نصائح مهمة لتقليل توتر الأبناء في فترة الامتحانات    عضو تضامن النواب تثمن دور القومي للمرأة في استقلالية إدارة المنح والمساعدات    هشام ستيت: 29 مليار جنيه لشراء الأدوية في موازنة 2024    وزير الصحة ردا علي سؤال النائب مصطفي سالم: مشكلة نقص الدواء في طريقها للحل    رئيس الهيئة المصرية للمعارض يفتتح معرض الأثاث بالقاهرة    أوكرانيا تعلن عن ضربة بمسيرة على مصفاة نفط روسية على بعد 1200 كلم من حدودها    إسرائيل تعتبر تهديد بايدن وقف إمدادات الأسلحة "مخيبًا للآمال"    مدبولي: حل الدولتين يضمن انتهاء الأزمة في غزة    تأجيل انطلاق مباراة الإسماعيلي والداخلية بسبب درجة الحرارة    وزير الرياضة يلتقي سفير بيلاروسيا لبحث مجالات التعاون المشترك    ضبط 2000 كجم لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بكفر الشيخ    جامعة العلمين تستضيف الشباب الأفارقة بمكتبة الإسكندرية    بعد ظهورها مع إسعاد يونس.. ياسمين عبد العزيز تعلق على تصدرها للتريند في 6 دول عربية    فضل ذو القعدة وسبب تسميته وهل هو من الأشهر الحرم؟ معلومات تهمك    تنفيذ 4 قوافل طبية للقرى الأكثر احتياجا في الدقهلية    تنظيم قافلتين لعلاج المرضى الأولى بالرعاية بمحافظة المنيا    بنك ناصر يرعى المؤتمر العلمي الدولي ال29 لكلية الإعلام بجامعة القاهرة    استفز لاعبي الأهلي | نص مرافعة دفاع حسين الشحات في قضية الشيبي    أبونسب السبب.. أب يفارق الحياة حزنا على ابنه في المنوفية    قائد المنطقة الجنوبية العسكرية يلتقي شيوخ وعواقل حلايب وشلاتين - صور    رابطة العالم الإسلامي تدين اعتداء المستوطنين الإسرائيليين على مقر أونروا في القدس    ثورة الفلاحين .. عرض مسرحي لفرقة قصر ثقافة المحلة    تحذير عاجل لحاجزي شقق الإسكان.. مهلة شهر لسداد الأقساط المتأخرة    حزب حماة وطن يكرم الآلاف من حفظة القرآن الكريم في كفر الشيخ    "الخشت" يستعرض زيادة التعاون بين جامعتي القاهرة والشارقة في المجالات البحثية والتعليمية    توخيل يوضح سبب استبدال هاري كين أمام ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا    وزير الصحة: دور القطاع الخاص مهم للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية    حكم هدي التمتع إذا خرج الحاج من مكة بعد انتهاء مناسك العمرة    محافظ الغربية يوجه بتسريع وتيرة العمل في المشروعات الجارية ومراعاة معايير الجودة    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فساد التموين ل 8 يوليو    هل يقترب مدافع الوداد السابق من الانتقال للأهلي؟    وزيرة التضامن تشهد انطلاق الدورة الثانية في الجوانب القانونية لأعمال الضبطية القضائية    الشعب الجمهوري يعقد اجتماعًا تنظيميًا لأمناء المرأة على مستوى محافظات الجمهورية    "العمل": تحرير عقود توظيف لذوي الهمم بأحد أكبر مستشفيات الإسكندرية - صور    إيرادات فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" بعد 4 أسابيع من طرحه بالسينمات    حسين فهمي ضيف شرف اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم    البيتي بيتي 2 .. طرد كريم محمود عبد العزيز وزوجته من الفيلا    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    القبض على المتهمين بغسيل أموال ب 20 مليون جنيه    21 مليون جنيه.. حصيلة قضايا الإتجار بالعملة خلال 24 ساعة    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    هل تصح الصلاة على النبي أثناء أداء الصلاة؟.. الإفتاء توضح    السيسي يستقبل رئيس وزراء الأردن    السياحة والآثار: لجان تفتيش بالمحافظات لرصد الكيانات غير الشرعية المزاولة لنشاط العمرة والحج    لليوم الرابع على التوالي.. إغلاق معبر كرم أبو سالم أمام المساعدات لغزة    اكتشفوه في الصرف الصحي.. FLiRT متحور جديد من كورونا يثير مخاوف العالم| هذه أعراضه    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    مكاسب البورصة تتجاوز 12 مليار جنيه في منتصف تعاملات اليوم    مفاجآت سارة ل5 أبراج خلال شهر مايو.. فرص لتحقيق مكاسب مالية    عاجل| مصدر أمنى رفيع المستوى يكشف تطورات جديدة في مفاوضات غزة    جهاد جريشة يطمئن الزمالك بشأن حكام نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    مصدر عسكري: يجب على إسرائيل أن تعيد النظر في خططها العسكرية برفح بعد تصريحات بايدن    معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية يسجل 31.8% في أبريل الماضي    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحل ضيفًا على «بوابة أخبار اليوم»    موعد مباراة الإسماعيلي والداخلية اليوم الخميس بالدوري    تامر حسني يقدم العزاء ل كريم عبدالعزيز في وفاة والدته    طقس اليوم: شديد الحرارة على القاهرة الكبرى نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالعاصمة 36    «أسترازينيكا» تبدأ سحب لقاح كورونا عالميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حدث فى 26 رمضان: عودة النبى الكريم من غزوة تبوك.. وانتصار صلاح الدين على الصليبيين فى حطين.. وهزيمة عبد الرحمن الغافقى فى موقعة بلاط الشهداء.. وأول صلاة جمعة فى بلجراد بعد الفتح العثمانى لها
نشر في اليوم السابع يوم 14 - 08 - 2012

هناك مواقف وأحداث جسام وقعت فى الشهر الكريم رمضان، وكان لها أثر كبير فى التاريخ الإسلامى، وسلّط علماء المسلمين وكُتَّاب التاريخ الضوء عليها، وبمناسبة الشهر الفضيل ننشر أهم الأحداث التى وقعت فى مثل هذا اليوم من رمضان.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 9ه عودة النبى صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، التى تخلف عن حضورها بعض الصحابة، وحينما عاد النبى دخل المسجد فصلى واعتذر من اعتذر، وكانت حادثة مقاطعة كعب بن مالك وصاحبيه.
