمية البعض (الحب بالعقل). ولهذا فان هذا النوع من الناس لا يقع فى الحب أبدا، ولن يأتى عليه اليوم الذى يجد نفسه غارقا فى المشاعر والعواطف والأحلام كما تصور لنا الأفلام والأغانى.. لذا إن كنت من هذا النوع _ ومن المؤكد أنك تعرف نفسك_ لا تضيع وقتك وعمرك هباء، أنت لن تهيم حبا فى يوم وليلة كما تنتظر، أنت لن تحب إلا عن اقتناع وبعد طول تفكير، وبعد أن يسمح لك عقلك ويأخذ القرار بأن ترتبط بإنسانة معينة. والدتك إلى حد كبير معها حق، فمن الممكن جدا أن تتعرف على شريكة حياتك بشكل تقليدى، ويوفق الله بينكما من حيث الطباع والاهتمامات والأهداف والأخلاق، فتجد نفسك تحبها ولا تتخيل نفسك بدونها، ولكنة وللأمانة وحتى لا أكون أقوم بتضليلك لا يمكن أن نجزم أن هذا يحدث دائما، فالأمر يعتمد على مدى الانسجام الحاصل بينكما كشخصين. أما عن مقولة أن (الحب إما أن يأتى فجأة أو لا يأتى أبدا) فهى مقولة غير صحيحة من وجهة نظرى، فالإعجاب قد يحدث من الوهلة الأولى، لكنة قد لا يرقى ويتطور إلى أن يكون حبا فيما بعد، وعلى النقيض كم من محبين بدأوا حياتهم بمجرد تعارف عادى وليس إلا. أما ماذا تفعل؟ فالحل بسيط وهو أن تعطى نفسك مهلة أكبر، فأنت لا زلت فى سن تسمح لك بالانتظار ولو لسنة أو سنتين، امنح نفسك بعض الوقت لتختلط وتحتك وترى، علك تقابلها دون أن تكون مضغوطا أو مدفوعا بالبحث عن عروسهة، وإن لم تقابلها حتى ذلك الوقت، ولم تجد من تحرك قلبك نحوها، فلترتبط (بالعقل) واختار من تتماشى مع المواصفات المناسبة لك، فكم من الزيجات الناجحة بدأت بهذا الشكل، وكم من الزيجات الفاشلة التى كانت بدايتها الحب والميل، المعيار الأساسى فى أى زواج ناجح وسعيد هو مدى التوافق بين الطرفين، وهذا شىء لا يضمنة دائما الحب. للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك: [email protected]