سارعت الكويت إلى تسيير جسر جوى لإجلاء نحو 600 مواطن كويتى من لبنان إثر تطور الأحداث وتدهور الأوضاع الأمنية هناك، وذلك بالتزامن مع تشكيل غرفة عمليات فى وزارة الخارجية الكويتية برئاسة وكيل الوزارة خالد الجار الله وتخصيص خط ساخن للتواصل مع ذوى المواطنين المتواجدين فى لبنان. ووصلت أولى طلائع المواطنين العائدين إلى الكويت مساء أمس على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية الكويتية، على أن تصل تباعا رحلات أخرى تحمل المزيد من العائدين. ونفى وكيل وزارة الخارجية الكويتية ما تردد عبر مواقع التواصل الاجتماعى عن خطف مواطن كويتى فى لبنان، مؤكدا أن جميع الكويتيين فى لبنان بخير، مضيفا أن الخارجية لم تتلق أى نبأ عن تعرض أى من المواطنين الكويتيين للاختطاف فى لبنان، أعقاب اختطاف مواطن سعودى وآخرين أتراك وسوريين. وأوضح أن السفير الكويتى فى لبنان عبد العال القناعى أكد ذلك، كما شكلت السفارة الكويتية لدى لبنان غرفة عمليات على مدار الساعة لمتابعة أوضاع الكويتيين، وتم إجلاء غالبية الرعايا الكويتيين فى لبنان على متن 3 رحلات، مشيرا إلى أن السفارة مستمرة فى التواصل مع المتبقين للعمل على سرعة إجلائهم بالتنسيق مع غرفة العمليات المركزية بوزارة الخارجية. وذكرت مصادر مطلعة أن نحو 600 مواطن كويتى فى لبنان طلبوا من السفارة إجلاءهم، وتم تخصيص غرفة عمليات فى سفارة الكويت ببيروت للوصول إلى جميع المواطنين الكويتيين هناك، ودعت المصادر المواطنين الكويتيين المتواجدين فى لبنان إلى مغادرته فورا خشية تردى الأوضاع الأمنية هناك نتيجة التداعيات المتسارعة للأوضاع فى سوريا. وأشادت المصادر بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للسفارة السعودية فى بيروت بالتعامل مع مواطنى دول مجلس التعاون بنفس الوتيرة التى تتعامل بها مع المواطنين السعوديين. وبشأن الرحلات الإضافية، قالت مصادر مطلعة فى إدارة الطيران المدنى إنه عقب تطور الأحداث وتزايد المخاوف الأمنية فى لبنان، سيرت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية طائرة جامبو 774 تتسع ل 343 راكبا إلى بيروت لإعادة المواطنين العالقين هناك. وفى السياق نفسه رصدت صحيفة "الخليج" الإماراتية العواصف التى تضرب المنطقة فى الفترة الراهنة، وقالت إنها متعددة الوجوه والأشكال وها هو الإعصار السورى يشتد والنزف يتصاعد ولا حلول فى الأفق كما يبدو نتيجة استئثار المعالجات العسكرية فى وقت تعلن فيه إسرائيل استعدادها لحرب بل حروب على جبهات عدة ما يعنى أنها تهيئ لاعتداءات فى اتجاهات متعددة. وأضافت الصحيفة أن لبنان منذ زمن فى عين العاصفة لكنه دخل فيها أكثر فأكثر فى الفترة الأخيرة والتشظى السياسى والأمنى والمجتمعى مستحكم ولغة الشارع صارت أقوى من أى صوت ومن أية دعوة إلى الحكمة والوعى والتعقل وصار لكل جهة شارعها ولغتها والسلاح يظهر فى الشارع بشكل معتاد وقطع الطرقات فى المناطق وبين المناطق أسهل من شربة الماء ومن يتذوق مرارته هم اللبنانيون وسمعة لبنان وأمنه واستقراره. وأوضحت الصحيفة أن لبنان فى عين العاصفة والأطراف يتنابذون والسلم الأهلى مهدد فى الصميم والحديث عن خطر الحرب الأهلية متعدد المصادر، غير أن اللبنانيين يصمون الآذان ويمضون فى تشريع الأبواب والنوافذ بدل العمل بوعى من أجل تحصين بلدهم وحفظ أمنه واستقراره والإسهام فى إعلاء شأن الدولة والقانون والمؤسسات. وقالت صحيفة الخليج وفى علاج الواقع المر والمسىء إلى لبنان وملحق الضرر به لا يكفى أن يقف مسئولون ويقولون إنهم يرفضون التسيب والفلتان بل من واجب الدولة أن تثبت وجودها فى وقف ومنع أى تسيب وأى فلتان مهما كان مصدره من دون مراعاة أى مرتكب كائنا من كان ولأية جهة انتمى، لأن عكس ذلك يسقط لبنان واللبنانيون فى فوضى تطال الجميع، واختتمت الصحيفة بالقول، آن للأطراف اللبنانية أن تستوعب دروس الماضى، وأن تنبذ أساليب اللجوء إلى الشارع لأن الخطف وقطع الطرقات ومصادرة أمن الناس واستقرار الوطن تدفع لبنان إلى هاوية تستدرج العواصف وتغرقه فى بئر شرور بلا قاع.