الطريق إلى تبوك
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأ التحرك بالجيش الإسلامى نحو تبوك يوم الخميس قبل منتصف شهر رجب سنة 9ه، حيث وصل إلى تبوك فى شعبان سنة 9ه وأقام فيها مدة عشرين يومًا ولم يلاق حشود الروم الذين جبنوا عن التقدم للقاء الجيش الإسلامى. فظل الرسول صلى الله عليه وسلم مدة إقامته يعقد معاهدات مع أمراء المناطق وقبائلها، وأرسل سرية بقيادة خالد بن الوليد رضى الله عنه إلى دومة الجندل فأسرت أكيدر ملك دومة الجندل وقدم به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليعاهده.
وحققت الغزوة أهدافها سواء من تحدى الروم وإظهار جبنهم وإثارة الرعب فى القبائل التى تساعد الروم، ثم -وهو الأهم- إعلان ظهور دولة الإسلام كدولة قوية تستطيع تحدى الروم ومهاجمة أراضيهم. عاد الرسول صلى الله عليه وسلم بالجيش الإسلامى قافلاً نحو المدينة حيث وصلها فى شهر رمضان سنة 9ه.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 12ه للعام الميلادى 633، كتب أبو عبيدة بن الجرّاح{رضى الله عنه} أحد قادة جيوش المسلمين بالشام إلى الخليفة أبى بكر الصدّيق {رضى الله عنه} يقول: { بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فالحمدُ لله الذى أعزنا بالإسلام وأكرمنا بالإيمان. وهدانا لما إختلف المختلفون فيه بإذنه، يهدى من بشاء إلى صراط مستقيم، وإن عيونى من أنباط الشام أخبرونى أن أوئل أمداد ملك الروم قد وقعوا عليه، وأن أهل الشام بعثوا رسلهم إليه يستمدونه، وأنه كتب إليهم أن أهل مدينة من مدائنكم أكثر ممن قدم عليكم من العرب، فانهضوا إليهم فقااتلوهم فإن مددى يأتيكم من ورائكم، فهذا ما بلغنى عنهم وأنفس المسلمين ليّنة بقتالهم، وأخبرونا أنهم قد تهيأوا لقتالنا، فانزل الله على المؤمنينن نصره وعلى المشركين رجزه إنه بما يعملون عليم، والسلام}.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 114ه وبعد أن فتح العرب المسلمون أسبانيا عام 92 للهجرة وأستتب الأمر هناك للخلفاء الأمويين، حاول بعض قواد الجيش الإسلامى التوغل إلى فرنسا، فكانت أولى المحاولات، محاولة السمح ابن مالك الخولانى الذى اندفع عام 100 للهجرة، فوصلت قواته إلى مدينة تولوز فى جنوبى فرنسا، لكن الجيوش الإسلامية هزمت وقتل السمح، فقاد عملية الانسحاب والتراجع عبد الرحمن ابن عبد الله الغافقى، ثم تكررت المحاولة على يد القائد عنبسه ابن سحيم الكلبى، اجتاح عنبسة عدة مدن فرنسية، أهمها ليون وماسون، حتى أصبح على بعد مئات الأميال من مدينة باريس، لكن الجيش الفرنسى قطع عليه خط الرجعة، فهُزم جيش المسلمين وقتل قائده عنبسة.
وفى عام 112 للهجرة تولى عبد الرحمن الغافقى السلطة فى الأندلس، وكان هدفه الأول، القضاء على الدوق أد، الذى شكّل العقبة الأساسية أمام المد الإسلامى فى فرنسا، اصطدم الغافقى بأد، وانتصر عليه حتى وصلت جيوش المسلمين إلى مدينة تور، أما الملك شارل، ملك فرنسا، فقد خشى أن يدخل المسلمون قلب أوروبا، فهّب للدفاع عن القارة الأوروبية، كان جيش المسلمين بقيادة الغافقى يعانى من صعوبات تموينية ونقص فى العدد، بفعل ابتعاده عن قواعده، أما الفرنسيون فكانوا يفوقون المسلمين عدداً وتنظيماً وتصميماً على وقف الزحف الإسلامى.
