أيقظنى ابنى الصغير من نومى ليسألنى من هو الرئيس العاشر لدولة الإخوان ؟ : الوقت ليس مناسباً لإطلاق النكات، ماذا فعلت فى الامتحان ؟ الصغير: الحمد لله ولكن السؤال الرابع فى امتحان التاريخ لم أستطع الإجابة عليه : لفد ذاكرت بجد طوال العام ، هل كان السؤال صعب لهذه الدرجة ؟ الصغير: السؤال سهل ولكنى لم أتذكره ، كان يسأل عن الرئيس العاشر لدولة الإخوان : من وضع الامتحان أخطأ فلم يكن للإخوان دولة على مر التاريخ الصغير: (متعجباً) كيف لك أن تنسى بهذه السرعة ؟ لقد راجعت معى بنفسك فصول دولة الإخوان مساء أمس وقلت لى إن دولة الإخوان موضع أسئلة دائماً فى كل الاختبارات خاصة تأسيس الدولة وانهيارها : (مندهشاً) وهل تأسست دولة الإخوان وانهارت ؟ الصغير: نعم ، تأسست دولة الإخوان سنة 2012 م وحكمت مصر حتى انهارت سنة 2200 م : وكيف أسس الإخوان دولة بهذه السرعة ، بالأمس فقط أحال الرئيس قيادات المجلس العسكرى للتقاعد ، هل هناك أخبار أخرى بثتها الفضائيات أثناء نومى ؟ الصغير: لا أعلم عن أى فضائيات تتحدث ، ولكن ماتذكره أنت الآن هو الفصل الأول فى نشأة دولة الإخوان : وهل هناك فصول أخرى ؟ الصغير: نعم ، الفصل الثانى يشرح أنه بعد أن تخلص الإخوان من دولة العسكر أدركوا أن السلفيين هم الخطر الوحيد أمام دولتهم التى تلوح فى الأفق فقرروا التخلص منهم : الإخوان والسلفيون بينهم تحالف ومصالح مشتركة ، فلماذا ظن الإخوان أن السلفيين خطر على دولتهم ؟ الصغير: أدرك الإخوان أن السلفيين يعزفون على نفس الوتر وهو وتر الدين وأن الناس تلتف حولهم : وهل دارت رحا الحرب بين الإخوان والسلفيين ؟ الصغير: لا لم تكن هناك حرب ، لقد نجح الإخوان فى إقناع السلفيين بالتفرغ للدعوة وترك السياسة وبذلك استتب الأمر لدولة الإخوان : والحركات الثورية 6 إبريل وكفاية ماذا فعلوا ؟ الصغير: بمرور الوقت تحولت الحركات الثورية إلى فلكلور شعبى يحتفل به المصريون مرة كل عام ويطلقون عليه مولد الحركات الثورية ويأكل فيه المصريون الحمص والحلوى : لقد حلم المصريون بتداول السلطة بعد ثورة يناير فكيف وافقوا على بقاء دولة الإخوان كل هذه الفترة ؟ الصغير: بقاء دولة الإخوان كان بصندوق الانتخابات : وهل كانت الانتخابات نزيهة ؟ الصغير: لقد أقسم الإخوان جهد أيمانهم أن الانتخابات حرة ونزيهة : وكيف انهارت دولتهم ؟ الصغير: منهج هذا العام يقتصر فقط على نشأة دولة الإخوان وأهم إنجازات رؤسائها أما انهيار الدولة سوف أدرسه فى منهج العام القادم فى الصف الأول الإعدادى ( أرتديت ملابسى ونزلت مسرعاً إلى الشارع قاصداً "مكتبة المحروسة" لكى أشترى كتاب التاريخ للصف الأول الإعدادى فوجدت أن الشوارع قد تغيرت وأن المكتبة استبدلوها بمحل لبيع الأنتيكات القديمة والأتربة تغطى جدرانها وهناك عامل عجوز رث الثياب يحاول إزاحة الأتربة دون جدوى.