هاجم عدد من الأدباء والمثقفين اليساريين تصريحات الدكتور عصام العريان، القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والتى قال فيها، "إن التيار اليسارى فشل – حسبما يرى - بسبب النفوذ اﻷجنبى والتمويل الخارجى والهاجس اﻷمنى والتشرذم والتفتت وإهمال دور الدين، بل احتقاره - بحسب وصفه - والنخبوية والتعالى على الشعب أبرز أسباب فشل اليسار". الكاتب أحمد الخميسى رأى فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن مثل هذه التصريحات لا يمكن نزعها من سياق الحركة التى تتخذها جماعة الإخوان المسلمين فى الفترة الأخيرة منذ وصول الدكتور محمد مرسى إلى كرسى الرئاسة، والتى تمثلت فى محاكمات للإعلاميين وهجوم على الفن والإبداع، موضحًا أن مثل هذه التصريحات لو صدرت منه فى وقت آخر لكان لها تفسير مغاير عن تلك الرؤية. وأبدى "الخميسى" اندهاشه من تصريحات "العريان" والتى تحدث فيها عن التمويل الخارجى، قائلاً: قبل أن يتحدث "العريان" عن التمويل الأجنبى، عليه ألا ينسى أو يتناسى أن جماعة الإخوان المسلمين تمول "من رأسها حتى قدمها"، ولا يعرف أحد مصادر تمويلها. ورأى "الخميسى" أن الهجمة الفظيعة على حركة التعبير والثقافة، وعلى اليسار أيضًا جزء من مخطط الإخوان، ف"العريان" لا يناقش قضية التمويل الأجنبى، فى حين أنها قضية جديرة بالنقاش، لأنه فى وجهة نظرى عمالة صريحة بغض النظر عمن يتم تمويله، وهناك أطراف فيمن كانوا يساريين يتم تمويلهم وهذه حقيقة، والناصريون أيضًا والإخوان أيضًا، ولكن القضية ما هو المقصود من تصريحات العريان، وبرأيى أنها جزء من القضاء على حرية التعبير. وأضاف، أعتقد أن الإخوان لديهم منهج فى السياسية وهو "خطوة خطوة..قطعة قطعة"، وأعتقد أنهم سوف سيتمرون فى الهجوم على الإعلام، ف"مرسى" لم يستكمل مائة يوم وفى أقل منها نجح فى أن يحول محاكمة ثلاثة صحف ويغلق قناة فضائية، وبعد شهرين سنرى أقصى ما يمكنه الوصول إليه، ومن جانب آخر ما هو رد فعل المثقفين؟، فلا أعتقد أنهم سيلتزمون الصمت، بالتأكيد فنحن الآن أمام "مبارك" خلف "مسبحة وذقن". وقال الشاعر الكبير فريد أبو سعده، إن تصريحات "العريان" أمور متوهمة، وبرأيى أن أحدًا من اليساريين ليس ملزمًا بالرد عليها، لأننا لسنا فى موقف المدافع عن نفسه، بل على "العريان" وجماعته أن يعلنوا للشعب عن مصادر تمويلهم أولاً، ومن ثم يتحدثون عن الآخرين، وعليهم أن يصدقوا فيما يعلنون عنه فلم نعد نتلمس الصدق فى تصريحات ووعودهم، والسؤال هل نعتبر ذلك من صفات الإسلام الذى يدعى أن اليسار يزدريه. ورأى "أبو سعدة" أن جماعة الإخوان المسلمين يوميًا باتت تخسر من رصيدها من الشارع المصرى، فتصرفاتهم الآن التى لم يفعلها "مبارك" نفسه هم من يقومون بها الآن من إغلاق صحف وحبس صحفيين. وقال الكاتب جار النبى الحلو، إنه على "العريان" أن يتذكر تاريخ اليسار الطويل الذى يشهد له بأنه فصيل وطنى أفرز الكثير من المثقفين والمبدعين، واستقبلت كافة المعتقلات على مر العصور يساريين، وقضوا فيها أعواما، وقدم العديد منهم أرواحهم وأفكارهم، مضيفًا، ولكن إذا بصاحب "ذقن" يعيد النظام السابق وكأننا أمام "مبارك" جديد، فكيف بنا أن ننهض مجددًا بعد أن قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، وأذكر كل الناس وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، أن فكرة انفراد أحد بالسلطة وأن يلقى بالآخرين فى السجون ويشوه تاريخ ونضال فصيل سياسى مهم لن يكون ذلك فى مصلحة مصر.