عمد الملك شارل إلى تنفيذ استراتيجية عسكرية، قائمة على تأخير اللقاء بجيش المسلمين، والهدف من ذلك هو انهاك قواهم، وحدث اللقاء الحاسم فى رمضان فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك عند مدينة بواتيه فى وسط فرنسا، الفرنسيون أسموا المعركة، معركة بواتيه، أما العرب فأسموها، بلاط الشهداء، انشغل المسلمون بالقتال ببسالة وكانت لهم الغلبة فى بداية المعركة، إلا أن الملك شارل لاحظ اهتمام الجنود المسلمين بجمع الغنائم، فدّبر خطة لضرب الغنائم، حتى ينشغل الجنود بما حرصوا عليه، حاول عبد الرحمن الغافقى صرف نظر الجنود المسلمين عن الغنائم، وحثهم على الجهاد، إلا أن سهماً فرنسياً أصاب الغافقي، فخّر شهيداً، فتبعثرت بعد ذلك الجموع الإسلامية وسقط الكثير من الجنود شهداء، ومن هنا سُميت المعركة بلاط الشهداء.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك المصادف لعام145 ه للعام الميلادى 762، كان مقتل مُحَمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن على بن أبى طالب المُلقّب بالنفس الزكيّة، وكان مُحَمّد النفس الذكيّة خرج على الخليفة أبى جعفر المنصور وإستقر بالمدينة، فندب المنصور لحربه عمه، وولّى عهده عيسى بن موسى، الذى سار على رأس جيش لمحاربة مُحَمّد النفس الزكيّة، وكان لدى الأخير جيش يقارب المائة ألف، ولكنهم جميعاً إنفضوا من حوله وبقى فى شرذمة قليلة يقاتل حتى قُتل فى نفس اليوم.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 584ه للعام الميلادى 1188، كانت موقعة حطين الشهيرة بقيادة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى، والتى أنهت الوجود الصليبى فى المشرق.
مقدمات حطين
عبّأ صلاح الدين قواه واستعد لمنازلة الصليبيين وخوض معركة الجهاد الكبرى التى ظل يعد لها عشر سنوات منتظرا الفرصة المواتية لإقدامه على مثل هذا العمل، ولم تكن سياسة أرناط الرعناء سوى سبب ظاهرى لإشعال حماس صلاح الدين، وإعلان الحرب على الصليبيين. غادرت قوات صلاح الدين التى تجمعت من مصر وحلب والجزيرة وديار بكر مدينة دمشق فى المحرم (583ه = مارس 1187م) واتجهت إلى حصن الكرك فحاصرته ودمرت زروعه، ثم اتجهت إلى الشوبك، ففعلت به مثل ذلك، ثم قصدت بانياس بالقرب من طبرية لمراقبة الموقف. وفى أثناء ذلك تجمعت القوات الصليبية تحت قيادة ملك بيت المقدس فى مدينة صفورية، وانضمت إليها قوات ريموند الثالث أمير طرابلس، ناقضا الهدنة التى كانت تربطه بصلاح الدين، مفضلا مناصرة قومه، على الرغم من الخصومة المتأججة بينه وبين ملك بيت المقدس.
كان صلاح الدين يرغب فى إجبار الصليبيين على المسير إليه، ليلقاهم وهم متعبون فى الوقت الذى يكون هو فيه مدخرًا قواه، وجهد رجاله، ولم يكن من وسيلة لتحقيق هذا سوى مهاجمة طبرية، حيث كانت تحتمى بقلعتها زوجة ريموند الثالث، فثارت ثائرة الصليبيين وعقدوا مجلسًا لبحث الأمر، وافترق الحاضرون إلى فريقين: أحدهما يرى ضرورة الزحف إلى طبرية لضرب صلاح الدين، على حين يرى الفريق الآخر خطورة هذا العمل لصعوبة الطريق وقلة الماء، وكان يتزعم هذا الرأى ريموند الثالث الذى كانت زوجته تحت الحصار، لكن أرناط اتهم ريموند بالجبن والخوف من لقاء المسلمين، وحمل الملك على الاقتناع بضرورة الزحف على طبرية.
موقعة حطين
بدأت القوات الصليبية الزحف فى ظروف بالغة الصعوبة فى (21 من ربيع الآخر 583ه = 1 من يوليو 1187م) تلفح وجوهها حرارة الشمس، وتعانى قلة الماء ووعورة الطريق الذى يبلغ طوله نحو 27 كيلومترا، فى الوقت الذى كان ينعم فيه صلاح الدين وجنوده بالماء الوفير والظل المديد، مدخرين قواهم لساعة الفصل، وعندما سمع صلاح الدين بشروع الصليبيين فى الزحف، تقدم بجنده نحو تسعة كيلومترات، ورابط غربى طبرية عند قرية حطين. أدرك الصليبيون سطح جبل طبرية المشرف على سهل حطين فى (23 من ربيع الآخر 583ه = 3 من يوليو 1187م) وهى منطقة على شكل هضبة ترتفع عن سطح البحر أكثر من 300 متر، ولها قمتان تشبهان القرنين، وهو ما جعل العرب يطلقون عليها اسم "قرون حطين". وقد حرص صلاح الدين على أن يحول بين الصليبيين والوصول إلى الماء فى الوقت الذى اشتد فيه ظمؤهم، كما أشعل المسلمون النار فى الأعشاب والأشواك التى تغطى الهضبة، وكانت الريح على الصليبيين فحملت حر النار والدخان إليهم، فقضى الصليبيون ليلة سيئة يعانون العطش والإنهاك، وهم يسمعون تكبيرات المسلمين وتهليلهم الذى يقطع سكون الليل، ويهز أرجاء المكان، ويثير الفزع فى قلوبهم.
صباح المعركة
وعندما أشرقت شمس يوم السبت الموافق (24 من ربيع الآخر 583ه = 4 من يوليو 1187م) اكتشف الصليبيون أن صلاح الدين استغل ستر الليل ليضرب نطاقا حولهم، وبدأ صلاح الدين هجومه الكاسح، وعملت سيوف جنوده فى الصليبيين، فاختلت صفوفهم، وحاولت البقية الباقية أن تحتمى بجبل حطين، فأحاط بهم المسلمون، وكلما تراجعوا إلى قمة الجبل، شدد المسلمون عليهم، حتى بقى منهم ملك بيت المقدس ومعه مائة وخمسون من الفرسان، فسيق إلى خيمة صلاح الدين، ومعه أرناط صاحب حصن الكرك وغيره من أكابر الصليبيين، فاستقبلهم صلاح الدين أحسن استقبال، وأمر لهم بالماء المثلّج، ولم يعط أرناط، فلما شرب ملك بيت المقدس أعطى ما تبقّى منه إلى أرناط، فغضب صلاح الدين وقال: "إن هذا الملعون لم يشرب الماء بإذنى فينال أماني"، ثم كلمه وذكّره بجرائمه وقرّعه بذنوبه، ثم قام إليه فضرب عنقه، وقال: "كنت نذرت مرتين أن أقتله إن ظفرت به: إحداهما لما أراد المسير إلى مكة والمدينة، والأخرى لما نهب القافلة واستولى عليها غدرًا".
نتائج حطين
لم تكن هزيمة الصليبين فى حطين هزيمة طبيعية، وإنما كانت كارثة حلت بهم؛ حيث فقدوا زهرة فرسانهم، وقُتلت منهم أعداد هائلة، ووقع فى الأسر مثلها، حتى قيل: إن من شاهد القتلى قال: ما هناك أسير، ومن عاين الأسرى قال: ما هناك قتيل. وغدت فلسطين عقب حطين فى متناول قبضة صلاح الدين، فشرع يفتح البلاد والمدن والثغور الصليبية واحدة بعد الأخرى، حتى توج جهوده بتحرير بيت المقدس فى (27 من رجب 583ه = 12 من أكتوبر 1187م) ولهذا الفتح العظيم حديث آخر.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 762ه مولد أبى الثناء محمود بن أحمد بن موسى، المعروف ببدر الدين العيني، أحد أئمة الفقه والحديث والتاريخ فى القرنين الثامن والتاسع الهجريين، وصاحب العديد من المؤلفات الشهيرة، مثل: "عقد الجمان"، و"عمدة القارى فى شرح صحيح البخاري".
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 808ه وفاة العالم الموسوعى ورائد علم الاجتماع "عبد الرحمن بن خلدون" الذى تعد بحوثه ودراساته سبقًا فى كثير من العلوم والفنون كالتاريخ والسيرة الذاتية والدراسات التربوية وغيرها.
نشأة "ابن خلدون" وشيوخه
ولد "ولى الدين أبو زيد عبد الرحمن بن مُحَمّد بن مُحَمّد بن الحسن بن جابر بن مُحَمّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي" بتونس فى [ غرة رمضان 732ه= 27 من مايو 1332م]، ونشأ فى بيت علم ومجد عريق، فحفظ القرآن فى وقت مبكر من طفولته، وقد كان أبوه هو معلمه الأول، كما درس على مشاهير علماء عصره، من علماء الأندلس الذين رحلوا إلى تونس بعدما ألم بها من الحوادث، فدرس القراءات وعلوم التفسير والحديث والفقه المالكي، والأصول والتوحيد، كما درس علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة وأدب، ودرس كذلك علوم المنطق والفلسفة والطبيعية والرياضيات، وكان فى جميع تلك العلوم مثار إعجاب أساتذته وشيوخه. ومن أبرز هؤلاء الأساتذة والمشايخ: مُحَمّد بن عبد المهيمن الحضرمي، ومُحَمّد بن سعد بن برال الأنصاري، ومُحَمّد بن الشواشى الزرزالي، ومُحَمّد بن العربى الحصايري، وأحمد بن القصار، ومُحَمّد بن جابر القيسي، ومُحَمّد بن سليمان الشظي، ومُحَمّد بن إبراهيم الآبلي، وعبد الله بن يوسف المالقي، وأحمد الزواوي، ومُحَمّد بن عبد السلام وغيره. وكان أكثر هؤلاء المشايخ تأثيرا فى فكره وثقافته: مُحَمّد بن عبد المهيمن الحضرمي، إمام المحدثين والنحاة فى المغرب، ومُحَمّد بن إبراهيم الآبلى الذى أخذ عنه علوم الفلسفة والمنطق والطبيعة والرياضيات.
وباء الطاعون يعصف بشيوخ "ابن خلدون"
وعندما حدث وباء الطاعون الذى انتشر عام [ 749ه= 1348م] وعصف بمعظم أنحاء العالم شرقًا وغربًا، كان لهذا الحادث أثر كبير فى حياة "ابن خلدون"؛ فقد قضى على أبويه كما قضى على كثير من شيوخه الذين كان يتلقى عنهم العلم فى "تونس"، أما من نجا منهم فقد هاجر إلى المغرب الأقصى سنة [ 750ه= 1349م] فلم يعد هناك أحد يتلقى عنه العلم أو يتابع معه دراسته.فاتجه إلى الوظائف العامة، وبدأ يسلك الطريق الذى سلكه أجداده من قبل، والتحق بوظيفة كتابية فى بلاط بنى مرين، ولكنها لم تكن لترضى طموحه، وعينه السلطان "أبو عنان" ملك المغرب الأقصى عضوًا فى مجلسه العلمى بفاس، فأتيح له أن يعاود الدرس على أعلامها من العلماء والأدباء الذين نزحوا إليها من "تونس" و"الأندلس" و"بلاد المغرب".
فى بلاط أبى سالم
ولكن سرعان ما انقلبت الأحوال بابن خلدون حينما بلغ السلطان "أبو عنان" أن "ابن خلدون" قد اتصل بأبى عبد الله مُحَمّد الحفصى أمير "بجاية" المخلوع وأنه دبر معه مؤامرة لاسترداد ملكه، فسجنه أبو عنان، وبرغم ما بذله ابن خلدون من شفاعة ورجاء فإن السلطان أعرض عنه، وظل "ابن خلدون" فى سجنه نحو عامين حتى توفى السلطان سنة [ 759ه= 1358م].ولما آل السلطان إلى "أبى سالم أبى الحسن" صار "ابن خلدون" ذا حظوة ومكانة عظيمة فى ديوانه، فولاه السلطان كتابة سره والترسيل عنه، وسعى "ابن خلدون" إلى تحرير الرسائل من قيود السجع التى كانت سائدة فى عصره، كما نظم الكثير من الشعر فى تلك المرحلة التى تفتحت فيها شاعريته.
طموح ابن خلدون
وظل "ابن خلدون" فى تلك الوظيفة لمدة عامين حتى ولاه السلطان "أبو سالم" خطة المظالم، فأظهر فيها من العدل والكفاية ما جعل شأنه يعظم حتى نَفَسَ عليه كثير من أقرانه ومعاصريه ما بلغه من شهرة ومكانة، وسعوا بالوشاية بينه وبين السلطان حتى تغير عليه.فلما ثار رجال الدولة على السلطان أبى سالم وخلعوه، وولوا مكانه أخاه "تاشفين" بادر "ابن خلدون" إلى الانضمام إليه، فأقره على وظائفه وزاد له فى رواتبه. ولكن طموح "ابن خلدون" كان أقوى من تلك الوظائف؛ فقرر السفر إلى "غرناطة" بالأندلس فى أوائل سنة [764ه- 1362م].
ابن خلدون فى غرناطة
وفى "غرناطة" لقى "ابن خلدون" قدرًا كبيرًا من الحفاوة والتكريم من السلطان "مُحَمّد بن يوسف بن الأحمر" سلطان "غرناطة" ووزيره "لسان الدين بن الخطيب" الذى كانت تربطه به صداقة قديمة، وكلفة السلطان بالسفارة بينه وبين ملك قشتالة بِطْرُه بن الهنشة بن أذقونش لعقد الصلح بينهما، وقد أدى ابن خلدون مهمته بنجاح كبير، فكافأه السلطان على حسن سفارته بإقطاعه أرضًا كبيرة، ومنحه كثيرًا من الأموال، فصار فى رغد من العيش فى كنف سلطان "غرناطة".ولكن لم تدم سعادة "ابن خلدون" طويلا بهذا النعيم، إذ لاحقته وشايات الحاسدين والأعداء، حتى أفسدوا ما بينه وبين الوزير "ابن الخطيب" الذى سعى به بدوره لدى السلطان، وعندئذ أدرك "ابن خلدون" أنه لم يعد له مقام بغرناطة بل و"الأندلس" كلها.وفى تلك الأثناء أرسل إليه "أبو عبد الله مُحَمّد الحفصي" أمير "بجاية" الذى استطاع أن يسترد عرشه يدعوه إلى القدوم إليه، ويعرض عليه أن يوليه الحجابة وفاء لعهده القديم له، فغادر ابن خلدون الأندلس إلى بجاية فوصلها فى منتصف عام [ 766ه= 1365م]، فاستقبله أميرها، وأهلها استقبالا حافلا فى موكب رسمى شارك فيه السلطان وكبار رجال دولته، وحشود من الجماهير من أهل البلاد.
الفرار من جديد
وظل ابن خلدون فى رغدة من العيش وسعة من الرزق والسلطان حتى اجتاح "أبو العباس أحمد" صاحب "قسطنطينة" مملكة ابن عمه الأمير "أبى عبد الله" وقتله واستولى على البلاد، فأقر "ابن خلدون" فى منصب الحجابة حينا، ثم لم يلبث أن عزله منها.فعرض عليه الأمير "أبو حَمُّو" سلطان "تلمسان" أن يوليه الحجابة على أن يساعده فى الاستيلاء على "بجاية" بتأليب القبائل واستمالتها إليه؛ لما يعلمه من نفوذه وتأثيره، ولكن ابن خلدون اعتذر عن قبول الوظيفة، وعرض أن يرسل أخاه يحيى بدلا منه، إلا أنه استجاب إلى ما طلبه منه من حشد القبائل واستمالتها إليه. ولكن الأمور انتهت بهزيمة "أبى حمو" وفراره، وعاد "ابن خلدون" إلى الفرار من جديد بعد أن صار مطاردًا من كل حلفائه.
مولد "المقدمة" فى "قلعة ابن سلامة"
ترك ابن خلدون أسرته بفاس ورحل إلى الأندلس من جديد، فنزل فى ضيافة سلطانها "ابن الأحمر" حينًا، ثم عاد إلى "المغرب" مرة أخرى، وقد عقد العزم على أن يترك شئون السياسة، ويتفرغ للقراءة والتصنيف.واتجه "ابن خلدون" بأسرته إلى أصدقائه من "بنى عريف"، فأنزلوه بأحد قصورهم فى "قلعة ابن سلامة" بمقاطعة "وهران" بالجزائر وقضى "ابن خلدون" مع أهله فى ذلك المكان القصى النائى نحو أربعة أعوام، نعم خلالها بالهدوء والاستقرار، وتمكن من تصنيف كتابه المعروف "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر فى أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوى السلطان الأكبر"، والذى صدره بمقدمته الشهيرة التى تناولت شئون الاجتماع الإنسانى وقوانينه، وقد فرغ "ابن خلدون" من تأليفه وهو فى نحو الخامسة والأربعين بعد أن نضجت خبراته، واتسعت معارفه ومشاهداته.
ابن خلدون فى مصر
وأراد "ابن خلدون" العودة إلى "تونس" فكتب إلى أبى حمو يستأذنه ويرجو صفحه، فأذن له السلطان، فعاد إلى مسقط رأسه، وظل عاكفًا على البحث والدراسة حتى أتم تنقيح كتابه وتهذيبه، وخشى ابن خلدون أن يزج به السلطان إلى ميدان السياسة الذى سئمه وقرر الابتعاد عنه، فعزم على مغادرة تونس، ووجد فى رحلة الحج ذريعة مناسبة يتوسل بها إلى السلطان ليخلى سبيله، ويأذن له فى الرحيل. وصل "ابن خلدون" إلى الإسكندرية فى [ غرة شوال 784ه= 8 من ديسمبر 1382م] فأقام بها شهرًا ليستعد لرحلة السفر إلى "مكة"، ثم قصد بعد ذلك إلى "القاهرة" ، فأخذته تلك المدينة الساحرة بكل ما فيها من مظاهر الحضارة والعمران، وقد وصف "ابن خلدون" وقعها فى نفسه وصفا رائعًا، فقال: "فرأيت حضرة الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الأمم، وكرسى الملك، تلوح القصور والأواوين فى جوه، وتزهر الخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من علمائه، وقد مثل بشاطئ بحر النيل نهر الجنة، ومدفع مياه السماء، يسقيهم النهل والعلل سيحه، ويحيى إليهم الثمرات والخيرات ثجة، ومررت فى سكك المدينة تغص بزحام المارة، وأسواقها تزجر بالنعم...".
حفاوة المصريين بابن خلدون
ولقد لقى "ابن خلدون" الحفاوة والتكريم من أهل "القاهرة" وعلمائها، والتف حوله طلاب العلم ينهلون من علمه، فاتخذ "ابن خلدون" من "الأزهر" مدرسة يلتقى فيها بتلاميذه ومريديه، وقد تلقى عنه عدد كبير من الأعلام والعلماء، منهم "تقى الدين المقريزي"، و"ابن حجر العسقلاني". ولقى "ابن خلدون" تقدير واحترام "الظاهر برقوق" سلطان "مصر" الذى عينه لتدريس الفقه المالكى بمدرسة القمصية، كما ولاه منصب قاضى قضاة المالكية، وخلع عليه ولقبه "ولى الدين" فلم يدخر "ابن خلدون" وسعًا فى إصلاح ما لحق بالقضاء فى ذلك العهد من فساد واضطراب، وقد أبدى صرامة وعدلا شهد له بهما كثير من المؤرخين، وكان حريصًا على المساواة، متوخيًا للدقة، عازفًا عن المحاباة. وقد جلب له ذلك عداء الكثيرين فضلا عن حساده الذين أثارتهم حظوته ومكانته لدى السلطان، وإقبال طلاب العلم عليه، ولم يبد "ابن خلدون" مقاومة لسعى الساعين ضده، فقد زهدت نفسه فى المناصب خاصة بعد أن فقد زوجته، وأولاده وأمواله حينما غرقت بهم السفينة التى أقلتهم من "تونس" إلى "مصر" بالقرب من"الإسكندرية"، وقبل أن يصلوا إليها بمسافة قصيرة.
ملاحقة الوشاة لابن خلدون
وترك "ابن خلدون" منصبه القضائى سنة [ 787ه= 1385م] بعد عام واحد من ولايته له، وما لبث السلطان أن عينه أستاذًا للفقه المالكى بالمدرسة "الظاهرية البرقوقية" بعد افتتاحها سنة [ 788ه= 1386م].ولكن وشايات الوشاة ومكائدهم لاحقته حتى عزله السلطان، واستأذن "ابن خلدون" فى السفر إلى فلسطين لزيارة بيت المقدس، وقد بجل ابن خلدون رحلته هذه ووصفها وصفًا دقيقًا فى كتابه التعريف.
ابن خلدون يقابل تيمورلنك
وحينما جاءت الأنباء بانقضاض جيوش تيمور لنك على الشام واستيلائه على "حلب"، وما صاحب ذلك من ترويع وقتل وتخريب، خرج الناصر فرج فى جيوشه للتصدى له، وأخذ معه ابن خلدون فيمن أخذهم من القضاة والفقهاء.
ودارت مناوشات وقتال بين الفريقين، ثم بدأت مفاوضات للصلح، ولكن حدث خلاف بين أمراء "الناصر فرج"، وعلم السلطان أنهم دبروا مؤامرة لخلعه، فترك دمشق ورجع إلى القاهرة.وذهب ابن خلدون لمقابلة "تيمور لنك" يحمل إليه الهدايا، ويطلب منه الأمان للقضاة والفقهاء على بيوتهم وحرمهم.
العودة إلى القضاء
وعندما عاد "ابن خلدون" إلى "مصر" سعى لاستيراد منصب قاضى القضاة، حتى نجح فى مسعاه، ثم عزل منه بعد عام فى [ رجب 804ه= فبراير 1402م]، ولكنه عاد ليتولاه مرة أخرى فى [ ذى الحجة 804ه= يناير 1402م] انتهت بوفاته فى [ 26 من رمضان 808ه= 16 من مارس 1405م] عن عمر بلغ ستة وسبعين عامًا.
ابن خلدون.. مؤسس علم الاجتماع
يعد ابن خلدون المنشئ الأول لعلم الاجتماع، وتشهد مقدمته الشهيرة بريادته لهذا العلم، فقد عالج فيها ما يطلق عليه الآن "المظاهر الاجتماعية" أو ما أطلق عليه هو "واقعات العمران البشري"، أو "أحوال الاجتماعى الإنساني".
وقد اعتمد ابن خلدون فى بحوثه على ملاحظة ظواهر الاجتماع فى الشعوب التى أتيح له الاحتكاك بها، والحياة بين أهلها، وتعقب تلك الظواهر فى تاريخ هذه الشعوب نفسها فى العصور السابقة.وقد كان "ابن خلدون" فى بحوث مقدمته سابقًا لعصره، وتأثر به عدد كبير من علماء الاجتماع الذين جاءوا من بعده مثل: الإيطالى "فيكو"، والألمانى " ليسنج"، والفرنسي"فوليتر"، كما تأثر به العلامة الفرنسى الشهير "جان جاك روسو" والعلامة الإنجليزى "مالتس" والعلامة الفرنسى "أوجيست كانط".
ابن خلدون "وعلم التاريخ"
تبدو أصالة ابن خلدون وتجديده فى علم التاريخ واضحة فى كتابه الضخم "العبر وديوان المبتدأ والخبر" وتتجلى فيه منهجيته العلمية وعقليته الناقدة والواعية، حيث إنه يستقرئ الأحداث التاريخية، بطريقة عقلية علمية، فيحققها ويستبعد منها ما يتبين له اختلاقه أو تهافته.أما التجديد الذى نهجه "ابن خلدون" فكان فى تنظيم مؤلفه وفق منهج جديد يختلف كثيرًا عن الكتابات التاريخية التى سبقته، فهو لم ينسج على منوالها مرتبًا الأحداث والوقائع وفق السنين على تباعد الأقطار والبلدان، وإنما اتخذ نظامًا جديدًا أكثر دقة، فقد قسم مصنفه إلى عدة كتب، وجعل كل كتاب فى عدة فصول متصلة، وتناول تاريخ كل دولة على حدة بشكل متكامل، وهو يتميز عن بعض المؤرخين الذين سبقوه إلى هذا المنهج كالواقدي، والبلاذري، وابن عبد الحكم، والمسعودى بالوضوح والدقة فى الترتيب والتبويب، والبراعة فى التنسيق والتنظيم والربط بين الأحداث. ولكن يؤخذ عليه أنه نقل روايات ضعيفة ليس لها سند موثوق به.
ابن خلدون رائد فن الترجمة الذاتية
كذلك فإن ابن خلدون يعد رائدًا لفن الترجمة الذاتية الأوتوبيوجرافيا ويعد كتابه "التعريف بابن خلدون ورحلته غربًا وشرقًا" من المصادر الأولى لهذا الفن، وبرغم أنه قد سبقته عدة محاولات لفن الترجمة الذاتية مثل "ابن حجر العسقلاني" فى كتابه "رفع الإصر عن قضاة مصر" ولسان الدين بن الخطيب فى كتابه "الإحاطة فى أخبار غرناطة"، وياقوت فى كتابه "معجم الأدباء". فإنه تميز بأنه أول من كتب عن نفسه ترجمة مستفيضة فيها كثير من تفاصيل حياته وطفولته وشبابه إلى ما قبيل وفاته.
ابن خلدون شاعرًا
نظم ابن خلدون الشعر فى صباه وشبابه وظل ينظمه حتى جاوز الخمسين من عمره، فتفرغ للعلم والتصنيف، ولم ينظم الشعر بعد ذلك إلا نادرًا.ويتفاوت شعر ابن خلدون فى الجودة، فمنه ما يتميز بالعذوبة والجودة ودقة الألفاظ وسمو المعاني، مما يضعه فى مصاف كبار الشعراء، وهو القليل من شعره، ومنه ما يعد من قبيل النظم المجرد من روح الشعر، ومنه ما يعد وسطًا بين كلا المذهبين، وهو الغالب على شعره.وبعد، فلقد كان ابن خلدون مثالا للعالم المجتهد والباحث المتقن، والرائد المجدد فى العديد من العلوم والفنون، وترك بصمات واضحة لا على حضارة وتاريخ الإسلام فحسب، وإنما على الحضارة الإنسانية عامة، وما تزال مصنفاته وأفكاره نبراسًا للباحثين والدارسين على مدى الأيام والعصور.
بدء ثورة الزنج: فى 26 رمضان 255ه الموافق 869م بدأت ثورة الزنج، وهو القبائل الزنجية التى تقطن ساحل أفريقيا الشرقي، وقد أطلق مؤرخو العرب هذا الاسم على العبيد المنتفضين الذين أثاروا الرعب فى القسم الأسفل من العراق 15 عاماً حتى عام 884م، وكانت فتنة الزنج على جانب كبير من الأهمية، ونشبت بزعامة على بن محمد بن عيسى المعروفب (البرقعي) وبمعاونة القرامطة
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 923ه وبعد انتصار السلطان العثمانى سليم على الدولة المملوكية التى كانت تحكم سوريا وفلسطين ومصر، دخلت مصر والشام تحت الراية العثمانية، وأصدر السلطان سليم فى مثل هذا اليوم قراراً بتولى أسكندر أورونوس، حكم الإسكندرية، وبعد أن أمضى السلطان سليم فى مصر سبعة اشهر وعند وصوله إلى دمشق أُطلق عليه خادم الحرمين الشريفين، فبدأ بالتطلع إلى حمل لقب خليفة المسلمين، لأنه بسقوط مصر دخلت الحجاز تحت الراية الإسلامية ولم يكن للمسلمين وقتئذٍ خليفة فعليّ، سوى الخلافة العباسية فى مصر، وتحقق للعثمانيين ما أرادوا، فقد أجبروا الخليفة العباسى فى مصر على التنازل عن الخلافة لصالح سلاطين بنى عثمان.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 927ه للعام الميلاد 1521 أستسلمت مدينة بلجراد بعد حصار الجيش العثمانى بقيادة الوزير بير مُحَمّد باشا، وبعد مؤازرة من السلطان العثمانى سليمان القانوني، وأقيمت فيها أول صلاة جمعة.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 1021ه الدولة العثمانية توقع معاهدة إستانبول مع إيران، لإنهاء الحرب التى استمرت بينهما 9 سنوات، وعينت هذه المعاهدة الحدود بين الجانبين ، لكن هذا الصلح لم يستمر إلا سنتين فقط حيث تجدد القتال بين الجانبين.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 1102ه السلطان أحمد الثاني، يتولى زمام الدولة العثمانية، بعد وفاة أخيه السلطان سليمان الثاني، أستمر السلطان أحمد الثانى مدة أربع سنوات، تضمنت انهزام تركيا فى معركة سلنكمين فى كرواتيا حالياً، وتقلص النفوذ التركى فى شرق أوروبا، بعد قيام تحالف أوروبى ضد الدولة العثمانية الإسلامية، مكّون من النمسا وإيطاليا وروسيا ومالطه وبولندا وبابا روما.
موضوعات متعلقة:
حدث 25 رمضان: هدم الأصنام حول الكعبة.. وثورة أبو مسلم الخراسانى على الأمويين.. ألب أرسلان يأسر الإمبراطور الرومانى رومانوس الرابع.. وانتصار قطز على التتار فى عين جالوت.. ونصر عثمانى على الروس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.